الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في مواجهة الوجه القبيح للإنسانية.. السيسي: التطرف عطل خطط التعليم .. شيخ الأزهر: خطوات ملموسة للقضاء عليه .. والمفتي: صوره واسعة وآثاره كثيرة الحدوث

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

التطرف والتشدد مهمته تصدير الوجه القبيح للإنسانية

الرئيس السيسي: بيني وبين التطرف والتشدد والغلو عداوة

شيخ الأزهر: علينا الحذر من خطورة الفكر المتطرف على الأوطان والشباب

مفتي الجمهورية: صوره واسعة وآثاره كثيرة الحدوث

أسامة الأزهري: فكرة التكفير ظهرت على هيئة بذرة عند حسن البنا

الرئيس عبدالفتاح السيسي

لم يتوقف الرئيس عبد الفتاح السيسي عن استثمار المناسبات الوطنية، للتحذير من خطورة الفكر المتطرف وتأثيره على الشباب وقضايا التعليم والصحة وغيرها من القضايا التي لخصها بعبارة أن التشدد كفكرة بتدى قبح شديد لإنسيانيتنا".

يعطي قبحاً شديداً للإنسانية

الرئيس السيسي الذي وجه خلال مشاركته في احتفالية "قادرون باختلاف"، حديثه عن التطرف والتحذير منه إلى أن أكثر شخصية يحبها هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه لأنه علامة عظيمة وقدوة هائلة، وأن صحابته كانوا مثالاً جميلاً للإسلام والمسلمين، وكانوا رحماء وطيبين.

وشدد على كراهيته الشديدة للتطرف والتشدد والغلو كفكرة، قائلاً: "بيني وبين التطرف والتشدد والغلو عداوة"، وأنه يعطي قبحاً شديداً للإنسانية.

كما أكد الرئيس السيسي، خلال كلمته أمس بمنتدى التعليم العالي للبحث العلمي، بالعاصمة الإدراية الجديدة، أن مصر ستقاتل من أجل توفير المعرفة والتعليم الحقيقي، وذلك لمواجهة الفكر المتطرف الذي يهدف إلى تدمير الشعوب العربية والإسلامية.

وقال: "الفكر المتطرف كان سببًا رئيسًا في تعطيل خطط تطوير التعليم في الدول الإسلامية"، مضيفاً:" أقول للعالم الإسلامي يجب أن ننتبه للفكر المتطرف وعلينا مواجهته".

الدكتور أحمد الطيب

مواصلة الحوار بين الشرق والغرب

في الوقت نفسه، قاد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، التَّقارب الإنساني بين الأديان بالتعاون مع البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، ووقعا معًا «وثيقة الأخوة الإنسانية» التي تعد الوثيقة الأهم في تاريخ العلاقة بين الأزهر الشَّريف وحاضرة الفاتيكان، كما تُعد من أهم وثائق تاريخ العالم الحديث.

وقال شيخ الأزهر، إن الأزهر يبذل جهوداً كبيرة في مواجهة التطرف ونبذ العنف وتفنيد الأفكار المتطرفة التي تستند لها الجماعات الإرهابية في ما تقوم به من أعمال إرهابية، مشيراً إلى أهمية مواصلة الحوار بين الشرق والغرب لتعزيز التفاهم المشترك وتفويت الفرصة على الجماعات المتطرفة من الجانبين والتي تسعى إلى زيادة الفجوة بينهما لتحقيق أهدافها الخبيثة.

وأعرب الإمام الاكبر عن قلقه من ارتفاع وتيرة الإسلاموفوبيا والحملات المسيئة للإسلام في أوروبا من أجل مكاسب سياسية وانتخابية واهية، وما يحمله ذلك من تكريس واضح للكراهية ورفع مستوى العنصرية والتمييز في فرنسا وأوروبا.

كما حذر الإمام الأكبر من خطورة الفكر المتطرف على الأوطان، وأن يعتمد الشباب على وسائل التواصل الاجتماعي في الحصول على معلوماتهم عن الإسلام وشريعته وأحكامه، موجهاً إلى أهمية استقاء معلوماتهم من المصادر الموثقة أو أخذها عن العلماء الثقات المشهود لهم بالأمانة.

ودعا فضيلته كل القيادات العربية إلى الاهتمام بالشباب وإشراكهم في بناء أوطانهم وصناعة مستقبله، مؤكدًا أن هناك خطوات ملموسة في هذا المجال بدأت في بعض البلدان العربية.

وشارك شيخ الأزهر في العديد من المؤتمرات واللقاءات الإسلامية والدولية، في الأردن، وإندونسيا، وفرنسا، وإيطاليا، وألمانيا، وسويسرا، وروما، والولايات المتحدة الأمريكية، للتأكيد على براءة الأديان عامة والإسلام خاصة من أفعال المتطرفين.

