بدأ المستشار الألماني، أولاف شولتز، أمس، زيارة إلى كييف تتلوها زيارة أخرى اليوم، إلى موسكو، في ظل مساعي دبلوماسية غربية لخفض التوتر القائم على الحدود بين روسيا وأوكرانيا، وتأتي هذه المساعي، بعد زيارة للمستشار الألماني للويالات المتحدة الأسبوع الماضي، في سبيل إيجاد للأزمة العالقة بين روسيا والغرب.
وتتصاعد التوترات على الحدود بين روسيا وأوكرانيا، من جهة، وعلى مسار التصريحات الأمريكية الروسية من جهة أخرى، خاصة في ظل وجود 130 ألف جندي روسي، متمركزين على طول الحدود الأوكرانية، وينفذون تدريبات عسكرية واسعة، وهو ما تؤكد أمريكا بشأنه أن روسيا قد تهاجم أوكرانيا في أي وقت، بعد فشل الجهود الدبلوماسية الأخيرة، وهو وضع حرج يحاول في ظله المستشار الألماني أولاف شولتز، نزع فتيل الحرب، وإخراج كييف وموسكو من حرب تضر بمصالح المنطقة كلها.
أصعب وقت للمستشار الألماني
في هذا الصدد، قال حسين خضر نائب رئيس الأمانة العامة للاندماج والهجرة بالحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم في ألمانيا، إنه بالنسبة للمستشار أولاف شولتز، فإنه يمر بأصعب مرحلة في دبلوماسيته في نزاع أوكرانيا، وقد تكون الفرصة الأخيرة لمنع التصعيد، موضحا أنها ليست زيارة افتتاحية عادية مع تبادل المجاملات المعتاد بعد تولي شولتز منصبه، لأنه بعد أن حذرت المخابرات الأمريكية من هجوم روسي على أوكرانيا هذا الأسبوع ، قد تكون زيارة المستشار أولاف شولتز للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الفرصة الأخيرة لمنع التصعيد.
استراتيجية شولتز مع بوتين
وأضاف خضر، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن المستشار الألماني، أولاف شولتز يسافر إلى بوتين بـ استراتيجية مزدوجة، فمن ناحية ، نحن مستعدون للتحدث، ومن ناحية أخرى، نوجه تحذيرًا واضحًا بأن الغرب سيعاقب روسيا بشدة لشن هجوم على أوكرانيا.
وتابع خضر: "سوف نتحرك بعد ذلك في حال عدم الوصول إلى حل، وستكون هناك إجراءات صارمة للغاية سيكون لها تأثير كبير على فرص التنمية الاقتصادية لروسيا، كما أن الغموض الاستراتيجي الذي تتبعه المانيا لا يعني انها لا تستطيع فعل شيء".
معاقبة روسيا ودعم أوكرانيا
وأوضح نائب رئيس الأمانة العامة للاندماج والهجرة بالحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم في ألمانيا، أنه لا يوجد أي مجال للشك في أن خط الأنابيب سيموت بعد هجوم روسيا على أوكرانيا، وأسوأ عقوبة يمكن أن تتعرض لها روسيا هي استبعادها من نظام الدفع الدولي "سويفت"، حتى وإن كان هذا سيضر أيضًا بالمؤسسات المالية الغربية بشدة، ولكن لن نقف امام احتلال أوكرانيا مكتوفي الأيدي.
وأكد أنه سيتم دعم أوكرانيا في هذه الازمة ماديا ولوجستيا، كما أنه يتم بحث حاليا ما إذا كان بإمكان الجيش الألماني توفير أجهزة الرؤية الليلية أو أجهزة إزالة الألغام ، على سبيل المثال وليس الحصر.
وأضاف: "إن انضمام أوكرانيا إلى الناتو، الذي تخشى روسيا منه، ليس موضوع في الوقت الحالي، لهذا السبب من الغريب بعض الشيء أن نرى الحكومة الروسية تحارب شيئًا غير مدرج عمليًا على جدول الأعمال موضوع المشاكل السياسية الكبرى، كما أن الجميع يعلم أن اوكرانيا ترغب في عضوية الناتو ولكن رغبة أوكرانيا لا تعني أنها ستكون عضوا".
واختتم: "أتوقع نجاح شولتز في تهدئة التصعيد".