الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أزمة أوكرانيا.. اجتماع طارئ غدًا لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.. ماكرون يجري مباحثات اللحظة الأخيرة مع بوتين وشولتز.. ومحللون يستبعدون الغزو الشامل

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

-بوتين ينتقد "استفزازات أوكرانيا".. ويتحدث عن "حل دبلوماسي"
-بلينكن: جهزنا حزمة عقوبات ضخمة على روسيا إذا غزت أوكرانيا
-محللون: بوتين ينجح في استنفار خصومه

 

تدخل الأزمة الأوكرانية في الوقت الراهن مرحلتها الحاسمة مع التصريحات المستمرة للولايات المتحدة بأن موعد غزو روسيا لكييف بات قريبًا جدا، وهو ما أكده الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الجمعة بأنه يرجح أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرر بالفعل غزو أوكرانيا.

ومن المقرر أن تعقد منظمة الأمن والتعاون في أوروبا اجتماعًا استثنائيًا بشأن أوكرانيا غدا الإثنين، إلا أن الكتلة الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، لا تزال "متشائمة" من نتيجة أي حوار سياسي مع روسيا ومحاولة  الضغط عليها للتراجع عن خطوة الغزو، وذلك وسط مخاوف متزايدة من أن يومين من القصف المستمر على طول خط التماس بين الجنود والانفصاليين المدعومين من روسيا في شرق أوكرانيا قد يؤدي إلى غزو.

أعلنت روسيا، صباح اليوم، تمديد التدريبات العسكرية التي تجريها بالقرب من الحدود الشمالية لأوكرانيا. وكان من المقرر أن تنتهي تلك التدريبات يوم الأحد، إلا أنه قد انضمت إليها مجموعة كبيرة من القوات الروسية إلى بيلاروسيا المجاورة، المتاخمة لأوكرانيا في الشمال، الأمر الذي أثار مخاوف لدى الغرب من إمكانية استخدامها لاجتياح العاصمة الأوكرانية كييف.

وجاء الإعلان عن ذلك من وزير دفاع بيلاروسيا، الذي قال إن البلدين "سيواصلان اختبار قوات الرد"، وذلك بعد يوم واحد من إجراء روسيا تدريبات نووية السبت إلى جانب مناورات تقليدية في بيلاروسيا، كما أنها تقوم بمناورات بحرية قبالة سواحل البحر الأسود.

مباحثات اللحظة الأخيرة

ومنذ ساعات قليلة، أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مباحثات هاتفية مكثفة مع بوتين، الذي اعتبر أن ما سماها "الاستفزازات الأوكرانية" تؤدي إلى تصعيد المعارك مع الانفصاليين في شرق أوكرانيا، مشيرا إلى عزمه على تكثيف الجهود الدبلوماسية لحل النزاع.

وبحسب الكرملين، فإن بوتن طالب أيضا أثناء هذه المكالمة بأن يأخذ حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة المطالب الأمنية الروسية "على محمل الجد"، في خضم الأزمة الحالية بين موسكو والدول الغربية.

وقال الكرملين في بيان إنه "تم التعبير عن مخاوف جدية لناحية التدهور الكبير للوضع على خط الجبهة في دونباس"، مضيفا أن بوتن "اعتبر أن استفزازات قوات الأمن الأوكرانية هي مصدر التصعيد".

واعتبر الرئيس الروسي أيضا أن تسليم الدول الغربية أسلحة حديثة وذخائر للقوات الأوكرانية "يدفع كييف نحو حل عسكري" في نزاعها مع الانفصاليين الموالين لروسيا، المستمر منذ عام 2014.

وتابع بوتن: "كييف لا تفعل سوى تقليد آلية مفاوضات وترفض بتعنت تطبيق اتفاقات مينسك" الموقعة عام 2015، التي يفترض أن تحل النزاع.

وقال الكرملين: "نظرا لإلحاح الوضع، أقر الرئيسان (الروسي والفرنسي) بأنهما اتفقا على تكثيف البحث عن حلول عبر السبل الدبلوماسية"، إذ إن الهدف هو "تسهيل إعلان وقف إطلاق النار وضمان إحراز تقدم من أجل حل النزاع".

وجدد بوين أيضا التأكيد على "ضرورة أن تأخذ الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي على محمل الجد مطالب روسيا بشأن الضمانات الأمنية والاستجابة إليها بشكل ملموس وجوهري".

في المقابل، هدد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بأن روسيا ستواجه عقوبات شديدة في حالة غزو أوكرانيا، قائلاً لشبكة "سي إن إن": "جهزنا حزمة ضخمة من العقوبات ضد روسيا إن قامت بغزو أوكرانيا، لكن هذه العقوبات تهدف لردع موسكو، وإذا بدأنا بفرضها الآن سنخسر عنصر الردع".

وتابع: "لا نريد الكشف عن ماهية هذه العقوبات حتى لا تتجهز روسيا لها، لكن إن قامت روسيا بغزو أوكرانيا، فهذه العقوبات ستبدأ سريعا"، مضيفًا أن الولايات المتحدة ما زالت تدعم الحلول الدبلوماسية، قائلا: "ما زلت أتطلع للقاء وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، ما لم تقم روسيا بغزو أوكرانيا".

كما دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأحد، لوقف فوري لإطلاق النار في شرق البلاد، مؤكدًا أن بلاده تؤيد إجراء محادثات سلام في إطار مجموعة الاتصال الثلاثية التي تضم كييف، إلى جانب روسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

خدعة بوتين

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن محللين قولهم إن بوتين مخادع ولن يقوم بغزو أوكرانيا فيما أشار آخرون أن الرئيس الروسي شخص عقلاني في الأساس، ولذلك فهو يعرف أن مخاطر غزو أوكرانيا ستكون كبيرة جدًا وبالتالي فإن حشوده العسكرية الضخمة لا تكون منطقية إلا إذا جاءت في سياق خدعة مقنعة جدًا.

ويقول المحللون إن الحشد العسكري الروسي الحالي حول أوكرانيا واسع للغاية إلى درجة أنه سيكون على بوتين أن يقرر في الأسابيع المقبلة ما إذا كان سيأمر بغزو أو يسحب بعض القوات. ولكن حتى لو سحبهم، فستكون لديه وسائل أخرى لإبقاء خصومه في حالة تأهب، مثل تدريبات قواته النووية أو الهجمات الإلكترونية أو الحشود المستقبلية.

ونقلت الصحيفة عن محلل السياسة الخارجية البارز في موسكو الذي يقدم المشورة للكرملين، فيودور لوكيانوف، قوله إن هدف بوتين حاليًا هو فرض مراجعة جزئية لنتائج الحرب الباردة، مستبعدًا في الوقت ذاته حدوث الغزو الشامل، ومشيراً إلى أن بوتين قد يلجأ إلى "وسائل خاصة أو غير متكافئة"، بما في ذلك دفع الغرب للاعتقاد أنه يتحضر للهجوم.

في السياق ذاته، قال ديمتري ترينين رئيس مركز كارنيجي في موسكو إن بوتين نجح بشكل كبير في استخدام الصورة السلبية التي أنشئت حوله كشرير، مضيفاً: :"كانت الخطة هي خلق تهديد، لإيجاد شعور بأن الحرب يمكن أن تحدث".