المشربية .. تعد من أهم علامات العصر الإسلامي في مصر والتى امتدت لسنوات طويلة، وكانت بوابة النساء الوحيدة للاطلاع على العالم الآخر، حيثكانت النساء فى هذه الحقبة تقتضي أغلب وقتها داخل المنزل ولاتخرج إلا فى الضرورة القصوى.
والمشربية عبارة عن شباك كبير مصنوع من الخشب ، ويوضع على واجهة المنازل بشكل بارز يتيح لنساء المنزل مشاهدة الشارع دون أن يراهن أحد من رجال الحى أو المدينة حيث كانت في المشربية بعد الثقوب والفتحات الصغيرة التى تسمح لهن برؤية الأخرين ومرور الضوء الطبيعي للداخل.
وكانت المشربية تصنع من الخشب المشكل على هيئة وحدات زخرفية صغيرة من الأشكال الهندسية مثل الدوائر والمربعات والمستطيلات والاسطوانات وكانت توجد مساحة من الفراغات بينها تسمح بدخول الضوء للمنزل وهو ما يعرف بـ فن الأرابيسك .
وكانت المشربية تساعد النساء في رؤية الباعة والمارة فى الشارع دون أن يرهن أحد وكن يستمتعن بمشاهدة الأحداث التى تدور فى الحواري والشوارع خاصة عندما يكن هناك حدث كبير مثل الخناقات والأفراح .
انتشرت المشربية فى مصر القديمة كما تواجدت في العديد من الدول الأخرى ولكنها كانت تصنع أحيانا من أحد أنواع الطين وفي بعض الأحيان الأخرى من الأحجار التى تصلح لتشكيل الزخارف بما يواكب فن الأرابيسك.
وتواجدت المشربية فى دول عربية عديدة مثل فلسطين والسعودية والعراق واليمن والبحرين و دول الخليج والمغرب ولبنان والسودان.
وبمرور الزمن وتغير أفكار وعادات المصريين والعرب بشكل تدريجي بدأت المشربية تختفي من البيوت ولا يحرص أحد على وضعها فى البيوت الجديدة التى يتم بنائها سواء لتوفير النفقات أو لاتباع خطوط الموضة فى المنازل خاصة مع ظهور الميل لتلقيد الغرب فى كل شئ حتى فى ديكور وتصميم المنازل .
ومما ساهم على الاستشغناء عن المشربية أن المرأة أصبحت تخرج من المنزل للعمل والدراسة ولم تعد لها حاجة فى مشاهدة الشارع والأحداث التى تدور فيه وأصبحت مشغولة بما تفعله فى الخارج أكثر.
وفي العصر الحديث أصبحت المشربية تشكل واحدة من أجمل ملامح العمارة الإسلامية في مصر فعند المرور فى أحد شوارع مصر القديمة فى الحسين والمعز ورؤية المشربية فى المنازل القديمة نشعر بجمال هذا الزمن ونود أن نكون عاصرناه فالمشهد غاية فى الروعة والجمال.