الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جرجس شكري حمل مصر على عاتقه

سعد القرش خلال مناقشة كل المدن أحلام: علينا العمل بإخلاص ليحبنا الله

صدى البلد

ناقش مركز الاستقلال الثقافي، كتاب "كل المدن أحلام" للشاعر جرجس شكري، والصادر عن دار الآفاق للنشر، أدار الندوة الشاعر أحمد سراج.

وخلال الندوة، تحدث الروائي سعد القرش والذي وصف الكتاب بأنه كتاب "محرض"، وقال: أنا لا أتحمس حينما يكتب الشعراء شيء آخر سوى الشعر لكن هناك بالطبع استثناءات، لكني وجدت أن جرجس كان متواجدا في كل نص داخل الكتاب، وقد أصبت بالحزن إلى ما آلت إليه أحوالنا في مصر، فقد حمل جرجس مصر على عاتقه طوال الفترات، لأنه دائما ما كان عنده هاجس يخص الشخصية المصرية، وكان يتساءل دائمًا حول هذه الشخصية التي دائما ما حمل همها، فقد تحدث مثلًا في كتابه عن مدى حرص الناس على الحفاظ على بنايتهم في الخارج، بينما نحن لا نكترث بأشياء مرّ عليها مئات السنوات ولا نولي لها أي اهتمام، فجرجس شكري رأى العالم وكأنه كاميرا كما فعل ناظم حكمت الذي رفض أن يخرج ليرى بنايات المماليك في مصر لأنه رأى أنه من الأفضل أن يحتك بالشعب وأن يصورهم كما هم، لذلك أراد جرجس أن يسلط الضوء على أحوالنا سواء كانت أحوال تعليمية أو ثقافية أو أحوال أخرى.

وركز جرجس على هذه الاشياء، لكني في النهاية أود أن أهنيء نفسي على هذا الكتاب الذي خيب فيه جرجس ظني، فقد أطلعني على تجارب أمم كنا سابقين عنها في وقت ما، فالله يحب الذين يعملون، لذلك أحب الفراعنة لأنهم عملوا بجد، وأحب الإغريق واليونانيين من بعدهم، والآن يحب أوروبا لأنهم يعملون بإخلاص، وعلينا أيضا أن نعمل بهذا الإخلاص كي يحبنا الله.

تجاور الأزمنة

من جانبها تحدثت الكاتبة زيزي شوشة، وقالت: "أحب دائما أن اقرأ أدب الرحلات فقد أعجبتني شاعرية الكتاب وقد كتبت دراسة عنه بعنوان: "كل المدن أحلام إلا القاهرة" فقد تحدث جرجس شكري عن القاهرة التي صارت بالنسبة إليه مسخًا، وحينما يرحل جرجس شكري عنها تصبح تلك المدن التي زارها عبارة عن "حلم".

واعتبر أن رحلته للسفر إلى أوروبا ما هي إلا رحلة للبحث عن الذات، وكأن الطائرة قد سافرت به إلى الماضي وليس إلى الحاضر، ففي سويسرا كان يبحث عن جان جاك روسو ويتذكر أيام صباه التي عاشها باحثا عن روسو الذي تأثر به كثيرا في سنوات الصبى والتشرد. 

ولاحظ أن هذه الشعوب قد تمسكت بعادتها حد تمسكها بالحياة فهي لا تتخلى عن ثقافتها ولا تراثها، وهنا تحسر جرجس على التراث المصري المهدر الذي شنته بعض التيارات في مصر، ففي أوروبا احتفظوا بجميع حقب الماضي بما فيها البنايات والمساكن والشوارع والأبواب في تجاور واضح للأزمنة، أما نحن فقد استوردنا منازل وأبواب لا نعرفها وتخلينا عن ماضينا دون وعي منا بما سوف نتركه من ماض لن يعود.