تحل ذكرى رحيل الزعيم مصطفى كامل باشا، والذى رحل عن عالمنا في 10 فبراير عام 1908، إذ يعد الزعيم الراحل من أشهر زعماء الوطنية المصرية الذي عاش حياته مناهضا للاستعمار، وسياسي وكاتب مصري، وأسس الحزب الوطني وجريدة اللواء.
ولد مصطفى كامل، بقرية "كتامة" بمحافظة الغربية، وقد تلقى تعليمه الابتدائي في ثلاث مدارس، وأنهى مرحلة التعليم الأساسى عام 1887، ثم انتقل إلى المدرسة الخديوية الثانوية، وهناك تحصل على شهادة الثانويةن وقد كان في السادسة عشرة من عمره ثم التحق بعد ذلك بمدرسة الحقوق سنة 1891م التي كانت تعد مدرسة “الكتابة والخطابة” فأتقن اللغة الفرنسية، والتحق بجمعيتين وطنيتين وهو ما أدى الى اتجاهه للدفاع عن الوطن وطنيته، وظهور وقدراته الخطابية، إذ اشترك مع جماعة أدبية وطنية قام خلالها بتقدم الخطب الحماسيةوذلك لإثارة الحس الوطنى عند زملائه.
ولأنه أحب دراسته، ذهب مصطفى كامل سنة 1893م إلى فرنسا، وذلك ليلتحق بمدرسة الحقوق الفرنسية ليكمل بقية سنوات دراسته، ثم التحق بعد عام بكلية حقوق "تولوز" واستطاع هناك أن يحصل منها على شهادة الحقوق ووضع في تلك الفترة مسرحية "فتح الأندلس"، التي تعتبر أول مسرحية مصرية.
عاد بعدها الزعيم الراحل إلى مصر وذلك بعد أن أتم الدراسة وهنا سطع نجمه في سماء الصحافة، واستطاع أن يتعرف على بعض رجال وسيدات الثقافة والفكر في فرنسا، ومن أبرزهم "جولييت آدم".
بدأ مصطفي كامل مسيرته السياسية والوطنية فى وقت مبكر من حياته، وكانت له جولات كبيرة من أجل الدفاع عن القضية المصرية فقد أراد تحقيق حرية بلاده من أيدى الاستعمار الأجنبى، فأنشأ جمعية سرية عرفت بـ"جمعية الحزب الوطنى" مع أحمد لطفى السيد وعدد من الوطنين بمنزل محمد فريد تحت رئاسة الخديوى عباس حلمى، لتظهر إلى العلن بعد حادثة دنشواى خلال الخطبة التى ألقها مصطفى كامل عام 1906 بالإسكندرية، والتى سميت "خطبة الوداع"، حيث أعلن عن تأسيس الحزب الوطنى بهدف المطالبة باستقلال مصر كما أقرته معاهدة لندن، وإيجاد دستور يكفل الرقابة البرلمانية على الحكومة وأعمالها، ونشر التعليم.
يعد مصطفى كامل صاحب فكرة إنشاء الجامعة المصرية، فأرسل حينها إلى الشيخ علي يوسف، صاحب جريدة "المؤيد" برسالة، يدعو فيها إلى فتح باب التبرع لمشروع الجامعة، وأعلن مبادرته للاكتتاب بـ 500 جنيه لمشروع إنشائها، فقد كان لديه اهتمام كبير بالحياة الثقافية وظهر حينها أول كتاب له "المسألة الشرقية" 1898 وهو من الكتب الهامة في تاريخ السياسة المصرية، فأصدر جريدة اللواء اليومية 1900، واهتم بالتعليم، وجعله مقرونًا بالتربية وله مقولته الشهيرة "إني أعتقد أن التعليم بلا تربية عديم الفائدة".
ألف الزعيم الراحل كتاب "المسألة الشرقية" الذى نشره فى عام 1898، والذي يعد أول كتاب سياسى له، ثم جريدة اللواء التى أصدرها فى 1900، مما أثار اهتمام الخديو عباس حلمى الثانى وجعله يستعين به فى معارضته ضد الاحتلال الإنجليزى لمصر، كما أن نفس الجريدة قادت الحملة منها حملة كبيرة لجمع التبرعات من أجل أول جامعة فى مصر، وبالفعل انجحت الحملة فى إنشاء الجامعة المصرية يرئسها الملك فؤاد الأول آنذاك.
لم ير مصطفى كامل نتيجة تضحياته تلك، إذ غادرعالمنا سريعا فلم يستطع أن يشاهد بعينه الانتفاضة الوطنية الكبرى ضد الاحتلال البريطاني في ثورة 1919، وانتصر فقد انتصر مرض "السل" عليه في النهاية، ورحل وهو لم يكمل الـ34 من عمره، وغاب عن عالمنا فى يوم الاثنين الموافق 10 فبراير 1908 ، ويبقى أثره موجودا حتى اليوم فقد عاش من أجل الدفاع عن وطنه وانتزاع حريته.