خطيب المسجد الحرام يوضح أنواع الاتجار بالبشر.. ويؤكد: المملكة سنَّت أنظمة لمكافحته

قال الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن المتاجرين بالبشر، لو تأملوا في لحظة صفاء، عِظَم سوء ما يقومون به؛ لما قدموا إليه رجلا، ولا مدوا له يدا.

الإسلام دين الله وصبغته 

واستشهد «الشريم» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، بما ورد عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال: كنت أضرب غلاما لي بالسوط، فسمعت صوتا من خلفي فلما دنا مني إذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هو يقول: "اعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام"، فقلت: يا رسول الله هو حر لوجه الله تعالى، فقال: أما لو لم تفعل للفحتك النار، أو لمستك النار" . رواه مسلم

أشكال الاتجار متعددة

وأوضح أن أشكال الاتجار متعددة، منطلقة من انتهاز الضعف المتأصل لدى الضحية والاتجار به في زراعة المخدرات، أو في الابتزاز المالي والابتزاز الغريزي المحرم، أو في التسول القسري، أو في استئصال الأعضاء؛ لأجل الحصول على حصة ضئيلة في مقابل عِظم حصة المتجر بهم، هذا إن لم تنلهم عقوبات قاسية من قبل المتجر بهم حال ضعف أدائهم.

جُرْم لا يقل عن الاتجار الجسدي

وأشار إلى أنه لا يقل جرما عن الاتجار الجسدي بالبشر، الاتجار بالزج بهم إلى المهالك، وذلك بتغريرهم لخدمة أهداف المتاجرين الفكرية والأمنية، وهو وإن لم يكن ذا مردود مالي في الواقع، إلا أن مآله الإفسادي أمنيًا واجتماعيًا وفكريًا، أشد جرما دون ريب من ضرر الكسب المالي المحرم ، مؤكدًا أن الإسلام وإن لم ينص صراحة على عبارة الإتجار بالبشر.

الإسلام  حظر أفعالا كثيرة

وأكد أن الإسلام نص صراحة على حظر أفعال كثيرة تتكون منها هذه الجريمة، ومن يطلع على المقاصد الشرعية يجدها تعارض الإتجار بالبشر وإن لم تسمه باسمه، فمن ذلكم على سبيل المثال لا الحصر، النهي عن استغلال النساء للتكسب.

ودلل بما ورد في قوله تعالى: «وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا»، مشيرًا إلى أن من ذلكم أيضًا تحريم استغلال المدين بالقوة حال تعثره، حيث قال الله: «وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ ۚ وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَّكُمْ».

وأضاف أن بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية ـ حرسها الله ـ تحظر الإتجار بالبشر بشتى صوره، في منظومة متكاملة، عبر سن أنظمة مكافحة، و انضمام إلى اتفاقات تعنى بذلكم الجرم المشين، ولها في هذا الباع تقدم ملحوظ في التصنيف العالمي المتبع ، وما هذا الاتجاه إلا امتداد لمواقف سابقة تجاه ما يعزز هويتها الإسلامية وكونها بلاد قبلة المسلمين .

وأفاد بأن من حق المملكة التحفظ ورفض المعاهدات التي تعارض مبادئها الإسلامية كمصطلحات “الهوية والميول الجنسية”، فليس ببعيد عنا تحفظ المملكة من بعض المعاهدات والاتفاقات، تجاه مصطلحات الهوية والميول الجنسية غير المتفق عليها والتي تعارض مبادئ دينها الإسلامي.

وواصل: “كل ذلك ثمرة انتمائها الإسلامي منذ تأسيسها قبل ثلاثة قرون، حيث نشأت منقادة بمنهج الوسط الذي هو العدل الخيار بين الغلو الجفاء والانحراف والتطرف فجمع الله بها ما كان متفرقاً وأضاء بها مصابيح الاعتقاد والمعرفة”.