يترقب الملايين حول العالم من محبي الحضارة المصرية القديمة افتتاح معرض "مقتنيات رمسيس الذهبية" بمتحف هيوستن لتاريخ الطبيعة والعلوم، بالولايات المتحدة الأمريكية ويستمر لمدة 6 أشهر، ويضم حوالي 181 قطعة أثرية تحكي تاريخ الملك المصري.
ويأتي تنظيم المعرض بمشاركة فنان مصري من خلال تنفيذه العمل الفني المرشد لقاعة المعرض من الذهب الخالص، وهي لوحة «سر رمسيس الذهبي» وهو أيضا بطل الفيلم التسجيلي الصادر عن المتحف للدعاية عن المعرض.
وتواصل «صدى البلد» مع د. أحمد فريد الفنان التشكيلي والممثل المصري الوحيد المشارك، خلال إقامته في الولايات المتحدة، ليروي الأستاذ الجامعي السابق بكلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية تفاصيل مشاركته في المعرض.
فيلم تسجيلي
جاءت مشاركة الفنان احمد فريد في المعرض بطلب من القنصلية المصرية، إذ تم ترشيحه من قبل إدارة المتحف بعد قرار المتحف بتنفيذ حملة ترويجية بشكل مختلف بطلها فنان مصري لتعريف الجمهور بالحداثة المصرية بخلاف الثقافة التاريخية التي يوثقها المعرض، ويقول: "ذلك بسبب معرفة الأمريكان بالجانب التاريخي وعدم معرفتهم بالحداثة الحالية".
وتطلب المتحف أن يكون الفنان بطل الفيلم التسجيلي المروج للمعرض ، متعدد المواهب، ويضيف: "لي جانب تمثيلي وتشكيلي وأكاديمي وبالتالي وقع الاختيار على وأعتبرها فرصة لإظهار هذا الجانب للأمريكان من خلال أعمالي كفنان مصري".
وتم الاتفاق مع المتحف وبدأوا في تنفيذ الفكرة الأولى وهي الفيلم التسجيلي الذي سيتم بثه عبر كل المنصات بهدف تسليط الضوء على الفنان المصري المقيم بولاية تكساس الأمريكية، ويتضمن الفيلم 3 جوانب هامة، منها الجانب الشخصي والتعليمي والإنجازات الفنية من خلال أعماله الفنية.
الثقافة المصرية المعاصرة
وتناول الفيلم أيضا الجانب الآخر وهو أثر علاقاته مع الأمريكان من خلال التعامل اليومي وأثر اقتنائهم أعماله الشخصية وسبب اقتنائها من فنان مصري، ومعرفتهم عن الثقافة المصرية الحالية من خلال الجيل الحالي والفكر الخاص به.
وبعد مشاهدته للفيلم تفاجأ الفنان المصري بردود أفعال الأمريكان وانطباعاته عنه إذ تطرقوا لقاضايا مختلفة لم تخطر في باله مثل تأثير ديانته كـ مسلم على علاقته بهم، واقترح عليهم تنفيذ عمل فني يكون مرشد للزوار خلال زيارة المعرض.
لوحة مرشدة
ويقول في تصريحات خاصة لـ «صدى البلد» : "فكرت في عمل فني بمثابة مفتاح أو مرشد لاستقبال الزوار لقاعة رمسيس وأطلقت عليه – سر رمسيس الذهبي – ويتضمن الرموز المستوحاة من المجموعة الأخيرة التي أعمل حاليا على تنفيذها"، وتوجد اللوحة المرسومة باستخدام رقائق الذهب الخالصة، في المدخل الرئيسي للمتحف لاستقبال الزوار لقاعة لمعرض.
ويتابع عن رسمه للعمل بمقاس: "160 × 160 سم" باستخدام ألوان أكريلك وورق الذهب الخالص، أنه مستوحى من وجه الملك رمسيس، وهي من ضمن المجموعة الخاصة التي يعمل على رسمها حاليا.
"في الرسم التوضيحي في العمل الفني نري الهرم والدوائر و خط افقي و رأسي في المنتصف . ونرى وجه الملك رمسيس في منتصف اللوحة يخرج من الشكل الهرمي وكأنه يعود للحياة مرة أخرى وينظر إلى العالم من نافذة الهرم التي تشع نور حوله ويشكلها الضوء شكل الهرم الأكبر.
رمزية سر رمسيس الذهبي
اعتمد فريد في العمل أيضا على الرمزية باستخدام الطائر الذي يرمز للحرية والسلام ويحمل الوردة التي ترمز إلى الحياة والأمل، ويقول: "وكأن الملك رمسيس يعود مره أخرى ليعطي للعالم الحرية والسلام والحياة"، وفي الجانب الأعلى على يسار العمل الفني نرى إضاءة والتي ترمز إلى الروح وكأن روح الملك رمسيس تضيء النور للعالم .
التوازن بين المربعين والتي تحتوي بداخلهما الطائر من جهة والنور من الجهة الأخري تدل على التوازن بين الروح وبين الحرية والأمل أما الدائرتين يرمزان إلى الشمس والقمر.
ويوضح عن العمل الفني: "نجد في التقاطع بين الدائرتين وجه الملك رمسيس في المنتصف وكأنه نتاج تقاطع الشمس مع القمر.. وكأن الملك رمسيس يعود من العالم الاخر الى العالم الحالي يشع نوره من روحه و يمنح السلام والحرية والأمل للعالم".