وسَّع الأزهر الشريف، من حجم التَّواجد العالمي لـ«المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف» في مصر والعالم؛ حيث وصل عدد فروعها إلى 20 فرعًا حول العالم، خلال عام 2019م؛ لتمتد خريطة انتشار المنظمة وتشمل 20 فرعًا في: (نيجيريا - جزر القمر - جنوب أفريقيا - كينيا - تنزانيا - كوت ديفوار - تشاد - مالي - الصومال - الكاميرون - غانا - بروناي - السودان - إندونيسيا - ماليزيا - الهند - باكستان - تايلاند - ليبيا - بريطانيا)، كما قدم أزهريون من دول مختلفة طلبات لتأسيس فروع للمنظمة في دولهم، بالإضافة إلى انتشار فروع لها في 17 محافظة مصرية.

وأنشأ شيخ الأزهر، «مركز حوار الأديان بالأزهر الشريف»؛ ليكون بمثابة انطلاقة جديدة تعتمد الحوار الفكري والديني والحضاري مع أتباع الأديان والحضارات الأخرى سبيلًا للتَّوافق والتَّعايش، وللتأكيد على أنه لا سبيل للتَّعارف والسَّلام إلا بالجلوس على مائدة الحوار، وفتح قنوات اتصال بين مركز الحوار بالأزهر والمراكز المُهتمَّة بالحوار في مختلف دول العالم.

كما تم إنشاء «وحدة بيان» التَّابعة لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية؛ لتفكيك الأفكار المشوِّهة لتعاليم الإسلام، ومجابهةً للفكر اللاديني.

وعمل الأزهر الشريف، على إيفاد «قوافل السَّلام الدولية» إلى العديد من دول العالم بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين؛ لتعزيز السِّلم، ونشر ثقافة التَّسامح والعيش المشترك، وإرسال «البعثات الأزهرية» لأكثر من 80 دولة؛ لنشر العلم الإسلامي الوسطي المُستنير.

وأطلق شيخ الأزهر، «مشروع حوار الشَّرق والغرب»؛ ليكون النَّواة الأساسية لمفهوم التَّعددية والتَّكامل بين الشَّرق والغرب، وكان من أهم فعالياته «الملتقى الأول للشباب المسلم والمسيحي» الذي شارك فيه خمسون شابًّا من مختلف دول العالم.

الدكتور شوقي علام

استغلال العاطفة الدينية

قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن مكافحة التطرف لا تقف عند حدود المؤسسات الدينية، ولكن تشمل كل مؤسسات المجتمع.

وأضاف خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق، ببرنامج «نظرة»، المذاع على قناة صدى البلد، أن قضية التطرف تعد واحدة من أهم القضايا الحيوية وذات الخطر الكبير، حيث إن خطر التطرف يهدد الأمن والنظام العام في المجتمع.

وألمح إلى أن التطرف صوره واسعة وآثاره كثيرة الحدوث في حياتنا اليومية، وهو يحاول بكل وسيلةٍ التوغُّل داخل المجتمعات، ويتخذ أساليب ملتوية مستغلًّا العاطفة الدينية تارة، وتارة أخرى الإشكالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ليصل إلى كافة المواطنين بمستوياتهم المختلفة في المجتمع.

وشدد مفتي الجمهورية على أن مواجهة التطرف إنما تكون ناجعةَ الآثارِ إذا بُنِيَتْ على تشخيص سليم للمرض ومنهج فكري ناظم لإجراءات المواجهة.

الدكتور أسامة الأزهري

فكرة التكفير ظهرت على هيئة بذرة عند حسن البنا

بدوره أشار الدكتور أسامة الأزهري عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، إلى أن حسن البنا ليس أول من يفكر بطريقته التكفيرية، لكن الموجة الأولى كانت في أيام الخوارج، مضيفا: "غاب فكر الخوارج 5 قرون وبدأ مرة أخرى في القرن السابع وعكف أهل ذلك العصر على التفنيد حتى ظهر المودودي وبوكوحرام والقاعدة ووداعش، وبداية فكرة التفكير وإراقة الدماء انطلقت من حسن البنا".

وأكمل: "أمامنا ميدان جدلي كبير وفكرة التكفير ظهرت على هيئة بذرة عند حسن البنا ثم منهج تبنته الجماعات الإرهابية من حسن البنا إلى القاعدة إلى داعش، لافتاً إلى أن العالم واجه أمواج متتالية آمنت بالفكر المتطرف ودعمته وروجت له، على مدار التاريخ، وكل فترة من فترات التاريخ ظهر فيها نفس منهج جماعة الإخوان المحظورة، ونفس طريقة التفكير، وكذلك نفس الخلط بين أصول الدين وفروعه.