الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من يستسلم؟.. العداء بين آبل وفيسبوك يؤدي لتراجع هائل في إيرادات ميتا

العداء بين آبل وفيسبوك
العداء بين آبل وفيسبوك يؤدي لتراجع هائل في إيرادات ميتا

يتصاعد العداء بين شركتي فيسبوك وآبل رغم أن تنافسهما بعيدا عن السوق، فلكل منهم حصته الخاصة ومنتجاته المختلفة، لكن بسبب اختلاف سياستهم خاصة تلك المتعلقة بالخصوصية والتى أدت إلى تضارب كبير بينهما، تشن آبل دائما الحرب على فيسبوك


وخسرت فيسبوك خسارة ضخمة قدرت ب٢٥٠ مليار دولار في يوم واحد أي انخفاض بحوالي ٢٦%، وتتحدث العديد من الروايات حول مستقبل غامض لفيسبوك، سيدقعها إلى خسارة الكثير من المستخدمين في المستقبل. 

 وبحسب موقع  Recode فإن فيسبوك سينضم إلى عالم الميتافيرس حيث ضخ مارك زوكربيرج ١٠ مليار دولار من أجل هذا الشأن، وآخرها أن تطبيق تيك توك للفيديوهات سيستحوذ على أرباح فيسبوك والذي يتزايد بالفعل عدد المستخدمين به وقال عنه مارك زوكربيرج أن فيسبوك تعتبره منافسا حقيقيا لها. 


وعلى الرغم من كل هذه الروايات حول فيسبوك تبقى الرواية الأوقع والأصدق أن التغييرات التي أجرتها أبل على هواتف آيفون ستكلف فيسبوك خسارة ١٠ مليار دولار هذا العام، حيث أجرت أبل تغييرات ستصعب على مالكي التطبيقات من تتبع سلوك المستخدمين والتي ستؤثر بالقطع على الإعلانات.


وجدير بالذكر أن فيسبوك تكتسب ثروتها الهائلة من الإعلانات، مما دفع المحللون للتعليق مثل المحلل مايكل ناثالسون الذي ذكر أن فيسبوك ستحقق أرباح بمبلغ ١٢٩ مليار دولار في عام ٢٠٢٢ من وراء الإعلانات. ولكن ذلك يشير إلى ستزداد أرباحها فقط ١٢% هذا العام عن العام السابق الذي ازدادت أرباحها فيه بنسبة ٣٦% ، ورحبت بورصة وول ستريت بهذا الإنجاز حيث وصفت فيسبوك أنها تنمو بسرعة الصاروخ.. لكن السؤال هل ستستمر فيسبوك بهذا المعدل؟؟

 

ما الذي ستفعله فيسبوك تجاه هذه التحديات؟؟


ترجع جذور المشكلة إلى عام ٢٠٢٠ وليست وليدة اليوم حيث أجرت أبل تغييرات على نظام تشغيلها في عام ٢٠٢٠ تتيح لمستخدمي أيفون أن يختاروا إذا تتعقبهم الشركات المالكة للتطبيقات أم لا بما فيهم فيسبوك، وتعتبر خاصية التعقب هي العمود الأساسي للإعلانات على التطبيقات،  وبالطبع قد لاحظت إذا كنت تهتم بشراء شيء ما، ستنهال الإعلانات حول نفس المنتج فوق رأسك.


واستدعت التغييرات التي أجرتها أبل، إلى أن تخبر فيسبوك المستثمرين أن هذه التغييرات ستؤثر بعض الشيء على إعلاناتهم، ومنذ ذلك الحين اشتد النزاع بين الشركتين بشن هجمات واتهامات على بعضهما البعض.


وبينما من الواضح أن فيسبوك ستتأثر تأثيرا بالغا من وضع خاصية التعقب في يد مستخدمي هواتف الأيفون، إلا أن رأى بعض الأشخاص أن شركة عملاقة مثل فيسبوك تضم حصة ضخمة من الأموال في السوق بجانب مجموعة من أمهر المهندسين على مستوى العالم ستستطيع التغلب على هذه المشكلة التي سببتها لها أبل بسهولة. 


وتؤكد فيسبوك أن أبل بالفعل تؤثر بشكل سلبي كبير على إيرادتها من أرباح الإعلانات، حيث قالت شيريل ساندبرج مدير العمليات بفيسبوك الأسبوع الماضي أن الاستهداف بإعلانات فيسبوك أصبح أقل دقة عن الماضي حيث أنه لا يعرف الكثير عن المستخدمين مما سيؤدي إلى ارتفاع ثمن الإعلانات لمعرفة معلومات أكثر عن مستخدمي الأيفون وهو الأمر الذي سيرفضه صاحبو الإعلانات بعد ذلك.


وكما وضح أليكس أوستن الرئيس التنفيذي لشركة Branch- وهي شركة تساعد المعلنين في كيفية عمل ونجاح إعلاناتهم- أنه بعد إدخال أبل التغييرات الخاصة بعدم التتبع في ربيع عام ٢٠٢١ وجد المعلنون الذين يستخدمون خدمات Branch أن إعلاناتهم انخفضت بنسبة ٢٠% على هواتف آيفون ، مما دفع المعلنون لاستخدام خدمات الشركة التي تتبع حملات التسويق البدائية باستخدام أدوات مثل البريد الإلكتروني ، وجوجل على هواتف أندورويد أو أي وسيلة أخرى لا توجد بها إجراءات مكافحة التتبع من أبل.


وبالنسبة لفيسبوك فوعد المعلنين بالقيام على حل هذه المشكلة عن طريق ما يسمى "قياس الأحداث المجمعة" فعلى الرغم من أن فيسبوك لن يكون قادرًا على إخبار المعلنين بالمستخدمين الفرديين الذين نقروا على رابط أو نزّلوا تطبيقًا بعد مشاهدة الإعلان ، إلا أنه يمكن أن يخبرهم بما فعلته مجموعة أكبر من المستخدمين.


وأقرت فيسبوك أنها مهما بلغت أدواتها في حل المشكلة، فإنها لن تتغلب بشكل قاطع على هواتف آيفون بل ستواجه تحديات في الوصول إلى بياناتهم الشخصية واهتمامتهم. ويمكن أن يكون هذا السبب وراء خطة مارك زوكيربيرج في الدفعة القوية التي تدفعها فيسبوك في بيع منتجاتها سواء على متجر فيسبوك، أو المحلات الرقمية الموجودة على فيسبوك وإنستجرام.


ومن أبرز التأثيرات التي أثرتها تغييرات أبل على فيسبوك هي اتجاه فيسبوك الحالي إلى ال Reels سواء على فيسبوك أو انستجرام، وتعتبر الفكرة ليست جديدة بعينها من فيسبوك بل نسختها من تطبيق الفيديوهات تيك توك. 


وأدت المشكلة بين فيسبوك وأبل أن تدفع فيسبوك  للاتجاه إلى ميتافيرس، فالأمر الذى سيجعل مارك زوكربيرج بالتواصل مع مستخدمي فيسبوك والمعلنين مباشرة دون أي تدخل من أبل، ويأخذنا ذلك إلى التفكير في هل تريد أبل حقا أن تدمر فيسبوك!؟ حيث يظن البعض أن أبل تحاول قدر الإمكان الحفاظ على الخصوصية وجعل القرار والرأي الصائب في يد المستخدم.