الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكاية إسلام العشيري.. يقطع مئات الكيلومترات بسيارته لمساعدة الفارين من الحرب بأوكرانيا|خاص

الشاب إسلام العشيري
الشاب إسلام العشيري

دخلت الحرب الروسية الأوكرانية يومها الخامس عشر، في ظل توتر الأجواء، والقصف والحصار المتواصل للمدن الأوكرانية، وتسببت الحرب منذ بدايتها لنزوح أكثر من 2 مليون شخص من أوكرانيا، فيما تتوقع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين أن يصل العدد إلى 4 ملايين لاجئ إذا استمرت الأزمة لمدة طويلة.

وحذرت تقارير دولية من تفاقم الوضع الإنساني الخاص باللاجئين الأوكرانيين في الدول الأوروبية، خاصة أن التدفقات سريعة جدًا وعشوائية، وهو ما وصفته الأمم المتحدة بأنه أسرع أزمة متنامية للاجئين في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وتتوقع السلطات والأمم المتحدة أن يزداد تدفّق اللاجئين في وقت يواصل الجيش الروسي، تقدّمه في أوكرانيا، مع استمرار القتال حول العاصمة كييف.

قصة إسلام العشيري

وانتشر في الساعات الماضية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قصة الشاب المصري إسلام العشيريالذي يعيش في أوكرانيا، وتعامل بمنتهى الجدعنة والإنسانية، صارفا النظر عن المخاطر التي تحيق به، حيث أصر على إنقاذ عائلة يمنية، رغم الطريق الوعرة المليئة بالمخاطر والقصف المتواصل.

وفي هذا التقرير نستعرض قصة إسلام العشيري.

إسلام العشيري

بدأت القصة باستغاثة أطلقها أب يمني سافر من أوكرانيا، وعاد إلى اليمن، قبل الحرب، تاركا خلفه زوجته وطفليه الاثنين وهما "كريم"، و"أمير" في بيتهم في قرية أوكرانية، على أن يعود لهم بعد انتهاء سفره، ولكن حدث الهجوم الروسي، ولم يتمكن الأب من العودة بسبب الحرب، ولا يملك في يده شيئا، في حين تتعرض القرية للقصف المتواصل.

التدخل لإنقاذ الأسرة

أطلق الأب استغاثات عديدة في العديد من الوسائل الإعلامية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي صارخا بعلو صوته، طالبا من أي مسئول أو شخص أن ينقذ أطفاله وزوجته في أوكرانيا، وفي هذه اللحظة والتي يهرع فيها الجميع خارج أوكرانيا، ظهر الشاب مصري اسمه "إسلام العشيري" المتواجد غرب أوكرانيا في مدينة بعيدة عن القرية التي يوجد فيها الأطفال، وأثناء مشاهدة التلفزيون ورؤيته استغاثة الأب، تحرك بسيارته على الفور دون تفكير أو حسابات، بشهامة المصريين، وحفظ العنوان وتحرك إلى القرية وهي قرية كاماركوف.

قطع إسلام العشيري مسافة 500 كيلومتر، عبر سيارته، وقيادة متواصلة حوالي 5 ساعات وسط القصف والمطاردات حتى وصل للقرية، ووجد البيت في التوقيت المناسب ووجد الطفلين مختبئين داخل بيت خشبي بعدما دمرت معظم البيوت، وتمكن من العودة بالطفلين ووالدتهم بسيارته إلى أقرب نقطة أمان التي تبعد أيضا مئات الكيلومترات حتى يجتمع شمل الأسرة بفضل شهامة الشاب المصري.

إسلام العشيري

هدفي إنقاذ الناس

وفي هذا الصدد، تواصل "صدى البلد"، مع الشاب إسلام العشيري، والذي أكد أن أهم ما يشغله حاليا هو إنقاذ الناس، دون الالتفات في هذه اللحظات العصيبة إلى وسائل الإعلام أو غيرها، مشددا على أن ما يشغله هو إنقاذ الناس ومساعدتهم في الخروج من الأماكن التي تشهد قتالا بين روسيا وأوكرانيا.

وقال العشيري لـ "صدى البلد": “ظن أثناء رحتله من لفيف غرب أوكرانيا في طريقه إلى كييف لمساعدة عدد من الأسر، أنه يقطع هذه المسافات الطويلة لإنقاذ الناس”.

الهجرة تشيد بإسلام العشيري

وكانت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، أشادت ببطولة الشاب المصري إسلام العشيري المقيم في أوكرانيا، والذي أنقذ طفلين يمنيين عُلقّا وسط الأزمة الدائرة هناك.

وأعربت السفيرة نبيلة مكرم، خلال اتصال هاتفي أجرته بالشاب المصري، عن فخرها واعتزازها بشجاعته وإقدامه، والذي يؤكد أن هذه هي صفات المصريين الحقيقية، إذ إنهم يتحلون بالمروءة والنُبل مع الجميع دون تمييز وقالت: "هذا ما تفرضه علينا الإنسانية في كل مكان".

من جانبه، تقدم الشاب المصري إسلام العشيري بخالص الشكر والامتنان لوزيرة الهجرة على تواصلها معه، مؤكدًا أنه أقدم على ذلك من منطلق مصريته ووطنيته وشعوره بالمسئولية، فهذا هو المعدن الحقيقي للمصريين.

إسلام العشيري

وأشاد "العشيري" بحرص القيادة السياسية في مصر على حياة أبناء الجالية المصرية في أوكرانيا ومستقبل الطلبة المصريين الدارسين هناك، مثمنًا دور وزارة الهجرة المصرية وجهودها في ذلك وتواصلها المستمر ودعمها الذي لا ينقطع.

واستجاب الشاب المصري لاستغاثة أطلقها والد الطفلين الذي ترك عائلته في أوكرانيا وعاد لليمن قبل أن تنفجر الحرب هناك، ليبقى طفلاه "كريم" و"أمير" عالقين وسط إطلاق النار في بلدة ريفية بالقرب من مدينة كييف.

وكان إسلام العشيري - الذي يعمل مرشدًا سياحيًا في أوكرانيا - استجاب لاستغاثة أطلقها والد الطفلين اليمنيين اللذين كانا عالقين وسط إطلاق النار في بلدة ريفية بالقرب من مدينة كييف، حيث قطع "العشيري" أكثر من 500 كيلومتر برًا من مدينة لفيف (غرب) حتى العاصمة كييف - الواقعة تحت رقابة جوية روسية وحظر تجوال أوكراني - من أجل إنقاذ الطفلين.