بوتين يشيد بمجهودات ماكرون لمنع الحرب
أمريكا والاتحاد الأوروبي يواصلان تهديد روسيا من الغزو
وموسكو تؤكد: لا جديد في المحادثات
يكثف زعماء العالم جهودهم للحد من التوترات بشأن أوكرانيا مع تزايد المخاوف من الغزو الروسي المحتمل.
أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن أمله في تجنب الحرب خلال لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو.
وفي واشنطن، استضاف الرئيس الأمريكي جو بايدن المستشار الألماني أولاف شولتز وقال إنهم 'في موقف متناسب للتصدي للعدوان الروسي".
وتحشد روسيا في الوقت الحالي أكثر من 100 ألف جندي على الحدود الأوكرانية. بحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
وتتهم القوى الغربية روسيا بالتخطيط لغزو، وهو ما نفته موسكو مرارا وتكرارا.
وقال مسؤولون أمريكيون يوم الأحد إن روسيا جمعت 70٪ من القوات العسكرية اللازمة لغزو شامل.
وفي الأسابيع الأخيرة، طالبت موسكو الحلف العسكري الغربي حلف شمال الأطلسي "الناتو" بمنع أوكرانيا من أن تصبح عضوا في أي وقت، وأن تخفض الجماعة أعداد قواتها في أوروبا الشرقية.
وقد رفض حلف شمال الأطلسي كلا المطلبين. واقترح بدلا من ذلك إجراء محادثات بشأن مجالات أخرى، مثل الحد من الأسلحة النووية.
وتأتي التوترات بين روسيا وأوكرانيا والغرب بعد نحو ثماني سنوات من ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في جنوب أوكرانيا ودعمها تمردا دمويا في منطقة دونباس الشرقية.
وتتهم موسكو الحكومة الأوكرانية بالفشل في تنفيذ اتفاق مينسك - وهو اتفاق دولي ترعاه ألمانيا وفرنسا لاستعادة السلام في الشرق، حيث يسيطر المتمردون المدعومون من روسيا على مساحات واسعة من الأراضي ويقتل ما لا يقل عن 14 ألف شخص منذ عام 2014.
ماكرون يأمل تجنب الحرب
والتقى الرئيس الفرنسي - الذي من المقرر أن يسعى لإعادة انتخابه في أبريل - بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة الروسية موسكو. وهو أول زعيم غربي رفيع المستوى يلتقي بوتين منذ بدء التوترات الأخيرة بشأن أوكرانيا في ديسمبر.
ومع بدء المحادثات، أشاد الرئيس الروسي بالرئيس الفرنسي ماكرون لجهوده 'لحل الأزمة' في أوكرانيا.
وفي الوقت نفسه، قال ماكرون إنه يأمل في "تجنب الحرب"، وأن المحادثات تهدف إلى تخفيف حدة التوترات وبناء "عناصر الثقة والاستقرار والرؤية للجميع".
وتتولى فرنسا حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي. ويوم غد الثلاثاء، سيتوجه ماكرون إلى العاصمة الأوكرانية كييف لإجراء محادثات مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي.
وقبل الزيارة، قال ماكرون لصحيفة فرنسية إنه يعتقد أن التوصل إلى اتفاق بشأن أوكرانيا في متناول اليد، وقال إن لروسيا الحق في إثارة مخاوفها الأمنية الخاصة.
وأضاف ماكرون أن هدف روسيا لم يكن أوكرانيا، بل توضيح القواعد مع حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي
لكن ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قلل من التوقعات بشأن المحادثات يوم الاثنين.
وقال في تصريحات نشرتها وكالة رويترز للأنباء إنه "لم يكن هناك أي جديد حول موضوع الضمانات الأمنية لروسيا في الأيام الأخيرة. الوضع معقد للغاية بحيث لا يمكن توقعه تحقيق اختراقات حاسمة خلال اجتماع واحد".
بايدن يستقبل المستشار الألماني
استقبل الرئيس الأمريكي جو بايدن، المستشار الألماني الجديد أولاف شولتز في البيت الأبيض، وقبل اجتماعهما قال بايدن للصحفيين: إن البلدين في حالة اتحاد ويعملان بشكل منسق بشأن مواجهة العدوان الروسي على الحدود مع أوكرانيا.
وحسب "الجارديان"، وقبل اجتماعهما، قال بايدن: “لدينا الكثير لنتحدث عنه”، معددا الصين وتغير المناخ والجائحة من بين القضايا الأخرى المدرجة على جدول أعمال القادة لمناقشتها.
ووصف شولتز الاجتماع بأنه “اجتماع هام فى وقت هام”. وقال إن الولايات المتحدة وألمانيا تعملان "بشكل مكثف" لردع الغزو الروسى لأوكرانيا.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي إن "الرئيس بايدن أجرى عدة محادثات مع حلفائنا بشأن الإجراءات ضد روسيا".
وحول الأسلوب الامريكى لردع العدوان الروسى قالت بساكى إن الهدف هو جعل غزو اوكرانيا اكثر صعوبة بالنسبة لروسيا.
وأضافت بساكي:"هدفنا هو حرمان روسيا من فرصة استخدام بعض التكتيكات، وفي بعض الاحيان بعض الاكاذيب التي قامت بها في الماضي لتبرير غزو اوكرانيا".
وردا على سؤال حول الرسائل النافرة الواردة من كييف وواشنطن حول الغزو الروسي لأوكرانيا، قالت بساكي:"نحن مستعدون في أي من الاتجاهين لأى قرار قد يتخذه الرئيس بوتين. نحن نفضل بالتأكيد حلا دبلوماسيا. أعتقد أن هذا هو تفضيل الجميع، أمل الجميع".
بينما قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الذي كان يتحدث إلى جانب الممثل السامي للاتحاد الأوروبي، جوسيب بوريل، إن الولايات المتحدة وحلفاءها في أوروبا يتصرفون 'في وحدة' ردا على العدوان الروسي والصراع المحتمل مع أوكرانيا.
وتعهد بلينكن "بعواقب حقيقية وعميقة اذا اختارت روسيا مواصلة عدوانها".
وقال بلينكن:"لقد طورنا استجابة سريعة عالية التأثير من شأنها ان تلحق تكاليف هائلة بالاقتصاد والنظام المالى الروسى بما فى ذلك العقوبات والرقابة الكبيرة على الصادرات"، وأضاف أن "الاتحاد الاوروبى يعد اجراءات ' تكميلية".