أيام قليلة تفصلنا عن إجراء أهم معركة في ليبيا خلال العشرة سنوات الأخيرة، وهي إجراء الإنتخابات الرئاسية الليبية في موعدها المقرر 24 ديسمبر الجاري،.
واجمعت القوى الدولية والمنظمات الأممية ودول الجوار على ضرورة إجراء الإنتخابات الرئاسية الليبية في موعدها المقرر لانتشال ليبيا من الضياع، ومرور المرحلة الصعبة وإصلاح المسار السياسي.
ويوجد إجماع دولي على معاقبة من يعرقل إجراء العملية الانتخابية يوم 24 ديسمبر الجاري، ومن أجل إجراء الانتخابات في موعدها يشهد الشارع الليبي حالة من التوافق والتكاتف، وعملت المفوضية العليا للانتخابات على توزيع أكثر من مليون بطاقة تصويت كبادرة أولى.
إخراج المرتزقة أولا
وتشدد القوى الدولية على ضرورة إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من أجل إفساح المجال لمن يحكم ليبيا من أجل العمل على حل المشاكل والنزاعات الداخلية وتوحيد الصف الليبي وعودة ليبيا كما كانت في سابق عهدها.
وأكد مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني الليبي خالد المحجوب، أن اجتماعات لجنة (5+5) العسكرية التي عقدت في تركيا مؤخرا، أسفرت عن الاتفاق على سحب المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا.
وقال في منشور على "فيسبوك"، إن "لقاءات اللجنة العسكرية الليبية (5+5) في تركيا، أسفرت عن تأكيد أنقرة موافقتها على إجلاء المرتزقة وإنهاء تواجدها في ليبيا بالتزامن مع خروج باقي المرتزقة بشكل يشمل الجميع من في ليبيا".
وأضاف: "اللقاءات أسفرت على نتائج إيجابية ومشجعة للغاية، تتوافق مع المرحلة الحالية للواقع الليبي"، مشيرا إلى أن "الجانب التركي أكد على إجلاء المرتزقة وتواجده داخل ليبيا، حسب ما يتم تنسيقه من اللجنة العسكرية من تواريخ وجداول زمنية لذلك".
وتابع: "تركيا أكدت اهتمامها وحرصها على استقرار ليبيا والقبول بنتائج الانتخابات مهما كان من سيفوز بها من المرشحين للرئاسة طالما أنها إرادة الشعب، وأنها تتعاون من أجل علاقات متميزة تحترم فيها سيادة ليبيا واستقلالها".
وشدد على رغبة تركيا في العمل على التنسيق والبدء في فتح رحلات مباشرة بين تركيا وبنغازي والتطلع للتعاون التجاري والاقتصادي، وأشاد المحجوب وأعضاء لجنة (5 + 5) بحفاوة الاستقبال وروح التفاهم الذي أبداه الجانب التركي و استعداده لتسهيل عمل اللجنة المشتركة لتنفيذ بنود اتفاقية جنيف للتسوية في ليبيا.
شرط خروج تركيا من ليبيا
وحول حقيقة الموقف التركي عن الخروج من ليبيا قال الدكتور بشير عبد الفتاح، الخبير في الشأن التركي، إن تركيا دائما تربط خروجها بخروج باقي الدول، لتعقيد عملية انسحاب المرتزقة.
وأضاف عبد الفتاح خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن دول وسط وجنوب إفريقيا ودول الصحراء ترفض الاعتراف بوجود مرتزقة داخل ليبيا ولم يستقبلونهم في بلادهم مرة أخرى وهذا أمر يعقد موضوع خروج المرتزقة من ليبيا أيضا.
وأوضح أنه تركيا جادة في انسحبها من ليبيا، وسيكون هذا أفضل لتركيا وليبيا ولدول المنطقة ككل، وعند خروج المرتزقة التركيين تجري الانتخابات الليبية في أجواء أفضل وتعبر ليبيا هذه المحنة،.
وأشار إلى أن العملية الانتخابية تشهد عقبات لم يتم الانتهاء منها، ولكن في النهاية المجتمع الدولي مُصر على أن تجري الانتخابات في موعدها وأن يتم انجاح المسار السياسي داخل ليبيا.
واختتم: مشكلة الانتخابات الليبية بجانب العقبات الدستورية والقوانين التي تنظم الانتخابات، عدم استعداد الليبيين لإجراء انتخابات حرة ديمقراطية تعددية لعدم اعترافهم بحقائق الانتخابات، ولا بد من نجاح الانتخابات وتقبل النتيجة بأي شكل من الأشكال والاحترام والاعتراف بها فهناك تحدي داخلي أكثر منه خارجي داخل المجتمع الليبي.
الانتخابات الرئاسية الليبية
تقدم لخوض الانتخابات الليبية أكثر من 61 مرشحا وفقا لما أوضحه مصدر بالمفوضية العليا للانتخابات بحسب وكالة الأنباء الليبية، وكان أبرزهم:
- عبدالحكيم علي بعيو
- سيف الإسلام معمر القذافي
- اسعد محسن زهيو
- فيضان عياد حمزة
- السنوسي عبدالسلام السنوسي
- محمد أحمد المزوغي
- عبدالله أحمد ناكر
- فتحي حمد بن شتوان
- خليفة بلقاسم حفتر
- عبد الحكيم ضو زامونه