الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مولد السيدة زينب.. الصوفية يواصلون احتفالهم برئيسة الديوان.. وعصام درويش أبرز المداحين

مولد السيدة زينب
مولد السيدة زينب

تحتفي الطرق الصوفية بذكرى مولد السيدة زينب رضي الله عنها وأرضاها بمحيط مسجدها الكائن وسط العاصمة المصرية العتيقة "الفسطاط" ومدينة القاهرة حالياً، وسط استمرار تعليق الاحتفالات الرسمية نتيجة إجراءات الدولة الوقائية لمنع انتشار جائحة كورونا، وحرص أتباع الطرق الـ 80 على استئجار الشقق لإقامة خدماتهم على مقربة من مقام السيدة زينب، ضمن أسبوع الاحتفالات الذي ينتهي بعد غدٍ الثلاثاء.

نسبها الشريف

السيدة زينب بنت الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وهى الابنة الكبرى للسيدة فاطمة الزهراء ابنة النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، وُلدت فى شهر شعبان بعد مولد شقيقها الحسين بسنتين، عاصرت إشراق النبوة عِدَّةَ سنوات، وسماها الرسول- صلى الله عليه وسلم- "زينب" على اسم خالتها.

 

تزوجت السيدة زينب بابن عمها عبد الله بن جعفر الطيار بن أبى طالب، وأنجبت منه جعفر وعلى وعون الأكبر وأم كلثوم وأم عبد الله، وكان للسيدة زينب درس حافل وهو أنها عندما انشغلت بأمر الدعوة مع أخويها الإمامين الحسن والحسين رأت أنها لا تستطيع أن تجمع بين واجب الجهاد والواجبات الزوجية، فأذنت لزوجها عبد الله بن جعفر أن يتزوج، فتزوج (الخوصاء الوائلية)، ثم تزوَّج بـ (جمانة الفزارية) بنت المسيب أمير التوابين.

 

ستجدين قلوب أهلها وطنًا

وفى عام 61 من التقويم الهجري، أمر يزيد بن معاوية الأموي، بإخراجها خارج حدود المدينة، فطلب منها أن تختار لها بلدًا تسكن فيه، فنصحها  الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما باختيار مصر قائلاً: "يا ابنة بنت رسول الله، اذهبي إلى مصر، فإن فيها قومًا يحبونكم لله، ولقرابتكم لرسول الله، وإن لم تجدي أرضًا تسكنيها هناك، فستجدين قلوب أهلها وطنًا".

اختارت السيدة زينب مصر لتقيم فيها، ووصلت إليها فى شعبان عام 61 هجرية، وعلى مشارف مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية، خرج لاستقبالها جموع المسلمين بالدفوف والزغاريد، وعلى رأسهم والى مصر الأموى آنذاك مسلمة بن مخلد الأنصارى، وأقامت فى بيت الوالى حتى وافتها المنية فى الـ 14 من شهر رجب عام 62 هجرية، ودفنت فى بيت الوالى، الذى تحول إلى ضريح لها فيما بعد.

مقام السيدة زينب

في رحاب رئيسة الديوان

وتعددت أسماء وكنيات وألقاب السيدة زينب خاصة عند المصريين من بينها رئيسة الديوان، أم العواجز، الطاهرة، أم هاشم وغيرها، حيث عُرفت رضوان الله عليها بتحليها بالعلم والتقوى، والشجاعة والإقدام، والبلاغة وقوة البرهان، ولها كنايات كثيرة منها " أم هاشم" كنيت بأم هاشم لأنها حملت لواء راية الهاشميين بعد أخيها الإمام الحسين، و"صاحبة الشورى" لأن كثيرا ما كان يرجع إليها أبوها وإخوتها فى الرأى، و"عقيلة بنى هاشم" ولم توصف سيدة فى جيلها أو غيره أو فى آل البيت بهذا إلا السيدة زينب رضى الله عنها، و"الطاهرة" فقد أطلقه عليها الإمام الحسن أخوها عندما قال لها "أنعم بك يا طاهرة حقا إنك من شجرة النبوة المباركة ومن معدن الرسالة الكريمة"، عندما شرحت حديث رسول الله: "الحلال بين والحرام بين".

المداح عصام درويش

مداحون في رحاب الطاهرة 

ويعد المديح والإنشاد الديني، السمة الأبرز لاحتفالات الطرق الصوفية بمولد آل البيت والصالحين، حيث تقام لهم الخدمات للطرب والذكر والعبر مع مغيب الشمس وحتى فجر الليلة التالية، وحرصت بعض الخدمات على إقامة ليالي خاصة بالمديح من بينها ألحان، والتي تضم كوكبة من أعلام الإنشاد والمديح وفي مقدمتهم المداح عصام درويش والذي لمع اسمه وذاع صيته بين الصوفية، ووسائل الإعلام، وبين صناع الدراما، فشارك الكافة منهم عذوبة صوته، وفصاحة منطقه، وقدرة على ابتكار لونٍ من ألوان المديح يجذب مختلف الأعمار والجنسيات، يعرفه من يفد إلى الحسين، السيدة زينب، البدوي، وغيرهم من أولياء الله، ومن شاهد الأعمال الدرامية فهو أحد أبطال الليلة الكبيرة، إنه الشيخ عصام درويش.

 

وينتمي صاحب الـ 54 عاماً، إلى صعيد مصر، حيث محافظة أسيوط، التي ينتمي إليها أشهر المداحين في الساحة، يقول درويش عن نفسه:" ولدت بمحافظة أسيوط، إلا أنني اتخذ من الغربية سكنا لي ومقاما، حيث عرفني الناس مداحاً من جنابات تلك المدينة، تخرجت من معهد التعاون الزراعي، وكان لصوت الشيخ أحمد التوني عليه رحمة الله أكبر الأثر في عشقي للمديح،  حيث لا يخلو منزل أو ساحة وحتى في الطرقات في محافظة أسيوط، ولا يحلو السمر إلا على مديحه".

 

وتختتم الطرق الصوفية الثلاثاء المقبل احتفالاتها الشعبية بذكرى مولد عقيلة بني هاشم، في أجواء اعتادتها كل عام وحيل بين إقامتها العام قبل الماضي انتشار جائحة كورونا المستجد حيث قررت لجنة إدارة الأزمة تعطيل الاحتفالات والموالد في شهر مارس تزامناً مع الاحتفالات، قبل أن تعود الحياة تدريجيا.

 

استمرار تعليق الاحتفالات الرسمية بسبب كورونا

أعلن الدكتور مهران عبداللطيف، رئيس حي السيدة زينب بالقاهرة، إلغاء الاحتفال السنوي بمولد السيدة زينب للعام الجاري.

 

وأوضح رئيس الحي، أن قرار الإلغاء نظرا للالتزام بالإجراءات الاحترازية ضد فيروس كورونا خاصة مع تزايد الأعداد الفترة الحالية.

 

وتابع رئيس الحي، أنه يتم في الوقت الحالي بحث إمكانية إقامة فعالية تقتصر على بعض المنشدين على نطاق ضيق بالتنسيق مع الجهات المعنية في الأوقاف والأزهر.