تجمع أهالى الدلتا والفلاحين العديد من الذكريات الجميلة مع العيش المرحرح الذي كان الطعام الرئيسي داخل كل منزل قبل اختراع الأفران الكبيرة التى تبيع الخبز جاهزا والعيش البلدي والشامي.
وحتى بعد ظهور أفران العيش البلدي الجاهز والفينو وكافة أشكال الخبز الأخرى مازالت بعض البيوت الريفية تحرص على تواجد هذا النوع من الطعام حتى ولو بشكل غير دائم فهو مذاقه لذيذ وطيب كما أنه مضمون الجودة والنظافة لأنه معد فى المنزل.
وكانت الأمهات تقوم بإعداد العيش المرحرح أمام لهيب الفرن البلدي المصنوع من الطين وتتحمل الكثير من العناء لتتمكن من تقديم هذا النوع من الخبز لجميع أفراد أسرتها مما كون لدى أهالى الدلتا والفلاحين ترابط عاطفي عجيب بين العيش المرحرح وتذكر الأم التى كانت تعاني من أجل إسعادهم فى كل شئ وأى شئ .
ويعد هذا هو سر سعادة البعض بمجرد رؤية العيش المرحرح وتناوله لأنه يذكره بحنان الأم وأجمل أيام عاشها في حياته.
و يستخدم العيش المرحرح بشكل رئيسي لتناول الطعام بمختلف أنواعه وأشكاله فيتم تناوله مع الجبنة والبيض والباذنجان المقلي وابطاطس والفول وحديثا يؤكل مع الجبن الرومي واللانشون وحتى الأطعمة الحلوة مثل المربى والعسل .
هذا بالإضافة إلى تناول العيش المرحرح مع جميع أنواع الطواجن والطبيخ مثل البامية والموخية والتورلي بل إن فى الصعيد يصنع خصيصا للتناول مع أكلة تسمى يخنة أو يخني.
ويسمى العيش المرحرح بعدة أسماء أخرى ففي الصعيد يسمى الفطير الأبيض أو الفطير المرحرح
كما يطلق عليه ايضا اسم العيش الفلاحي ويتم إعداده فى كل هذه البلاد بطريقة متشابهة جدا مع بعض الاختلافات البسيطة في المكونات.
ويصنع العيش المرحرح بشكل أساسي من دقيق الذرة بإضافات قليلة من دقيق القمح وتصنعع بعض النساء بنسب متقاربة من القمح والذرة ويعجن بالماء المذاب به ذرة ملح وفى بعض القرى يصنع من اللبن بدلا من الماء وتعد هذه المكونات الأساسية لصنع العيش المرحرح إلا أنه في بعض البلاد تضاف الحلبة أو الشعير إلى مكونات هذا الخبز.
ويتم عجن جميع المكونات جيدا حتى تتكون عجينة متجانسة ثم لينة بعض الشئ ثم تفرد على الطبلية بالنشابة مع رشة دقيق على شكل دائرة ويتم إدخاله الفرن البلدي حتى ينضج.