الفرن الطين .. كانت المرأة في العصور الماضية تعتمد على نفسها فى إعداد الخبز فى المنزل، ولم تكن أفران العيش منتشرة بالشكل الواسع الموجود حاليا بل في البداية لم يكن هناك أى متجر أو مركز لبيع الخبز فى العالم وبدأت تظهر شيئا فشيئا .
يبدو أن اسم الفرن الطين غريب جدا ولكنها حقا مصنوعة من الطين وكانت تجعل للخبز والطعام مذاقا قمة فى الروعةوالجمال.
وبالنسبة لمن لا يعرف شكل الفرن الطين، فهي عبارة عن كوخ صغير مكون من طابقين: الطابق العلوي عبارة عن دائرة كبيرة تملأ الفرن من الداخل بشكل عرضي، وأسفلهما توجد فتحة من الطين ويتم اشعال النار بداخلها لكي يتم تسخين الجزء العلوي وهى لا توقد ذاتيا مثل البوتاجاز ولكن تقوم ربة المنزل بالجلوس أمام هذه النار طوال مدة نضج الخبز داخل الفرن للانتباه للنار حتى لا تنطفئ وتقوم بتهويتها وامدادها بالحطب وكافة وقود النار بشكل تدريجي .
ويتم اشعال النار في الفرن الطين باستخدام بقايا النباتات الجافة " البوص " وقطع النخل والأشجار الجافة والجزء الداخلي لكوز الذرة " الحطب" وأوراق الأشجار الجافة .
وكان يشكل هذا النوع من الأفران عبئا كبيرا على ربة المنزل خاصة فى فصل الصيف الذي تكون حرارة الطقس فيه مرتفعة والجلوس امام نار الفرن يزيد من الشعور بالحر والتعرق والمتاعب المرتبطة به .
وكانت ربات البيوت قديما بعد طهي الخبز تقوم بوضع أصناف الطعام المختلفة لتنضج داخل الفرن شديدة السخونة لاستغلال الحرارة الموجودة بها، ويتميز الطعام المعد داخل الفرن الطين بمذاق خاص وشهي مختلف عن باقي أنواع الطعام المعدة بطرق الطهي الحديثة خاصة أن النار الخاصة بها هادئة نوعا ما خاصة صواني الحلويات والفطير المشلتت وكافة أنواع المخبوزات المصرية مثل العيش المرحرح والعيش الشمسي والأرز المعمر.
ومع التطور التكنولوجي الذي طرأ علينا في كل شيء ظهرت أنواع عديدة من الأفران من بينها الفرن الموجودة في البوتاجازوفرن الغاز التى تستخدم فيها الانبوبة ثم أصبح الغاز الطبيعي بعد ذلك، وفرن الميكرويفوفرن الكهرباء ورغم سهولة استخدام كل هذه الأفران وسرعتها إلا أن الفرن الطين تظل الأولى في طهي الطعام المميز.