EN
فئات كثيرة من العملات الورقية والمعدنية، مرت على تاريخ الاقتصاد المصري، وبين الليلة والبارحة، تغيرت قيمة تلك العملات، فما كان قيمة شراء منزل سالفاً، لم يعد اليوم مصروف جيب لطفل بالمراحل الأولى من التعليم.
ولكن ليس في ذلك عيباً بشكل عام، فهناك عدة عوامل تحدد ما إذا كان ذلك شيئاً سلبياً بشكل كامل، أم إنه معادل طبيعي للنمو الاقتصادي والزيادة السكنية الهائلة بالبشرية ككل، وأيضاً التطور الطبيعي للعملات النقدية.
ومن منا ينسى من تلك الفئات الكثر التي مرت على تاريخنا المصري، ورقة الـ ربع جنيه، تلك الفئة التي صال وجال بها شباب الثمانينات ومطلع التسعينات، والتي كان قيمة هامة لهم سواء على صعيد العمل أو المصروفات خلال الدراسة.
وخلال السطور التالية، يستعرض موثع صدى البلد ضمن سلسلة عملات زمان، رحلة الربع جنيه المصري، وفئاته الورقية المختلفة، منذ مطلع القرن الماضي وحتى يومنا هذا.، حيث شهد عام 1917، وتحديدا في 5 أغسطس، إصدار أول عملة ورقية من فئة الـ 25 قرشا "ربع جنيه"، ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم، تم إصدار العشرات من الإصدارات لنفس الفئة، سواء للتداول أو التذكارية منها، وخلال السطور التالية نستعرض إصدارت فئة الـ ربع جنيه التي تم إصدارها وتداولها بمصر والتي بلغت 8 إصدارات.
رحلة الـ ربع جنيه
عبر 8 إصدارت للتداول، تواجدت الورقة فئة 25 قرشا بالشارع المصري، تلك الفئة التي بدأ تصميمها بشكل عام لشط النيل ومزارع ممسكا بجمل، إلا أن وصل تصميمها الآن لمسجد السيدة عائشة مرورا بتمثال توت عنخ أمون، ومسجد المرسي أبو العباس، ثم تمثال نهضة مصر، قبل الاستقرار على الشكل الحالي منذ عام 1979 وحتى الآن.
أول ربع جنيه مصري
كان الأصدار الأول في 5 أغسطس 1917 واستمر حتى 23 مايو 1951، وشهد توقيع 5 رؤساء للبنك الأهلي على ذلك الإصدار أهمهم أحمد زكي سعد، وانتصف الإصدار بين اللونين الاخضر والأحمر، وواجهة الورقة حملت منظرا طبيعا لنيل مصر وجمل على حافته، مع معلومات الورقة والتي جاء أبرز ما فيها "أتعهد بأن أدفع عند الطلب مبلغ 25 قرش صاغ لحامله، تحرر هذا السند بمقتضى الدكريتو المؤرخ في 25 جونيو 1898.
وللتنويه فإن كلمة "دكريتو" تعني قرارا من خديو مصر.
ربع جنيه توت عنخ آمون
وفي 8 مايو 1952 وحتى 14 ديسمبر 1957، ظهر وتداول الربع جنيه الذي يحمل صورة توت عنخ آمون في الواجهة، والخلفية حملت صورة مسجد المرسي أبو العباس، وحملت تلك الورقة إمضاء كلا من أحمد زكي سعد، ومحمد أمين فكري، وعبدالجليل العمري، كرؤساء للبنك الأهلي المصري، وكان الورقة ذو لون أخضر على الوجهين، ويعد ذلك الإصدار آخر إصدارات البنك الأهلي.
ربع جنيه البنك المركزي
شهد الأول من نوفمبر عام 1961 ولمدة أكثر من 5 سنوات تحديدا حتى 18 أغسطس 1966، أول ورقة فئة 25 قرشا من إصدار البنك المركزي المصري، وحملت تلك الورقة صورة نسر، وتم تغيير اللون من الأخضر إلى الأزرق، وحملت توقيع كلا من عبدالحكيم الرفاعي وأحمد زندو رؤساء البنك المركزي المصري آنذاك.
ربع جنيه نهضة مصر
أما في عام 1967 وتحديدا في 6 فبراير فقد تم تغيير تصميم الورقة فئة 25 قرشا بمصر، وذلك حتى 4 يناير 1975 حيث عادت الألوان للدمج بين الأخضر والأزرق، كما زين وجه الورقة تمثال نهضة مصر، وفي الخلفية كان النسر المصري بمنتصفه علم مصر، بين السنبلتين وكوزي الذرة والقطن المصري الشهير، وحمل التصميم توقيع كلا من أحمد زندو، وأحمد نظمي عبدالحميد على الترتيب.
ربع جنيه النسر
ومن 12 أبريل 1976 وحتى 6 ديسمبر 1978 كان هناك تغيير طفيف في تصميم ورقة الخمسة وعشرون قرشا، وذلك للنسر بخلفية الورقة، حيث تم تغيير تصميمه، وتغيير شكل العلم بمنتصفه، مع زيادة اللون الأزرق بمنتصف الورقة، وحمل ذلك الإصدار توقيع محافظ البنك المركزي آنذاك محمد عبدالفتاح إبراهيم.
ربع جنيه مسجد السيدة عائشة
وفي تغيير كامل، شهد 17 يناير 1980 حتى اليوم تغييرا كاملا في العملة فئة 24 قرش بمصر، وذلك مرورا بثلاث تغييرات طفيفة، لتبقى على شكلها الحالي، حيث تم تغيير تمثال نهضة مصر بمسجد السيدة عائشة "منظر كامل للمسجد من الخارج"، كما تم إضافة الشكل الزخرفي والنجمة الثمانية على وجه الورقة، واستمر ذات الشكل الخلفي مع تغيير طفيف في التصميم، أما الألوان فتدرجت نسبة ميولها للأزرق خلال الثلاثة إصدارات بشكل تصاعدي، ليتلاشى اللون الأخضر نهائيا خلال الثلاث مراحل، وحملت الفئة توقيعات كلا من محمد عبدالفتاح، محمد أمين شلبي، محمد نجم، محمود صلاح الدين، إسماعيل حسن، محمود أبوالعيون، فاروق العقدة، هشام رامز، طارق عامر.
