الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عزوبية ومرض وجنازة فارغة.. حياة مؤلمة خلف وجه زكي رستم الشرير

زكي رستم
زكي رستم

وجه قاسي شخصية صعبة بمجرد رؤيتها على الشاشة يضيف رهبة على العمل الفني، اعتاد الجمهور على رؤية قسوته وأدواره التي غلب عليها الشر، قدم الدور باحترافية جعلت المخرجين يتهافتون عليه في كل دور له علاقة بالشر ليبدع فيه كل مرة عن السابق، لكن في الحقيقة كان زكي رستم شخصية متباينة تماماً عما شاهده الجمهور على الشاشة تماماً، حتى وصفه الجميع بالطيب الشرير . 

تحل اليوم ذكرى ميلاد زكي رستم، في 5 مارس 1903، أسرة زكي رستم كانت من الطبقة الأرستقراطية، وكان والده محرم بك رستم عضوًا بارزًا بالحزب الوطني، وصديقًا شخصيًا للزعيمين مصطفى كامل ومحمد فريد، و في عام 1920 نال شهادة البكالوريا ورفض استكمال تعليمه الجامعي، لكن والده كان يحلم بأن يلتحق زكي بكلية الحقوق لكنه لم يكن راغبًا بذلك وقرر خوض عالم التمثيل.

حياة مؤلمة عاشها زكي رستم، محطات صعبة لا يعلم عنها الجمهور شيئاً، رفضت أسرته فكرة انضمامه لمجال التمثيل من الأساس، حتى وصل الأمر أن والدته طردته من المنزل واعتبرته نموذج سيء لشقيقاته ويمثل خطر على سمعتهن، لكنه لم يبالي وترك أسرته وأصر على استكمال حلمه الفني . 

زكي رستم

والدة زكي رستم خيرته بين التحاقه بكلية الحقوق أو التمثيل، لكن حلمه كان أقوى فاختار التمثيل ، مما زاد من حدة المشكلات مع أسرته، وهو ما تسبب في إصابة والدته بالشلل قبل وفاتها .

عاش زكي رستم حياته وحيداً رغم شهرته الواسعة، فبمجرد خروجه من مكان التصوير، يعود لمنزله وحيداً وينقطع عن العالم تماماً، كما ظل عازباً طوال حياته، لم يتخذ خطوة الزواج، لم يكن يفكر سوى في مستقبله الفني، وكان صديقه الوحيد من الوسط الفني هو الفنان الراحل عبد الوارث عسر.

مر العمر وظل زكي رستم وحيداً، في سنوات عمره الأخيرة كانت الأسوأ في حياته، كان يعيش في شقة بعمارة يعقوبيان بشارع 26 يوليو، كانت حياته قاسية على رجل بعمره رغم شهرته الواسعة، كان يرافقه كلبه الوولف في جولاته الصباحية، ولديه خادم عجوز قضى في خدمته حوالي 30 عاماً.

زكي رستم

السنوات الأخيرة في حياة زكي رستم استمرت في قسوتها عليه، فأصيب بضعف السمع وكان يكره أن يستعين بسماعة من تلك الاختراعات الإلكترونية، واستعاض عن ذلك بقضاء وقته في القراءة ، وترك التمثيل تماماً واكتفى بما قدمه من فن وظل معتزلاً حتى وفاته، وفي عام 1972 أصيب زكي رستم بأزمة قلبية حادة نقل على أثرها إلى مستشفى دار الشفاء، وفي ساعة متأخرة من ليلة 15 فبراير عام 1972 صعدت روحه إلى السماء  ولم يشعر به أحد ولم يمشِ في جنازته أحد.