العيش الشمسي .. من أشهر أنواع الخبز المنتشرة فى صعيد مصر وهو فى الأساس طعام فرعوني تعود نشأته لآلاف السنين وغير موجود فى أى منطقة فى العالم إلا في مصر.
والعيش الشمسي يتميز بشكل ومذاق مختلف تماما عن باقي أنواع الخبز في العالم فهو يجمع بين مذاق الخبز الذي يتناغم مع أى طعام يتم تقديمه وبين الشكل المميز الذي يشبه الكيك الإسفنجي الهش، ويمنح الجسم قدر كبير من الطاقة والقوة ويعد هذا أغرب ما فيه فلا توجد هذه الخاصية فى أى نوع آخر من الخبز.
وأثبتت التقارير الطبية الحديثة أن العيش الشمسي يمتلك فوائد صحية عديدة فهو مفيد لصحة القولون والجهاز الهضمى والجهاز المناعي ولم يجد الأطباء أى ضرر من تناوله على أصحاب الأمراض المزمنة والخطيرة مما جعلهم ينصحون بتناوله أكثر من الأنواع الأخرى.
ويحتوي العيش لبشمسي على الردة والقمح المعروفين بفوائدهم الصحية العديدة للجسم ، كما أنه يتعرض للتخمير مرتين والمرة الأخيرة يتعرض خلالها لأشعة الشمس مما يتسبب في القضاء على البكتيريا الضارة بل ويعتقد بعض الأطباء أن له فوائد فى الوقاية من السرطان بسبب احتواءه على الحبوب الكاملة.
ويعد العيش الشمسي أساسي على موائد أهل الصعيد والوادي الجديد خاصة عند تناول الأطباق الشرقية والمصرية كطواجن الخضار المختلفة والبامية والملوخية فهو يتناغم معها بشكل فريد ويعطى مذاقا أكثر من رائع فعلا خاصة أن الطبقات الداخلية للعيش الشمسي تتشرب الطعام وتجعل مذاقه مميز أكثر.
وكان قديما يتم إعداد العيش الشمسي فى الفرن البلدي المصنوع من الطين بإشعال النار أسفلها بالحطب والبوص والقش ويتم إدخال العيش الشمسي للفرن على "المطرحة " ويتم إخراجه بأداة تسمى "الطلاع"، ويتم بدء خبز العيش الشمسي ليلا حيث يتم تخمير العيش في الدقيق والخميرة والملح والماء الدافئ وعجنهم جيدا ويتم تغطيتهم ووضعهم فى مكان دافئ لليوم التالي ثم يتم وضع المزيد من الدقيق في "الماجور أو العجانة" وهى وعاء كبير جدا ويتم إضافة العجين الذي تم تخميره طوال الليل وعجنهم جيدا وإضافة الماء حسب احتياج العجين.
وتقوم المرأة بعجن هذا الخبز جيدا ثم تقوم بتجهيز المقارص أو الطباعة برش كمية وفيرة من الردة عليها ووضعها فى مكان آمن معرض للشمس ويتم تقطيع الخبز بحيث يكون ذو قوام سميك ويتم تركه فى الشمس مالا يقل عن ساعة حتى يختمر ثم يتم قلبه على الاتجاه الآخر ومسح الردة الموجودة على الوجه لأنها ستصبح متركزة فى الجزء السفلي ثم يتم إحضار قشة نظيفة مأخوذة من النخل أوالشجر "السلاعة" ويمكن الاستعانة بإبرة الخياطة بدلا منها لشق العيش بشكل دائري من جميع الأجناب حتى يتمكن من الارتفاع بشكل متناسق وفي بعض الأحيان تقوم المرأة بعمل ثلاث شقوق جانبية.
وتتفنن كل قرية في إعداد العيش الشمسي ببعض التفاصيل المختلفة لتتميز عن القرى الأخرى وتعد من أسرار عمله فبعض النساء يخترن التميز فى الشكل من خلال عمله بقطر كبير جدا ما يقرب من البيتزا الصغيرة ومنهن من يصنعنه بحجم صغير جدا قريب من حجم عيش البرجر هذا فضلا عن الأحجام المتوسطة، وبعض النساء يخترن التميز فى المذاق من خلال تخليط دقيق القمح بنوع دقيق أخر كالأبيض أو الذرة ونسب المكونات ومدة التخمير في الشمس ودرجة حرارة الفرن .