يعد الطاجن الفخار من أقدم أوانى الطهى المصرية التى تمتلك ميزة خاصة فريدة جدا لا يمتلكها إناء آخر حيث يمنح الطعام مذاقا خاصا ويجعله أشهى بكثير خاصة الأكلات الشرقية وفى مقدمتها البامية.
وابتكر الفراعنة صناعة الطاجن الفخار لوضع الطعام به وطهيه فيه وكان يحفظ الطعام ساخنا لوقت طويل؛ هذا فضلا عن المذاق المميز الذي يضفيه للطعام ومازال الطاجن موجود فى كل ربوع مصر حتى الآن وإن كان أقل من الماضي بسبب انتشار أوانى الطهي، ويسمى فى بعض الأماكن بـ الزبدية.
ويصنع طاجن الفخار الأصلى من نوع معين من الطين مأخوذ من الحجارة المأخوذة من الجبل حيث يتم تكسيرها قطع صغيرة وتنقع فى الماء حتى تتحول لطينة يسهل تشكيلها ويتم عمل الطاجن بالشكل المرغوب فيه.
ويعد الطاجن الفخار أساسيا فى البيوت المصرية خاصة خلال فصل الشتاء حيث يحفظ حرارة الطعام وقتا كبيرا رغم برودة الطقس وينتشر بشكل واضح فى الصعيد والفلاحين.
وفضلا عن الثمن الزهيد لـ الطاجن الفخار فهو يتمتع بعدد كبير من المزايا الأخرى حيث لا يتفاعل مع الغذاء مثل البلاستيك والألومنيوم، ويكسب الطعام مذاقا لذيذا، وصحي، ويحتفظ الفخار بقيمة الأس الهيدروجيني PH الهيدروجيني بالمياه والأطعمة الحمضية وهو مفيد لتحسين الهضم وباقى وظائف الجهاز الهضمي ويخلو من الشوائب بل ويعمل على التخلص من بعض الشوائب خاصة الموجودة فى المياه.
ولكن عيب الطاجن الفخار أنه سهل الكسر لذا ابتكر اجدادنا طريقة بسيطة تجعله أقوى وأثر صحة من خلال حرقه .. فقبل استخدام الطاجن الفخار الأصلي يجب دهنه بالعسل الأسود أو السمنة وحرقه في فرن ساخن لمدة ربع ساعة ثم اخراجه قليلا ثم ادخاله مرة أخرى، وتكرر الخطوات حتى نجد الأصابع خالية من أى لون عند تمريرها عليه والسطح أملس تماما.
أما طاجن الفخار غير الأصلى فهو ذلك النوع الذي تكن فيه الطبقة الخارجية لامعة جدا أو مطلى وهو أقل بكثير من الطاجن الأصلي فى المزايا خاصة الصحية، ويتم تجهيز الطاجن قبل الاستخدام من خلال ملأه بالماء للتأكد من أنه سليم وتنظيف الطاجن قبل استخدامه بقطعة قماش جافة، ولتجنب كسره يجب عدم وضعه على الرخام بعد إخراجه من الفرن.
وتنوعت أشكال الطاجن الفخار فى السنوات الأخيرة كما تم استخدام خامات عديدة في صنعه ولكنها ليست بمزايا طاجن الفخار التقليدي، ويوجد نوع أخر وهو طاجن الفخار المغربي يختلف قليلا عن الطاجن المصري فهو يشبه الطبق العميق لحد كبير ويوجد له غطاء قرطاسي أو قمعي.