10 سنوات من المبعوثين الدبلوماسيين إلى ليبيا|هل تكتب المرأة الحديدية نهاية الخلافات

عين أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، الاثنين، ستيفاني وليامز الدبلوماسية الأمريكية لقيادة جهود الوساطة في ليبيا، بعد استقالة يان كوبيش مبعوثه الخاص، قبل أسابيع فقط من الانتخابات المقررة يوم 24 ديسمبر الجاري في البلد الذي عانى طيلة عشر سنوات.

ومن المقرر أن يتنحى يان كوبيش مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا الجمعة.

وقال يان كوبيش، الذي يتخذ من جنيف مقرا له الشهر الماضي، إن هناك حاجة لأن يكون لكبير المبعوثين مقر في العاصمة الليبية طرابلس، وإنه استقال "لتهيئة الظروف لذلك".

خليفة غسان سلامة 

وكانت ستيفاني وليامز، القائمة بأعمال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا بعد استقالة غسان سلامة في مارس 2020 بسبب الإجهاد، وقبل الموافقة على كوبيش في يناير 2021، ويسرت جهود وجلسات ملتقى الحوار السياسي التي أفضت لتوحيد المؤسسات التنفيذية في ليبيا، والتوجه نحو انتخابات برلمانية ورئاسية بدءاً من نهاية العام الجاري.

وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة في بيان، إن وليامز ستقود "المساعي الحميدة وجهود الوساطة والتواصل مع الأطراف المعنية في ليبيا والإقليمية والدولية لمتابعة تنفيذ مسارات الحوار الليبي الثلاثة - السياسية والأمنية والاقتصادية - ودعم إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا".

واقترح الأمين العام للأمم المتحدة بشكل غير رسمي على نيكولاس كاي، الدبلوماسي البريطاني المخضرم، أن يحل محل يان كوبيش، لكن روسيا قالت إنها لن تدعمه.

الانتخابات على الأبواب ..هل تفي تركيا بوعدها وتسحب المرتزقة من ليبيا؟

انتخابات ليبيا.. موعد مع الحل أم شرارة عنف جديد؟.. الاحتقان السياسي يدفع باتجاه التأجيل أو الإلغاء.. وغموض الأساس القانوني يزيد المشهد تعقيدا

 ويجب أن يوافق مجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة على أي تعيين جديد، غير أن جوتيريش عين وليامز مستشارة خاصة له، الأمر الذي لا يتطلب موافقة المجلس.

ويستعرض موقع "صدى البلد"، أبرز المعلومات عن الدبلوماسية الأمريكية ستيفاني وليامز خلال السطور التالية:

مشوار وليامز الدبلوماسي

حصلت ستيفاني وليامز على شهادة في الاقتصاد والعلاقات الحكومية من جامعة ميريلاند، كوليدج بارك في عام 1987، وماجستير في الدراسات العربية عام 1989 في مركز الدراسات العربية المعاصرة في جامعة جورجتاون، وماجستير في الأمن القومي عام 2008 من الكلية الحربية الوطنية.

وشغلت ستيفاني وليامز مناصب عدة منها: نائب رئيس البعثة الأمريكية في العراق خلال 2016 -2017، وفي الأردن خلال 2013 - 2015، وفي البحرين خلال 2010 - 2013، كما كانت قائمة بالأعمال في السفارة لمدة 10 شهور، وكانت قائمة بالأعمال بالنيابة في سفارة الولايات المتحدة في ليبيا عام 2018.

وعملت ستيفاني وليامز أيضا مستشارة أولى في سوريا وفي السفارات الأمريكية في كل من الإمارات العربية المتحدة والكويت وباكستان، وفي وزارة الخارجية الأمريكية عملت مسؤولة عن مكتب الأردن ونائبة مدير مصر والشؤون المشرقية ومديرة مكتب المغرب العربي.

6 مبعوثين أمميين

وتوافد على ليبيا 6 مبعوثين أمميين، منذ إسقاط "نظام القذافي" في محاولات متتالية لإيجاد سبيل يساعد على إخراج البلاد من حالة الاقتتال والانقسام إلى تسوية عادلة تسهم في إعادة الاستقرار إلى البلد العربي.

