EN 
ناقش مركز الاستقلال الثقافي، كتاب "كل المدن أحلام" للشاعر جرجس شكري، والصادر عن دار الآفاق للنشر، وقد أدار الندوة الشاعر أحمد سراج، وخلال الندوة تحدث الدكتور المفكر الكبير نبيل عبد الفتاح عن كتاب جرجس شكري.
وفي البداية تحدث نبيل عبد الفتاح قائلا: حين قرأت هذا الكتاب وجدته كتاب مفارق للسرديات التي كتبت عن الرحلة؛ سواء كانت إلى الغرب أو إلى الداخل أو حتى منابع النيل، لكني أود أن أقول أننا صرنا في عصر استهلاك الصورة بفضل مواقع التواصل الاجتماعي فهذه الذائقة تختلف عن ذائقة جيل السبعينات وغيره من الأجيال والتي أثرت تأثيرا كبيرا حتى على الشعر العامية المصرية، لكن خلال الوقت الحالي أصبحت الصورة هي الطاغية. لكني أود أن أرجع إلى موضوعنا فنحن أصبحنا نتابع المغامرات في الخارج من خلال الإنترنت، وبالتالي حدث انهيار لفكرة الحواجز التي بنيناها من قبل من خلال رؤية أماكن قرأنا عنها فاستقرت في الذهنية فسافرنا كي نراها، لكن الآن انتهت مثل هذه الأمور بفضل التطور التكنولوجي المذهل في الثورة الرقمية، وهذا في تحليلي الشخصي سوف ينهي ما يسمى بأدب الرحلات.
مصطلح الهوية
أضاف المفكر نبيل عبد الفتاح وقال: إن مصطلح الهوية لم يظهر إلا خلال أربعينيات القرن الماضي ثم استعير في تفسير هزيمة 1967، ثم أثير مرة أخرى في تسعينيات القرن الماضي بعد تمدد تيار الإسلام السياسي، فقد غلبت السلفنة الوهابية الممولة من الخارج ومع طوفان المدرسين الذين سعوا للعمل في بعض دول الخليج، وقد ربطوا عن عدم وعي بين هذه الصدفة الجيولوجية إلي كانت في الملكة العربية السعودية وفي بعض دول الخليج، ولم يربطوا للأسف بين هذا النمط الذي بخص التدين الوهابي؛ فالتدين ينتقد ويتكيف ويعاد صياغته من مرحلة لأخرى، وبالقطع فهذا الربط كن معناه أن هذا التدين كان تدينا كاذبا مزدوجا.
ويضيف: إن الهوية دائما تكون متعددة فهويتي التي أحملها الآن هي مغايرة للهوية التي كنت أحملها منذ عشرين سنة، فللأسف الشديد تم إنهاك العقل المصري من خلال إثارة قضايا عبثية، فهويتنا للأسف صارت مرتبكة.
