الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من يحمي المصريين من الإسفاف؟ |مهرجان شيماء سقطة تسيء للمجتمع المصري

 يوسف سوستة وشيماء
يوسف سوستة وشيماء

حالة من الجدل الكبير تركها مقطع فيديو قام شاب يدعى يوسف سوستة بتصويره ونشره على موقع الفيديوهات الشهير "يوتيوب" تحت مسمى مهرجان "شيماء".

مهرجان "شيماء" الذي حقق 3 ملايين مشاهدة على "اليوتيوب"، وانتشر كالنار في الهشيم وتم تداوله بكثرة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي وجهت له اتهامات بـ إفساد الذوق العام وافتقاده لأبسط مقومات العمل الفني، وأكد كثيرون أنه تجاوز حد الإسفاف ويسيء للمجتمع.

قليلون رفضوا المبالغة في رد الفعل وقال أن مهرجان "شيماء" يتماشى مع ما نعيشه هذه الأيام من تراجع فني خاصة فيما يقدم من موسيقى وغناء وانتشار ما يسمى بفن المهرجانات، التي يخوض نقيب الموسيقيين الفنان هاني شاكر حربا ضد أصحابها متهما إياهم بإفساد الذوق العام.

واتخذ نقيب الموسيقيين الفنان هاني شاكر، عدد من الإجراءات للتصدي لهذه الظاهرة التي تشوه المجتمع وقرر منع عدد من مطربي المهرجانات من الغناء أو منحهم عضوية نقابة الموسيقيين أو تصريح بالغناء في الحفلات والأماكن العامة.

الأزمة لا تتوقف عن مهرجان "شيماء" أو غيره ولكن هناك حالة من الإعجاب واللهث وراء ما يقدم من أعمال ذات مستوى متدني ومنها على سبيل المثال ما يعرف بالمهرجانات، حيث طالب البعض باتخاذ موقف حاسم وعاجل للحد من ظاهرة إفساد الذوق العام والحفاظ على أخلاقيات المجتمع والتصدي للإسفاف والسفه.

الضبطية القضائية للنقابة

ومن الجهة التشريعية، وافقت لجنة الإعلام بمجلس النواب، خلال آخر اجتماع لها والذي حضره الفنان هاني شاكر، نقيب الموسيقيين، بشكل نهائى، على المادة 70 مكرر من مشروعي القانون المقدم من الحكومة لتعديل بعض أحكام القانون رقم 35 لسنة 1978 في شأن إنشاء نقابات واتحاد نقابات المهن التمثيلية والسينمائية والموسيقية، والتي تضمن الضبطية القضائية للنقابات الفنية.

الخطوة التي يترتب عليها منح سلطة الضبطية القضائية ضد أي شخص يسيء إلي الذوق العام المصري أو ينشر أى عمل فني منافي للآداب العامة وعادات وتقاليد المجتمع المصري.

وتنص المادة 70 كما وافقت عليها اللجنة في اجتماعها: "يصدر وزير العدل بالاتفاق مع النقيب المختص قراراً بتحديد من لهم صفة الضبطية القضائية في تنفيذ أحكام هذا القانون".

واعتبر كل من نقباء النقابات الفنية على رأسهم هاني شاكر نقيب الموسيقيين، وأشرف زكي نقيب الممثلين، أن منحهم الضبطية القضائية بقرار من وزير العدل بمثابة سلاح لهم لمواجهة ما وصفوه بـ«إسفاف المهرجانات»، مؤكدا أن سحب صفة الضبطية القضائية من نقباء النقابات المهنية والفنية سيغل يد النقابات لتنظيم العمل على الساحة الفنية والثقافية والاجتماعية، مشيرًا إلى أن نقابة الموسيقيين لا تزال تعمل على ضبط مراقبة ما يتم تقديمه على الساحة الفنية.

كما وافقت اللجنة على المادة (5 مكرراً) من مشروعي القانون المقدم من الحكومة بشأن تعديل بعض أحكام القانون رقم 35 لسنة 1978 في شأن إنشاء نقابات واتحاد نقابات المهن التمثيلية والسينمائية والموسيقية، والتي تتضمن تغريم 20 ألف جنيه لمن يعمل بدون تصريح بفنون المسرح والسينما.

وتنص المادة على أن يعاقب بغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه ولا تزيد على مائة ألف جنيه كل من خالف أحكام المادة (5) من هذا القانون، وتضاعف الغرامة في حالة العود.

ومن المقرر أن تعرض هذه التعديلات في تقرير للجنة الإعلام، على الجلسة العامة لمجلس النواب، لمناقشتها مرة أخرى قبل إقرارها أو تعديلها.

شيماء وإفساد الذوق العام

ومن جانبه قال الدكتور أحمد مجدي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة، إن الذوق العام يكتسب من الحياة الاجتماعية من خلال الخبرات الحياتية التي يعيشها الفرد في بيئته الاجتماعية.

وتابع مجدي في تصريحات لـ "صدى البلد": لذلك الذوق العام مرتبط بمجموعة القيم التي يكتسبها الإنسان خلال حياته، مشيرا إلى دور الأسرة في تكوين الذوق العام من الطبقة الاجتماعية والنظام الحياتي الذي نعيش فيه والمؤثرات التي نتعرض لها، لذلك السينما له دور في تشكيل الذوق العام والمسرح والفنون بأجمعها.

ولفت أن الذوق العام هو قيمة معينة يزداد كلما ازدادت قيمة الجمال التي يتم نشرها للأفراد في داخل المجتمع منذ الطفولة حتى البلوغ.

وتابع: "عندما تحدث تحولات اجتماعية في المجتمع ويتم سلب القيم الاجتماعية الجمالية والفنية والقيم التي تؤدي إلى التسامح والشفافية والصفاء مع النفس، لذلك من الضروري الحفاظ على استقرار المجتمع وأمنه".

وأكد: لا بد من الارتقاء بالذوق العام من خلال كل الوسائل الفنية والاجتماعية المتاحة والتنظيم، حتى يتحول الذوق العام إلي قيمة يعتاد عليها الإنسان وينظر إليها نظرة جمالية واعتيادية.