الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جمال حلايب وشلاتين.. حق السقاية واجب والرجل تدب مطرح متحب

صدى البلد

هناك تقليد قديم يتبعه أهالي صحراء حلايب وشلاتين جنوب محافظة البحر الأحمر، وهي عملية ورود بئر الماء، حيث يقوم صاحب البئر وحارسها بسقاية كل الإبل والأغنام التي ترد البئر، ويتولى هذا الشخص سقايتها بشكلٍ تام.

يقول على دورا باحث بيئى من أبناء حلايب وشلاتين أن هذا التقليد المتبع هو  تراحم عظيم، وقيمة كبرى تستحق التأمل، ومن خضم معتقداتهم القديمة، أن منع الماء، يؤدي إلى تعطل البئر وجفافها، لذا تلاحظ حرصهم على ضرورة توفير الماء لهذه الأرواح المنتشرة في ربوع الصحراء، والتي تتوافد على البئر من كل المناطق.

وتابع دورا أن هذه الحكايات وغيرها، تؤدي إلى فهم جزء كبير من طبيعة سكان هذه المنطقة، وكيف كوّنت الصحراء شخصية الناس هنا وأثقلتها ، وربما تشابك الحقائق مع الأساطير التي تسيطر على حيز كبير من الوعي الجمعي يقود كذلك إلى إدراك حرص السكان على ضرورة منح هذه الحيوانات حقها من المياه، فعلى سبيل المثال، يؤمن البعض هنا، أن "الجان"يقوم بتخريب البئر التي يمنع صاحبها الناس عنها، من هذا التصور تتحدد ملامح الحالة بشكلٍ أوسع، لأن الناس هنا تؤمن في خيالها بقصص الجان، ومدى قدرته. 

وأضاف دورا بين هذا وذاك، تظل هذه الأخلاق الحميدة، والقيم النبيلة، الفطرية، حالة فريدة يتوقف أمامها كل لبيب، ليفهم من هذه المؤشرات إن الحياة في الصحراء غنية إلى درجة عظيمة بالعطاء والرحمة.

 

وكشف الشيخ شاذلى بشير عمر شيخ مشايخ العبابدة من أكبر تجار الابل و الجمال أن الجمال لها قدسية وأهمية من نوع خاص لدى أبناء الجنوب تتعلق فى طرق إعاشتها وتربيتها خاصة فيما يخص طريقة إطعامها وسقايتها ولا يقتصر الأمر على ذلك فقط بل هناك تصرفات تفعلها الإبل قد يرها اى شخص عادى أنها تصرفات عادية ولكنها لها دلالات واشارات يترجمها ابن حلايب وشلاتين الأمر الذي يجعله يسبح بعظمة خالقاها.

 

واوضح عمر ان للإبل في الارض طرق معينة تصل من خلالها إما للبئر أو للمرعى أو حتى طريق عودتها للمبيت في ربعها وأي إنسان تائه في الصحراء من الممكن جداً ان يستدل بطريق الإبل لأنه سيصل لشئ من 3  اما مرعى أو بئر مياه يعتبر محطة انتظار في الصحراء يستطيع أن يشرب منها او لأصحاب الإبل فالجمل حيوان عظيم جداً ومنه نتعلم الكثير و الكثير من يراقب الإبل يتعلم منها الانتظام ، تسير الإبل في خط مستقيم متجهة نحو هدفها ، إن كانت ذاهبة للرعي ، أو لو كانت على سفر  والجمال تسير فى مجموعه يقودها " جمل " بمثابة الدليل و يكون في الغالب كبير يطلق علية " الـذود " يعرف الطرق جميعها ، يذهب بها للمرعى و يقودهم أيضًا في طريق العودة و يذهب بهم منتصف النهار لبئر الماء .