تحت شعار "الرياضة للجميع" وليست حكراً للرجال ، اقتحمت كابتن اسراء محمد" مدربة لياقة بدنية " بنقابها وعاداتها المختلفة ، قلب مجتمع ريفى بمحافظة قنا ، يعد من أصعب المجتمعات تمسكاً بالعادات والتقاليد ، بصالة جيم للسيدات ، لتحفيزهن على ممارسة الرياضة والاهتمام بأنفسهن مثل الرجال.
وجود مركز جيم بعاصمة محافظة قنا ، قد يبدو عادياً ، كون عاصمة أى محافظة تضم فئات مختلفة من أماكن وثقافات متباينة ، لكن أن تنفذ فكرة جيم نسائى، فى منطقة ريفية فى مركز من مراكز المحافظة ، كان هو الغريب والأصعب فى التنفيذ ، لما يتميز به مركز دشنا من انغلاق تجاه كثير من الأمور المتعلقة بالسيدات.
فكرة تنفيذ الجيم ، لم تقابل الترحاب فى بداية الأمر، لكن مع التركيز بحق المرأة فى ممارسة الرياضة وحقها فى الحفاظ على رشاقة جسدها وعدم تعرضها للسمنة المفرطة وخاصة المتزوجات ، بدأت الفكرة تستهوى الفتيات ، حتى أصبح الأمر متقبلاً بشكل كبير بعدما كان محل اعتراض شديد من السيدات أنفسهن فى البداية.
قالت كابت اسراء محمد " مدرب لياقة بدنية 30 عاماً "، أمارس الرياضة منذ 6 سنوات، حيث كنت أتدرب فى جيم نسائى بمحافظة الجيزة ، وكان هدفى وقتها ممارسة الرياضة حباً فيها و باعتبارها حق من حقوقى، و لضمان الحفاظ على جسمى و نشاطى، و خلال مشوارى مع التدريبات ، و بعد زواجى انتقلت للعيش فى محافظة قنا ، و وقتها لم أجيد جيم خاص بالسيدات ، ففكرت فى تنفيذ جيم خاص للسيدات فى المنطقة التى أعيش فيها .
و تابعت محمد ، مجرد التفكير فى هذا الأمر كان مخاطرة كبيرة ، ليس مالياً ، لكن من ناحية العادات والتقاليد التى تفرض نفسها بقوة فى مركز دشنا ، وتتحدى أى محاولات لتغيير الثقافة والعادات التى تربوا عليها ، دون النظر إذا كان هذا الأمر حلال أو حرام ، يتوافق مع الأخلاق التى تربينا عليها أم يهدمها ، فكان لابد من حل هذه الإشكالية قبل البدء فى تنفيذ الفكرة، فضلاً عن أننى أؤمن بأنه ليس هناك مستحيل ولابد أن تكون لدينا إرادة قوية لمواجهة أى عقبات فى حياتنا.
و أضافت محمد ، أخذت فترة أدرب نفسى على كيفية إقناع السيدات والفتيات بأهمية ممارسة الرياضة ، وبعدها بدأت تطبيق ذلك مع السيدات ، وتمكنت بفضل الله من إقناع الكثيرات منهن ، من خلال تذليل أى عقبات أو مشكلات يتحدثون عنها ، وكانت أغلبها تتمثل فى تأمين المكان من جميع النواحى، وعدم تواجد أى عنصر رجالى ، وهو ما جعل الكثيرات منهن يرحبن بالفكرة.
و أشارت محمد ، الفكرة كان غير مرحب بها لفترة ليست قصيرة ، إلى أن بدأت ثمار التجربة تظهر مع الفتيات اللاتى يمارسن الرياضة ، مع التركيز على برامج التخسيس و معالجة السمنة المفرطة بالتمرينات والرياضة ، كان له دور فعال فى إقناع الكثير من السيدات بممارسة الرياضة ، إضافة لضرورة اطمئنان المجتمع المحيط بأن الأمور تسير فى إطار من الاحترام و الأخلاق.
و أوضحت محمد ، بأنها تسعى إلى تذليل أى عقبات تواجهها من خلال آراء المترددات على الجيم ، فالمواعيد تم تحديدها بناء على رغبتهن حتى تتناسب مع طبيعة السيدات فى المنطقة ، علماً بأننى لا أستهدف المنطقة فحسب ، لكن أستهدف جميع السيدات المحرومات من ممارسة الرياضة ، حتى تحافظ السيدات على أجسادهن و صحتهن وهو ما يؤدى بدوره لمجتمع سليم ، كونها أم حالياً أو فى المستقبل بالنسبة للفتيات .