EN 
الزير .. لا يعرفه عدد كبير من أبناء الأجيال الحديثة ولم يشاهده إلا عدد قليل من أبناء القري والنجوع فهو في طريقه للاندثار.
فمن عاصر الزير وجرب تناول الماء منه سيشعر بالحنين إليه كلما شاهده مرة أخرى ورغب في تناول الماء منه مرة أخرى.
الزير عبارة عن برميل من الفخار يحفظ الماء لفترة طويلة ويمنحه مذاقا مميزا مختلف عن ماء الصنبور تماما فهو أجمل بكثير وخالي من الشوائب وبالتالي فهو أكثر صحة، هذا بالإضافة إلى امتلاكه خاصية نادرة ورائعة وهى الحفاظ على برودة الماء في ذروة أوقات الحر في الصيف بل والأكثر دهشة أنه يمنحه برودة إضافية مما كان يغني الجميع عن استخدام الثلاجة لزيادة برودة الماء وتلطيف الجسم وتقليل حرارته في الصيف .
وأيام زمان كان الزير بمثابة كولدير أو كولمن كبير يتم وضعه في الشوارع المختلفة للتخفيف من شدة العطش خاصة وأن فكرة بيع المياه المعبئة لم تكن منتشرة وبالتالي حينما يشعر الإنسان بالعطش وهو خارج المنزل قد لا يجد ما يروي عطشه ومن هنا جاءت فكرة وضع الزير في الشوارع والأماكن الشهيرة.
وكان هناك بعض المستلزمات التى تترافق مع الزير مثل الكوز أو الكوب لإخراج الماء به وغطاء خشبي أو معدن لمنع نزول الحشرات والحيوانات والطيور به وضمان نظافته ، وكان يتم أيضا وضع حامل أسفل الزير الفخار.
ولشدة ارتباطه بحياة المصريين اليومية ظهرت العديد من المظاهر التراثية والثقافية المرتبطة بالزير كالأمثال الشعبية ومنها المثل الشهير “ أهى نواية تسند الزير ”
كان الزير أحد ابداعات الفراعنة فى الاستفادة من مزايا الفخار المصري الذي يتميز بقدرة غير طبيعية للاحتفاظ بالماء، فالزير وسيلة الفراعنة لتناول الماء الطازج بدل من الاضطرار للذهاب للنيل كلما أرادوا تناول الماء وفى نفس الوقت تجعل الماء أكثر برودة مما يقلل الشعور بالحر.
ومع ظهور الثلاجة وانتشار زجاجات المياه المعبئة في المحلات بشكل واسع بدء يختفي الزير من عالمنا يئا فشيئا ولم يحتفظ به إلا عشاقه والفقراء وتحول استخدامه من وسيلة تخزين المياه إلى أداة للزينة في الأماكن التراثية .
في الوقت القريب تم تطوير شكل الزير لإعادة استخدامه في الحياة العصرية وظهر مايعرف ب الزير الكولمن حيث يشبه فى الشكل الكولمن ذاته وبه زر عند الضغط عليه ينزل الماء فى الكوب مباشرة مما جعل البعض يعود له مرة أخرى خاصة أنه أسهل في التنظيف مقارنة بالأنواع الأخرى وأكثر صحة.
