الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مواقف من حياة الست.. سر خناقة أم كلثوم مع العندليب وحكاية غنائها لحن بائع متجول

صدى البلد

كوكب الشرق.. سماع نبرات صوتها الحنونة في انسجام وهيام، تجعلها تمتلك القلوب بيسر، كانت حفلاتها ملتقى عشاق صوتها العذب، رتلت بأغانيها القلوب، وأسرت الأذن في رحلة مع موسيقاها المبهجة، فكانت ولا تزال وستظل، أيقونة الغناء الأولى في مصر والعالم العربى، ملكة الغناء ورمز الخلود الفني.

 

تاريخ أم كلثوم غنى جدا، ليس فيما يتعلق بأدائها فقط، لكن فى كواليس حياتها، وفي ذكرى ميلادها 123، حيث ولدت 31 ديسمبر 1898 بمركز السنبلاوين، نتذكر جانب من مواقف سيدة الغناء الشرقي.

 

بائع زيتون يلحن طقطوقة لأم كلثوم

فى عام 1933، ذكرت مجلة الكواكب قصة مساهمة بائع زيتون في إحدى أغنيات سيدة الغناء، وكتبت المجلة: «نعم هو بائع متجول وليس صاحب حانوت معروف، ذلك الذى لحن لأم كلثوم طقطوقة من أحسن أغانيها، ولم يكن ذلك فى مستهل حياتها الفنية، بل فى الوقت الذى بلغت فيه أوج عظمتها».

وأضافت: «كان هذا منذ سنتين تقريبا، حين تقدم رامى إلى سومة، بقطعته التى مطلعها "تراعى غيرى وتتبسم.. وأنا ذنبى إيه.. وتسيبنى من غير ما تسلم.. ما أعرفش ليه"، وقرأت المطربة القطعة فراقتها وجلست تفكر فيمن تعهد إليه أمر تلحينها، إلى أن وقع الاختيار على الموسيقى المشهور الأستاذ محمد القصبجى، وهو الذى يقوم الآن بوضع أغلب ألحانها وأغانيها، وتسلم القصبجى الطقطوقة على أن يعيدها إليها فى اليوم التالى ملحنة معدة للغناء، لكن الوحى لم يشأ أن يهبط عليه لا فى الموعد المحدد ولا بعده بأيام». 

واستحثت المطربة ملحنها وراح هو يجهد قريحته دون أن تسعفه "السيكا" بنغمة، واللحن كالشاعر لا يوافيه شيطانه إلا حين يشاء الشيطان نفسه، وطال المدى بالقصبجى حتى كاد يعتذر للآنسة عن المهمة، ولكن بأى عذر يتقدم لها؟، وسار فى ظهر أحد الأيام قرب منزله بشارع الخليج المصري، وهو يفكر جديا فى طريقة للاعتذار، وفيما هو على حالته هذه مر به بائع زيتون يحمل سلعته فوق رأسه وهو ينادى على بضاعته بصوت فيه عذوبة وله نغم استطابته أذنا القصبجى، فتبع البائع خطوة خطوة من باب الخلق إلى الحلمية ثم المنشية حتى انتهى بهما المطاف إلى قلعة الكبش. وهناك كان القصبجى قد استوعب النغمة تماما فسار يترنم بها عائدا إلى بيته، حيث أمسك بالعود وظل يداعب أوتاره وهو يغنى أغنية ذلك البائع المتجول «زيتون أخضر، يا حلو يا أسمر، تعالى عندى ودوق الزتون»، وهنا طرأت الفكرة لماذا لا يلحن كلمات رامى على هذا اللحن وقد كان.

 

قصة الخلاف الشهير بين أم كلثوم وعبدالحليم

على الرغم من أن عبدالحليم ظهر بعد سنوات طويلة من تربع أم كلثوم على قمة الغناء، إلا أنه في حفل ذكرى ثورة يوليو عام 1964، التي أحياها مع كوكب الشرق، قال بعض الكلمات التي أغضبتها.

أم كلثوم ظلت تغني لمدة أطول من المقرر لها، وسط تفاعل كبير من الجمهور وهو ما أغضب العندليب، وبعد صعوده متأخرا على خشبة المسرح قال: «أنا عايز أقول كلمة صغيرة مش غنا بس هي كلمة بسيطة».

واستكمل: «منتهى الجرأة إن واحد يغني بعد أم كلثوم أو يختم حفلة غنت فيها أم كلثوم بعد ماغنت اللحن العظيم إنت عمري، أنا معرفش أستاذ عبدالوهاب والست أم كلثوم أصروا إن أنا أختم الحفلة، ده شرف كبير طبعا، بس معرفش ده شرف ولا مقلب».

بعد هذه الكلمات غضبت أم كلثوم، وعندما تحدث الملحن كمال الطويل مع عبد الحليم، وطالبه بالإعتذار، رفض العندليب، وكاد الأمر أن يكلفه مشواره الفني، بعدما تعرض للتهديد من قبل بعض أفراد مجلس قيادة الثورة بعد رفضه الاعتذار.

حرمان العندليب من حفلات الثورة

لمدة 3 سنوات لم يشارك عبدالحليم في حفلات الثورة، ولولا علاقة العندليب الطيبة بأبناء الزعيم جمال عبدالناصر، لما استطاع الغناء مرة أخرى، ولم ينته الخلاف بين كوكب الشرق والعندليب إلا بعد نكسة 1967، وبحسب بعض المصادر فقد ذهب عبدالحليم لفيلا كوكب الشرق يعتذر لها.

عبد الحليم يعتذر في حضور عبد الوهاب

بينما أشارت مصادر أخرى، إلى أن القطيعة استمرت بينهما 5 سنوات، لم تنته إلا في حفل خطوبة ابنة الرئيس السادات، ليذهب عبدالحليم ويقبل يد الست التي قالت له: «إنت عقلت؟».