EN 
قتل الأبناء لآبائهم حالات مأساوية من جرائم لا يتقبلها العقل ولا الإنسانية، فكيف يتغير وضع الوالدين من المصدر الرئيسي للحنان والشعور بالأمان نسبا لأبنائهم إلى عدو وتصل العداوة إلى القتل؟.
تحتاج هذه القضية إلى نظرة متأملة من الآباء والأمهات نحو الأسباب الكاملة، سواء كانت نفسية أو اجتماعية أو مادية، لإتخاذ كل الاحتياطات اللازمة لتجنب هذه الكارثة.
ومن أبشع تلك الجرائم تلك التى اعترف فيها قاتل أبيه بمساعدة والدته، قائلا إنه لم يندم على جريمته أبدا، حيث نفذها بهدوء شديد ولو عاد والده للحياة لقتله ألف مرة مبررا ذلك بسبب سوء معاملته له ولأمه كما أنه لا يحمل ذكريات طفولة سعيدة نحو والده.
عامل قتل والدته
فى منطقة المطرية، قتل عامل والدته بعد أن تجرد من مشاعر البنوة وأنهى حياتها خنقا وسدد لها عدة طعنات واستولى على 200 جنيه وقرط ذهبى من أذنها، وفى المنصورة لقى مسن مصرعه على يد ابنته التى طعنته فى صدره 6 طعنات قاتلة، وفى مدينة السنبلاوين بالغربية قتل شاب والدته إرضاء لزوجته.
رأي الطب النفسي
وفي الصدد قال الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية إن المجتمع شاهد العديد من الجرائم الأسرية، التي لم يشاهدها من قبل، وتلك الجرائم تعود للعديد من العوامل المتشابكة والمتداخلة، وأهمها نمط التنشئة الاجتماعية للشخص، فتوجد العديد من الأسر التي لا تمتلك ثقافة الحوار بينهم، ويتعاملون بينهم بالعنف المستمر، كاشفا أن يوجد العديد من الآباء التي تقسو على أولادهم بالضرب، وكان يعاني الأبناء من الوصمات والشتيمة والإهانة.
الابن مشبّع بالعنف
وأضاف "هندي"، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن كل ذلك العنف الناتج من الآباء للأبناء يجعل الابن مشبعا بالعنف، مما يجعلهم يعطون صورة لتربية الأطفال وتكوين الأسرة بالعنف وضرب الأطفال الحل الأمثل للتربية.
الجرائم مع كورونا
وأشار "هندي"، إلى أن تلك الجرائم كثرت بشكل كبير في فترة جائحة كورونا، لوجود الأسرة أطول فترة ممكنة في المنزل، والجميع يعاني مشاكل اقتصادية أدت لضغوط نفسية، ما أدى إلى العنف الأسري.
الوسواس القهري للآباء
وأكد "هندي"، أن الأمراض النفسية ممكن أن تؤدي إلى العنف، ويوجد عند العديد من الآباء وسواس قهري أن أبناءهم سوف يقتلونهم مثل أولاد سيدنا نوح، وذلك أيضا يأتي نتيجة الضغوط النفسية والمجتمعية، ومن هنا نجد الآباء تقتل أبناءها دون تفكير ونتيجة الوسواس القهري الذي يكون داخلهم.
