الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حصاد 2021.. زلازل سياسية كبرى هزت المنطقة العربية.. تونس والسودان تتخلصان من بقايا أنظمة بائدة.. مصالحة خليجية مع قطر بعد سنوات التوتر.. وحرب إسرائيلية على غزة توقفت بوساطة مصرية

أعلام الدول العربية
أعلام الدول العربية

عام حافل بالأحداث الحاسمة في العالم العربي يشرف على نهايته، فلم يكن 2021 عامًا عاديًا في المنطقة بأي مقياس، ولم يخل أي من شهوره من تطور هنا أو اختراق هناك، باتجاه تعقيد أزمة ما أو تسوية أخرى.

ورصدت قناة "فرانس 24" في تقرير لها عدد من أبرز التطورات التي شهداها العالم العربي خلال العام المنصرم، فسلطت الضوء بشكل خاص على أحداث هزت المنطقة بدرجات متفاوتة الشدة.

تونس

أعلن الرئيس التونسي قيس سعيّد في 25 يوليو اللجوء إلى الفصل 80 من دستور2014 الذي يخول له اتخاذ "تدابير استثنائية" في حال وجود "خطر داهم" على البلاد. وبمقتضى ذلك أعلن إعفاء رئيس الحكومة وتجميد عمل البرلمان.

وأصدر سعيّد في 22 سبتمبر أمرا رئاسيا قرر جرى بمقتضاه تجميد العمل بقسم واسع من الدستور ومنح نفسه سلطة التشريع عبر مراسيم، وأعلن تمديد الإجراءات التي اتخذها حتى إشعار آخر.

وفي ديسمبر الجاري قدم سعيّد جدولا زمنيا يضم استفتاء في 25 يوليو المقبل بشأن تعديل الدستور وإجراء انتخابات تشريعية في 17 ديسمبر 2022.

وأضاف سعيّد أن التعديلات على الدستور ستأتي بعد استشارة شعبية عبر الإنترانت تبدأ في يناير 2022 وتنتهي في 20 مارس المقبلين على أن يظل عمل مجلس النواب معلقا حتى انتخاب البرلمان الجديد.

لبنان والأزمة الخليجية

أثارت تصريحات وزير الإعلام اللبناني السابق جورج قرداحي حول الحرب في اليمن خلال مقابلة سجلت في شهر أغسطس، غضب السعودية والكويت والبحرين والإمارات التي ردت باستدعاء سفرائها من بيروت.

ومثلت هذه الخطوة ضربة للبنان الذي تشكلت حكومته في سبتمبر بعد 13 شهرا من الانتظار، وكان ينتظر منها أن تقوم بإصلاحات كبيرة لإنقاذ البلاد من أزمة اقتصادية مدمرة.

وشهدت الأزمة انفراجة أولية إثر إعلان قرداحي استقالته في 3 ديسمبر، وتأكيده على احترامه وتقديره لما يجمع لبنان مع سائر الدول العربية، وبالأخص دول الخليج.

قطع العلاقات الدبلوماسية بين المغرب والجزائر

قطعت السلطات الجزائرية العلاقات الدبلوماسية مع المغرب في 24 أغسطس بسبب ما اعتبرته "الأعمال العدائية" للمملكة. واتهمت المغرب بالتآمر ضدها مع إسرائيل، كما ألمحت إلى أن الرباط تقف خلف الحرائق التي ضربت البلاد. من جانبه، رفض المغرب "بشكل قاطع المبررات الزائفة بل العبثية التي بُني عليها" القرار.

الغارات على غزة

اندلعت جولة جديدة من الصدام بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس الفلسطينية، في مايو الماضي، على خلفية التوترات في مدينة القدس الشرقية المحتلة وخطط إسرائيل لتهجير السكان الفلسطينيين من حي الشيخ جراح، وضعت الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مرة أخرى في قلب الاهتمام الإعلامي والدبلوماسي.

وعلى امتداد 11 يوما، شهدت غزة غارات عنيفة وبلغت حصيلة الضحايا من الفلسطينيين 232 شخصا أكثر من مئة منهم أطفال ونساء.

ولعبت مصر دورًا رئيسيًا في ترتيب وقف إطلاق النار والهدنة الممتدة بين الطرفين، حصدت بفضله تقدير وإشادة الأطراف الدولية المعنية.

السودان

منذ 25 أكتوبر، تتالت الأحداث سريعا في السودان إذ أعلن الفريق عبد الفتاح البرهان قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة فرض حالة الطوارئ وحل الحكومة برئاسة عبد الله حمدوك ووضعه تحت الإقامة الجبرية إضافة لاحتجاز عدد من الوزراء.

لكن في 21 نوفمبر، وقع اختراق مهم باتجاه عودة الاوضاع إلى الاستقرار، فبموجب اتفاق سياسي بين البرهان وحمدوك عاد الأخير إلى منصبه كرئيس للوزراء، وتم الاتفاق على خارطة طريق لعملية سياسية تتضمن إجراء انتخابات رئاسية بحلول يوليو 2023.

المصالحة الخليجية

بعد أكثر من ثلاث سنوات على الأزمة الخليجية، وخلال قمة دول مجلس التعاون الخليجي في يناير 2021، بمدينة العلا السعودية بمشاركة أمير دولة قطر، عادت العلاقات الكاملة بين دول الخليج والدوحة بما في ذلك الرحلات الجوية.

وأجمع قادة مجلس التعاون الخليجي على ضرورة "الوحدة" في السياسات الخارجية والمجال الاقتصادي. كما تم الاتفاق على "تطوير شبكات الطرق والقطارات والاتصالات" بين دول المجلس وتنسيق الجهود لمكافحة "التغير المناخي والأوبئة والأمراض".

ليبيا

كان من المفترض أن تكون ليبيا على موعد يوم 24 ديسمبر مع انتخابات رئاسية طال انتظارها وجرى التوافق على إجرائها بشق الأنفس، لكن الظروف والمقادير وتصادم الإرادات حال دون الوصول إلى تلك اللحظة المأمولة، ومرة أخرى كُتب على الليبيين طول الانتظار لحلم الاستقرار في دولة تتمتع بسيادة كاملة على أراضيها وحكومة موحدة تحت قيادة رئيس من اختيار الناخبين.

ولكن مع اقتراب الموعد المقرر للانتخابات لم تعلن المفوضية العليا للانتخابات القائمة النهائية للمرشحين كما كان يُفترض بها، ودون إعلان رسمي من أي جهة تأجلت الانتخابات إلى أجل غير مسمى حتى الآن بعدما بات إجراؤها في حكم المستحيل، وسط ضبابية تكتنف مصير العملية السياسية ومستقبل البلاد.