الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علاقتنا راسخة كالأهرامات.. السفير الكويتي لدى مصر: أتيتها تواقا وسأغادرها مشتاقا

مرور 60 عاما على
مرور 60 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والكويت

أكد السفير الكويتي لدى مصر، محمد الذويخ، أن العلاقات الكويتية - المصرية تظل دائما على مر العهود قوية ومتشبعة وذات توجه ثابت نحو المزيد من التقدم؛ وذلك في كلمة له ألقاها خلال الاحتفال الذي أقامته السفارة بالقاهرة في قلعة (صلاح الدين) بمناسبة مرور 60 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والكويت.

ووفقا لصحيفة "الأنباء" الكويتية، قال الذويخ "إنها لحظات استثنائية تجمعنا الليلة ونحن نعيش وهج الذكرى التي ترسم في آفاقنا مسيرة زاخرة ومتوجة بأكاليل الفخر والأخوة والشراكة التي تجمع مصر والكويت على مدى عقود من السنوات ظلت ثابتة ضاربة بأطنابها الأرض شامخة في صدر السماء يشهد لها التاريخ ويصفق لها الزمن".

وأضاف أن "العلاقة الديبلوماسية بين مصر والكويت والتي نحتفل الليلة بذكراها الـ 60 لم تكن إلا الخطوة الرسمية بين بلدين يتمتعان بالحالة النظامية الواحدة وذلك فور استقلال بلدي الكويت في عام 1961"، مشيرا إلى أن مصر كانت من أوائل الدول التي كان لها التمثيل المتبادل مع الكويت "ولكن الذي جمع الكويت بمصر والكويتيين بالمصريين كان سابقا لهذه الخطوة الدبلوماسية الرسمية وذلك منذ باكورة القرن الـ 20".

وولفت السفير الكويتي إلى زيارة الأمير الراحل الشيخ أحمد الجابر لمصر عامي 1919 و1935 علاوة على زيارة العديد من المسؤولين الكويتيين لمصر خلال النصف الأول من القرن الماضي.

وأشار إلى أن مصر كانت الوجهة الأولى للبعثات الدراسية الكويتية والتي كان أولها في عام 1865 عندما التحق الطالب مساعد العازمي بالأزهر الشريف ونال شهادة العالمية ليصبح أول خريج كويتي في مصر.

وذكر السفير الذويخ أن الكويت شهدت زيارة وإقامة العديد من الشخصيات المصرية المثقفة والبارزة والذين أثروا الحياة الثقافية العامة في الكويت "ومنهم مثالا لا حصرا العلامة القانوني عبدالرزاق السنهوري والقامة الدستورية عثمان خليل عثمان والمفكر الكبير أحمد زكي والرائد المسرحي زكي طليمات"، مشددا على أنها شخصيات فذة مليئة بالمعرفة والثقافة «حيث ساهمت في رسم صورة مشرقة وأرست أولى معالم العلاقة المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين تناقلتها الأجيال وتوارثتها لقرابة قرن من الزمن".

وأكد أن العلاقات الكويتية ـ المصرية "لا يمكن اعتبارها إلا نموذجا مثاليا ومثالا لمعنى العلاقات بين دولتين والروابط بين شعبين والتعاضد بين قيادتين"، موضحا أن هذه المواقف ظهرت جليا في مختلف الأحداث والوقائع فرحا وترحا رخاء وشدة لتشكل عنوانا من الوفاء والمصير المشترك ظل راسخا في أذهان وقلوب الجميع.

وتابع قائلا: "كيف لا والكويت شاركت بثلث جيشها في حربي 67 والاستنزاف ونصر أكتوبر 73 جنبا إلى جنب مع مصر الشقيقة، حيث امتزجت الدماء وتوحد الشهداء على أرض مصر، كما كان لمصر الموقف البطولي الراسخ إبان غزو الكويت وحرب تحريرها فقدمت الشهداء والدعم العسكري واللوجيستي الكبير فتلك هي شيمة الكبار وحق الأشقاء على بعض".

واستطرد "كما لا ننسى الدور التنموي الكبير والذي يقوم به الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية في دعم مشاريع التنمية في مصر والتي بلغت حتى الآن 54 مشروعا بقيمة أربعة مليارات دولار تقريبا".

وشدد السفير الذويخ على أن العلاقات بين الكويت ومصر "أسست على ركائز سليمة قوامها المحبة والتلاحم والثقة ضمنت لها الثبات والتماسك مهما كانت التحديات وهي تمضي قدما إلى الأمام وتزداد رسوخا يوما بعد يوم"، واصفا العلاقات بين البلدين بأنها "عميقة الينبوع طويلة المجرى كنيل مصر راسخة لا تغيرها عاديات الزمن كأهرامها رائعة شامخة كأبراج الكويت يعزز دوامها القادة ويدفع هامها الشعبان الشقيقان".

وأضاف أن "هذا الأمر مرده إلى مدى العمق والترابط بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات وإلى الجذور الثقافية الوثيقة التي مثلث الغرس الطيب الذي أتى ثمره نافعا صالحا مبرأ من الهوى".

وقال السفير الذويخ "انها أجواء بهيجة تضمنا الليلة نستعيد فيها لمحات خاطفة وذكريات مكللة بالفخر والسعادة في مسيرة تاريخية عريقة الجذور راسخة الأساس طيبة المنبت والمخرج لنطل على أنفسنا وعلى العالم أجمع بنموذج متقدم ومثال حي على علاقات أخوية وثيقة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين".

وشدد على أن هذه العلاقات "تظهر أهميتها عند المحن والخطوب ونلتمس جوانب محدودة من صورة حضارية مشرقة ومتكاملة تتواصل حلقاتها عبر مسيرة صاعدة من التعاون والعطاء مبشرة بمستقبل جديد للمنطقة يستند على وشائج أخوة وتعاون لا تنفصم".

وتبع: "مشاعري جمة وأنا أقف اليوم أمامكم سفيرا لبلدي الكويت هنا في أحد صروح الجمال والتاريخ في مصر أقف شاهدا على ذكرى علاقتنا الرائدة وواحدا ممن ساهموا ولو بالشيء اليسير في وهج وديمومة هذه الشراكة الواحدة"، مضيفا: "قضيت ست سنوات سفيرا لبلدي الكويت في مصر ولم أجد في هذه الأرض الطيبة إلا شعبا عظيما ودودا رائعا ومضيافا بلادا مفعمة بالحب والخير والجمال أتيتها تواقا وسأغادرها مشتاقا".

وقال السفير الذويخ: "لقد كانت فترة إقامتي في هذا البلد الشقيق غنية وثرية بكل شيء يدفعني ذلك لأنتهز الفرصة بأن أتقدم بالشكر الجزيل والعرفان الكبير لكل من ساهم في الدعم والمساندة وتقديم الفائدة سواء من الحكومة المصرية أو من المواطنين الكرام"، مضيفا: "لقد عملنا معا جنبا إلى جنب في دعم وتأصيل وتطوير هذه العلاقة البناءة والضاربة في أرض التاريخ والشاهقة في سماء البلدين الشقيقين دائما وأبدا".

واختتم السفير الذويخ كلمته قائلا: "أسجل وداعي للجميع وشكرا من القلب لمصر وأهل مصر الكرام، حفظ الله مصر والكويت من كل شر وأدام علينا نعمة الأمن والأمان والرخاء والاستقرار لمزيد من التقدم والنماء".