ليبيا.. محكمة سبها تلزم المفوضية العليا بإعادة سيف الإسلام القذافي إلى الانتخابات

ليبيا.. مبعوث الأمم المتحدة يشيد باللجنة العسكرية المشتركة

ونرصد من خلال التقرير التالي عدد المبعوثين الأمميين إلى ليبيا منذ اندلاع الأزمة السياسية في البلاد عقب سقوط "نظام القذافي" في 2011:

عبدالإله الخطيب

عين بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة "آنذاك"، عبد الإله الخطيب، وزير الخارجية الأردني الأسبق، مبعوثا لدى ليبيا لإجراء مشاورات عاجلة، عام 2011، وفي وقت كانت الدماء لا تزال ساخنة عقب الانتفاضة التي أسقطت "نظام القذافي"، ولكن لم يستمر في مهمته سوي 4 أشهر. 

إيان مارتن

عٌين إيان مارتن، الدبلوماسي البريطاني، رئيسا للبعثة الأممية لدي ليبيا، وشغل مارتن منصب الأمين العام لمنظمة العفو الدولية وعمل مبعوثا خاصا للأمم المتحدة للتخطيط في فترة ما بعد النزاع في ليبيا.

طارق متري

عقب رحيل مارتن، أوكلت الأمم المتحدة إلى الدكتور طارق متري، السياسي والأكاديمي ووزير الإعلام اللبناني الأسبق، مهمة رئاسة البعثة الأممية لدى ليبيا في أغسطس  2012 واستمرت ولايته قرابة سنتين. ولقد أجرى متري مباحثات مكثفة مع جميع الأطراف في البلاد.

برناردينو ليون 

في أغسطس 2014، تسلم برناردينو ليون، الدبلوماسي الإسباني مهمته الأممية، وساهم في جمع غالبية الأطراف السياسية في البلاد لتوقيع الاتفاق السياسي في منتجع الصخيرات بالمغرب، في نوفمبر 2015، ووصفت الفترة التي تولى فيها ليون عمله بأنها الأصعب بين كل المبعوثين؛ إذ كان الاقتتال وتسلّط الميليشيات المسلحة على أشده، لكنه غادر منصبه تاركاً وراءه حالة من الغضب بسبب ما وصف بالتقسيمات التي أحدثها اتفاق الصخيرات.

مارتن كوبلر

كانت مهمة مارتن كوبلر، المبعوث الأممي التالي إلى ليبيا، محددة، وهي تطبيق اتفاق الصخيرات، لكن الدبلوماسي الألماني، الذي عيّن في الفترة من 17 نوفمبر 2015 إلى 21 من يونيو 2017، أخفق في ذلك على الرغم من تجاربه السابقة في العراق وأفغانستان والكونغو الديمقراطية، وذلك بسبب خلافات الأطراف الليبية التي ساهمت إلى حد كبير في إفشال الاتفاق.

غسان سلامة

يحسب للدكتور غسان سلامة، وهو أكاديمي ووزير لبناني سابق، "عينه الأمين العام للأمم المتحدة في يونيو 2017، ممثلا خاصا له في ليبيا ورئيسا لبعثة الأمم المتحدة خلفا لـ مارتن كوبلر"، أنه أحدث تقدماً ملحوظاً في ملفات المصالحة والحوار بين كثير من الأطراف والقبائل الليبية المتناحرة، كذلك نجح سلامة في إجراء تعديلات على اتفاق الصخيرات، معتمداً على تراكم خبرات سابقة بصفته وزيرا وأستاذا جامعيا.

نيكولاي ملادينوف 

وفي النصف الثاني من شهر ديسمبر 2020، أعطى مجلس الأمن الدولي، الأمين العام للأمم المتحدة الضوء الأخضر لتعيين البلغاري نيكولاي ملادينوف مبعوثا جديدا إلى ليبيا خلفا لغسان سلامة، لكن ملادينوف أبلغ الأمين العام، بأنه سيستقيل ولن يذهب إلى ليبيا.

يان كوبيتش

شغل يان كوبيتش منصب مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا منذ يناير 2021، كما كان ممثل الأمم المتحدة في لبنان منذ عام 2019، قبل أن يكون الممثل الخاص للأمين العام لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)، منذ 5 فبراير 2015 حتى 2018.

وأعلن يان كوبيش، الثلاثاء 23 نوفمبر الماضي، استقالته من منصبه بصورة مفاجئة، لتأتي الاستقالة قبل مرور عام على تعيينه رئيسا لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.

وأوضحت مصادر دبلوماسية، أن يان كوبيش لم يقدم أي سبب رسمي في الوقت الحالي لهذه الاستقالة المفاجئة.

الانتخابات الرئاسية الليبية

ومن المقرر إجراء الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الليبية في 24 ديسمبر الجاري، وتأجيل الانتخابات البرلمانية إلى يناير أو فبراير.