الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

آلامُ الجبل.. قصيدة للشاعر موسى حوامدة.. خاص

الشاعر موسى حوامدة
الشاعر موسى حوامدة

خص الشاعر الأردني الكبير موسى حوامدة موقع صدى البلد بقصيدة بعنوان "آلامُ الجبل"، من ديوان "جسد هو البحر"، المقرر صدوره خلال الفترة المقبلة عن الهيئة العامة للكتاب، وإلى نص القصيدة:

 

أفكرُ في الوردة 
الوردةُ وهي تموتُ بين يديّ الطبيعة
الوردةُ لا تحزن 

لكنها تذوي وشذاها يملأ الحواس
كيف لي أن أصبح وردةً
فراشةً
قطناً سماوياً 
يضمدُ جراحَ الأسرى
جراحَ المُهانين
آلامَ الجبلِ الرابضِ على مشارف الخليل 
ذاك الجبلُ الذي مررتُ فوقه سنواتٍ طويلةً
وأنا أتعجبُ من انحنائه
للعابرين
وصمته على وقاحة الغرباء

أولئك الذين جاؤوا بغبارٍ أسود
نتفوا أوراقَ الوردة
ورموا تلكَ الفراشات
بفحمٍ أسودَ
ملوثٍ بريش الحمام
ذاك الحمام الذي لم يطرْ فوقَ كتف الجبل
حطَّ بطيئًا باحثًا عن الحَبِّ
ولما رأى العنبَ معصورًا في كؤوس الغرباء
هَدَلَ قليلاً 

وطار عن الشجر..
الشجر... 
الوردة...
الفراشة
البلاد 

وأنا أذوبُ بين يديّ الخطيئة
كما تذوبُ
الحلوى بين يدي الذنوب
أيتها الحلوى
أيتها الوردة

أيتها الجبال
يا عطر القطن الساقط من حقول السماء
آنَ للكمأ أن يرفعَ رأسَه قليلاً نحو الأزرق
آن للغريق أن يمسكَ تلابيبَ الجبل 

ويجرّه إلى شرفة البحر.

 ولأني متعجلٌ نحو الوردة
مستغرقٌ في تفكيكِ أواصر علاقتها بالريح
متشككٌ في قدرة الماء على إحباط رغبتها في الشذى
أسلكُ طريقاً مغايرًا للشذى
أفتح بابًا مواربًا للندى
أمطُّ تاريخَ الإسفنج
وأغفو عندَ يَدِ المعنى.

 

عابرٌ سرابَ الكلمات
مأخوذٌ بجدية الفنار في تحرير الضوء
سابحٌ في فضاء الوردة
في نشيجها
في بكاء أوراقها
وغفلتها الأبدية
في يد الغواية تقتربُ من جسد الوردة
في ابتسامة الطبيبة
في رائحة ملابسها
أكتب للبياض
لقميص الحرية
يا حرية
أنا الوردة
متعددةُ الحَمَاوات
لكني حرةٌ في موتي البطيء

حرةٌ في بث حكمتي للقفار الجريحة.