أثارت النائبة في الكنيست الإسرائيلي عيديت سليمان أزمة كبرى في الكيان الصهيوني بعد إعلان انسحابها من البرلمان ليخسر الائتلاف الإسرائيلي برئاسة، نفتالي بينيت، الأربعاء، غالبيته.
وتسبب إعلان النائبة اليمينية بتراجع تحالف بينيت الذي يضم أحزابا متباينة من اليمين المتشدد واليسار بالإضافة إلى حزب عربي إسلامي بعد خسارة أغلبيته ذات المقعد الواحد إلى 60 مقعدا ما يجعله متساويا مع مقاعد المعارضة.
وقالت سيلمان في بيان نقلته وسائل الإعلام العبرية: "جربت طريق الوحدة وعملت كثيرا من أجل هذا الائتلاف". لكنها أضافت أنه "للأسف لا يمكنني المشاركة في المساس بهوية إسرائيل اليهودية".
وكانت النائبة الإسرائيلية انتقدت، الاثنين، تعليمات صادرة عن وزير الصحة، نيتسان هوروفيتس، تقضي بالسماح للمستشفيات بالتزود منتجات الخبز المخمر خلال عطلة عيد الفصح اليهودي الذي يصادف الشهر الحالي.
وتمنع التعاليم الدينية اليهودية استخدام الخبز المخمر في الأماكن العامة خلال عيد الفصح.
وقالت سيلمان: "سأنهي عضويتي في الائتلاف وسأحاول متابعة إقناع أصدقائي بالعودة وتشكيل حكومة يمينية. أعلم أنني لست الوحيدة التي يخالجها هذا الشعور".
وتأتي خطوة سيلمان لتحدث هزة سياسية في إسرائيل التي تمر حاليا بظروف أمنية حساسة عقب سلسلة هجمات مسلحة أوقعت عددا من القتلى في عدة مدن إسرائيلية، كما تتأهب الشرطة الإسرائيلية في القدس حيث يسود جو من التوتر الأمني مع حلول شهر رمضان، إذ عادة يشهد اشتباكات بين المصلين وقوات الأمن في محيط المسجد الأقصى.
وذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إلى أن سيلمان خاضت معارك أيديولوجية مع أعضاء الأحزاب اليسارية في التحالف، حتى قبل بدء الجدل الأخير، ودخلت سيلمان الكنيست لأول مرة في عام 2019. كانت ناشطة في شبابها في الحزب الديني القومي، وانضمت إلى حزب البيت اليهودي.
احتلت سيلمان المرتبة الثالثة بين مرشحي حزب "البيت اليهودي"، ولكن عندما اندمج الأخير مع أحزاب أخرى لتشكيل تحالف "يمينا" (أو حلف اليمين المتحد)، بلغت المرتبة السادسة.
ومساء الأربعاء، تجمع آلاف من أنصار اليمين في القدس للمطالبة بسقوط الحكومة التي شكلت قبل أقل من عام، في يونيو 2021.
وفي كتاب الاستقالة الرسمي الذي وجهته لرئيس الوزراء قالت عيديت: "يجب أن نعترف بأننا حاولنا، حان الوقت لإعادة الحسابات ومحاولة تشكيل حكومة وطنية يهودية صهيونية".
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي في أول رد فعل تجاه قرار سيلمان: "الأمر الأهم الآن هو ضمان استقرار الائتلاف. لقد تحدثت إلى رؤساء الأحزاب وجميعهم يريدون الاستمرار في هذه الحكومة التي تعمل من أجل صالح المواطنين".
ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن بينيت تصريحات قال فيها إن ناشطين وداعمين لنتنياهو وعضو الكنيست، بِتسَلئيل سموتريتش، قاموا بتهديد سيلمان.
وأضاف "اضطهدت عيديت لشهور، وتعرضت لاعتداءات لفظية من قبل مؤيدي بيبي (بنيامين نتانياهو) وسموتريتش على المستوى الأكثر رعبا .. وصفت لي التهديدات التي تعرضت لها زوجها شموليك وأطفالها.. لقد كسروها في النهاية".
ورحب زعيم المعارضة ورئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو بقرار سيلمان. وقال في جلسة خاصة للبرلمان الذي يعتبر في عطلة رسمية: "هناك في إسرائيل اليوم حكومة ضعيفة وعرجاء وأيام معدودة".
وقال نتنياهو الذي يتزعم حزب الليكود اليميني في تسجيل مصور مخاطبا النائبة "عيديت إنك دليل على أن ما قادك إلى ذلك هو الاهتمام بهوية إسرائيل اليهودية والاهتمام بأرض إسرائيل، أرحب بك مجددا في أرض إسرائيل وفي المعسكر الوطني".
وأضاف "أدعو كل من تم انتخابه بأصوات المعسكر الوطني للالتحاق بعيديت والعودة (إلى قاعدتهم)، سيتم استقبالكم بأذرع مفتوحة وبفخر".