العيش البتاو .. رمز من رموز الماضي فى الصعيد والوجه البحري فهو أحد أنواع الخبز القديمة التى ظلت منتشرة على الساحة حتى وقت قريب .
العيش البتاو هو خبز صحي كان يتم إعداده قديما فى البيوت المصرية من خلط نوعين من الدقيق مع القليل من الخميرة والماء وشكله يشبه إلى حد كبير شكل العيش المرحرح الموجود حاليا فى محافظات الوجه البحري ولكنه كان أكثر سمكا منه.
ويتم إعداد العيش البتاو بطرق متعددة تختلف من محافظة لأخرى ففي محافظة أسيوط يتم تحضيره من خليط دقيق الذرة أو دقيق القمح و الشعير أما في محافظة سوهاج فيتم إعداده بخليط دقيق الذرة والحلبة، وفي صعيد مصر يحضر فقط من الشعير.
ويحتوي العيش البتاو على قيمة غذائية كبيرة نتيجة احتواءه على خليط أنواع متعددة من الحبوب المطحونة مما يساعد الإنسان فى الوقاية من مشاكل المعدة والضعف والهزل لأنه يمنح الجسم قدر كبير من الطاقة أما العيش البتاو الذي يدخل فى صناعته الحلبة فيساعد فى الوقاية من أمراض عديدة جدا منها الأمراض المرتبطة بزيادة الكوليسترول فى الدم مثل القلب والسكري.
وطريقة عمل العيش البتاو سهلة جدا حيث يتم خلط أنواع الدقيق المستخدمة مع الماء والخميرة والقليل من الملح ويتم عجنهم جيدا ثم تترك العجينة لترتاح وتتخمر قليلا ثم تفرد بالنشابة بحجم متوسط الارتفاع ويتم إدخالها الفرن البلدي الساخن حتى يكتمل نضج العيش البتاو.
ويمتلك المصريون الذين عاصروا وجود العيش البتاو فى منازلهم العديد من الذكريات الجميلة مع هذا الخبز فبمجرد التحدث عنه ونطق اسمه يتذكرون جمال الماضي أيام طفولتهم وتدليل الأم لهم التى كانت تبذل قصارى جهدها لإعداد الخبز الذي يسد جوع أبنائها أمام نيران الفرن البلدي المصنوعة من الطين حتى فى عز الحر لأنها تتطلب إشعال مستمر للوقود والانتباه له حتى يظل مشتعلا فهو يعتمد على اشعال الحطب.
ويرجع تاريخ العيش البتاو للعصر الفرعوني وتناقلته الأجيال حتى وصل إلينا والدليل على ذلك أن كلمة بتاو في حد ذاتها كلمة هيروغليفية ومعناها طعام الآلهة لذا فإن هذا الخبز كان من أنواع الطعام المقدسة التى يتم تقديمها كقرابيين لأنه من أطيب الأكلات وأنواع الخبز على الإطلاق.