الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى وفاة ابن الهيثم..أفاد البشرية بعلمه وتمت تسمية كويكب على اسمه

صدى البلد

تحل اليوم، الأحد، ذكرى وفاة عالم الرياضيات والبصريات والفلكي والفيزيائي العربي "ابن الهيثم" في مثل هذا اليوم 6 مارس 1040، وهو أبو العلي الحسن بن الحسن بن الهيثم، هو عالم عربي مسلم واسع المعرفة في علوم متعددة، كالرياضيات والطب، والفلك والفلسفة والفيزياء، كما أنّه كتب في المنطق والأخلاق والسياسة والشعر والموسيقى وعلم الكلام، بالإضافة إلى ملخصات لكتب أرسطو وجالينيوس، أمّا أكبر مساهماته المشهودة حتّى الوقت الحالي فهي في علم البصريات.

ولد أبي علي الحسن بن الهيثم في البصرة عام (354هـ = 965م)، وبها نشأ وتعلم، ولا يُعرف شيء عن نشأته الأولى سوى أنه عاش في فترة مزدهرة، ظهر فيها أساطين العلم في الفلسفة والطب والكيمياء والرياضيات والفلك، فجذبته هذه العلوم فأقبل عليها بهمة لا تعرف الكلل، فقرأ ما وقع تحت يديه من كتب المتقدمين والمتأخرين، ولم يكتفِ بالاطلاع عليها والقراءة فيها، واتخذ قرارًا بتكريس نفسه تمامًا لدراسة تلكالعلوم وتكريس بقية حياته وكل طاقاته للرياضيات والفيزياء والبصريات والعلوم الأخرى.

ذاعت شهرة الحسن بن الهيثم في العالم الإسلامي باعتباره عالمًا في الهندسة له فيها آراء واجتهادات، وسمع به الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله، فتاقت نفسه إلى الاستعانة به، وزاد من رغبته ما نما إليه ما يقوله ابن الهيثم: "لو كنت بمصر لعملت في نيلها عملا يحصل به النفع في كل حالة من حالاته من زيادة ونقص"، وكان ابن الهيثم في هذه الفترة قد تجاوز الستين من عمره.


 

ويصل ابن الهيثم إلى مصر وكانت تحت خلافة الحاكم بأمر الله، وعلى الرغم من كون الحاكم بأمر الله حاكمًا قاسيًا، وغريب الأطوار، لكنه كان يعتني بالعلم والعلوم ونبغ في خلافته الكثير من العلماء، ويذكر أنه أنشأ مكتبة كانت ذات أهمية لبيت الحكمة لمدة جاوزت الـ 150 سنة.

ويطلب الخليفة الفاطمى الحاكم بأمر الله من ابن الهيثم أن ينفذ فكرته، التى كانت تقضى ببناء سد بنفس موقع سد أسوان الحالي، ولكن الإمكانات المتاحة فى ذلك العصر لم تمكن ابن الهيثم من تنفيذ رؤيته، فاعتذر للخليفة، فتظاهر الحاكم بأمر الله بقبول عذره، وطلب الخليفة من رجاله إيجاد منصب له في ديوان من الدواوين، وكان ابن الهيثم يريد الاعتذار عن عدم قبول المنصب، لكنه خاف من بطش الخليفة به، فادعى ابن الهيثم الجنون، فوضعه الخليفة قيد الإقامة الجبرية لمدة عشر سنوات من 1011 حتى 1021 حتى توفى الحاكم بأمر الله.

استغل ابن الهيثم فترة الإقامة الجبرية فى تأليف أشهر كتاب له، وهو كتاب "المناظر"، وبقى فى مصر حتى عام 1038، وكتب العديد من النظريات فى الرياضيات والفيزياء والفلك ثم غادر إلى بلاد الأندلس، حيث تأثر العالم بن رشد بنظريات بن الهيثم الذى كانت له إسهامات كبيرة فى علم البصريات.

هذا وبعد وفاة الخليفة، استدعت شقيقة الخليفة "ست الملك" ابن الهيثم و عرضت عليه راتباً شهرياً وضمته إلى مجلس العلماء بدار العلم، لكنه اعتذر منها وعاد إلى نسخ الكتب وكسب عيشه منها. 

ويذكر أنه أتى أحد طلاب العلم ويدعى “مبشر ابن فاتك القائد”، وطلب من ابن الهيثم أن يدرس على يديه، فوافق ابن الهيثم وبعدها بِمُدة، أتى إليه ابن أمير من أمراء الشام وطلب من ابن الهيثم أن يضمه إلى طلابه فطلب منه ابن الهيثم 75 دينارا في كل شهر مقابل تعليمه لمدة ثلاث سنوات، وبعد انقضاء ثلاث سنوات كان هذا الأمير الصغير قد وعى الكثير وحفظ الكثير الكثير على يد ابن الهيثم، وفوجئ الأمير عندما رأى أن ابن الهيثم قد جمع كل المال الذي كان يعطيه إياه الأمير وأرجعه إليه وقال له: "هذه دنانيرك احتفظت لك بها خذها يا بني فلا أُجرَة في العلم و ما طلبتها منك إلا إختبارا لمدى رغبتك في العلم".

انشغل ابن الهيثم في بقية سنين عمره  بدراسة ظواهر علم الضوء والبصريات، ويعتبر ابن الهيثم المؤسس الأول لعلم المناظر ومن رواد المنهج العلمي، وهو أيضاً من أوائل الفيزيائيين التجريبيين الذين تعاملوا مع نتائج الرصد والتجارب فقط في محاولة تفسيرها رياضياً دون اللجوء لتجارب أخرى. 

وقد صحح ابن الهيثم بعض المفاهيم السائدة في ذلك الوقت اعتمادًا على نظريات أرسطو وبطليموس وإقليدس، وأثبت ابن الهيثم حقيقة أن الضوء يأتي من الأجسام إلى العين، وليس العكس كما ساد الاعتقاد آنذاك، ودرس تشريح العين وأعطى لأجزائها مُسمَّيات ما زالت باقية حتى الآن، وهو أول من درس التأثيرات والعوامل النفسية للإبصار، كما أورد كتابه المناظر معادلة من الدرجة الرابعة حولانعكاس الضوء على المرايا الكروية، ما زالت تعرف باسم "مسألة ابن الهيثم". 

هذا وإليه تُنسب أيضا مبادئ اكتشاف الكاميرا.

وعن مؤلفات ابن الهيثم، فقد دون الكثير من الأعمال والمول  الّتي خدمت العلوم البشريّة مثل: الفيزياء، والبصريات، وعلم الفلك، والرّياضيات، والهندسة، والفلسفة، هذا وقد تم تكريم ابن الهيثم في الكثير من الدول على هذه الأعمال، ففي جامعة آغاخان سمي كرسيِ طب العيون باسمه، وتم تسمية  أحد الكويكبات الّتي تم العثور عليه باسمه عام 1999.

توفى الحسن ابن الهيثم فى مصر في 6 مارس عام 1040.