ألقى الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية محاضرة بعنوان: "قبول الآخر في فكر الإمام الأشعري وأثره على السلم المجتمعي والتعايش بين الشعوب"، وذلك بمدينة باب الأبواب التاريخية في داغستان، على هامش فعاليات المؤتمر الدولي المنعقد هناك.
المحاضرة التي جاءت تحت مظلة خطة وزارة الأوقاف وتوجيهات الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، ركزت على الإرث الفكري العميق للإمام الأشعري ودوره في إرساء مبادئ الوسطية والاعتدال.
واستهل الأمين العام حديثه بالإشارة إلى رسالة الإمام الأشعري الشهيرة إلى أهل الثغر في باب الأبواب، والتي تمثل نموذجًا حيًّا لدعوة الإسلام للتعايش ونبذ التعصب. كما سلط الضوء على مقولة الإمام الأشعري الخالدة: "ولا نكفر أحدًا من أهل القبلة بذنب ما لم يستحله"، مؤكدًا أنها تعكس جوهر التسامح والاعتدال الذي يحتاجه العالم اليوم.
المحاضرة استعرضت أيضًا التاريخ العريق لمدينة باب الأبواب، التي دخلها الإسلام في عهد الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، على يد الصحابي سراقة بن عمرو، والذي دُفن في المدينة ليصبح رمزًا من رموزها.
كما أُقيم أول مسجد بها في عهد الخليفة عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، ليظل شاهدًا على دور الإسلام في بناء مجتمع متآلف ومتصالح عبر العصور.
وأشار الأمين العام إلى أن المذهب الأشعري يمثل صمام أمان للفكر الوسطي، موضحًا أن الإمام الأشعري ركز على تصحيح الأفكار دون تعصب أو تطرف، وهو ما يجعل من فكره مرجعًا فكريًا وأخلاقيًا يصلح لكل