الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

السيسي وماكرون ..ثقة متبادلة وتعاون لا يتوقف لحل أزمات المنطقة

الرئيسان السيسي وماكرون
الرئيسان السيسي وماكرون

شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، في فعاليات مؤتمر باريس الدولي حول ليبيا، الذي عقد اليوم الجمعة، بالعاصمة الفرنسية باريس، بدعوة من الرئيس إيمانويل ماكرون، وبحضور ومشاركة عدد كبير من الفاعلين الدوليين والمهتمين بالشأن الليبي.

تحركات مصرية وثقة عالمية

وعلى هامش مشاركته بمؤتمر باريس الدولي حول ليبيا، التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي في قصر الأليزيه بباريس مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن اللقاء شهد إجراء مباحثات بين الرئيسين، حيث رحب في مستهلها الرئيس الفرنسي بزيارة الرئيس لباريس، مشيداً بالتطور النوعي في العلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا في كافة المجالات، والتي انعكست في الزيارات المكثفة المتبادلة على أعلى مستوى بين كبار المسئولين بالبلدين.

وأكد ماكرون: "تطلع بلاده لتعظيم التعاون الثنائي خلال الفترة المقبلة وتعزيز التنسيق السياسي وتبادل الرؤى بشأن مختلف الملفات ذات الاهتمام المشترك، خاصةً في ضوء أن مصر تعد أحد أهم شركاء فرنسا بالشرق الأوسط، وما تمثله من ركيزة أساسية للأستقرار والأمن بالمنطقة".

كما أكد الرئيس ماكرون: "حرص فرنسا على دعم الإجراءات الطموحة التى تقوم بها مصر سعياً للنهوض بالاقتصاد وتحقيق التنمية الشاملة، خاصةً من خلال زيادة الاستثمارات ونقل الخبرات والتكنولوجيا وتوطين الصناعة الفرنسية، أخذاً في الاعتبار إشادات المؤسسات الاقتصادية الدولية بأداء الاقتصاد المصري".

مستوى متميز من العلاقات الثانية

ومن جانبه ثمن الرئيس السيسي، المستوى المتميز للعلاقات الثنائية والاستراتيجية بين البلدين في مختلف المجالات، خاصةً على الصعيد السياسي والاقتصادي والتجاري والعسكري، معربا عن الحرص على استمرار التشاور مع الرئيس الفرنسي بشكل دوري، سواء فيما يتعلق بموضوعات التعاون الثنائي وتعميق الشراكة المصرية الفرنسية، أو اتصالاً بالموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

كما أشار الرئيس إلى النتائج المثمرة التي أسفرت عنها الزيارات الرئاسية المتبادلة بين الجانبين، فضلاً عن الزيارة الأخيرة لرئيس مجلس الوزراء إلى فرنسـا في أكتوبر 2021، واجتماعه خلال الزيارة بكبار المسئولين الفرنسيين، وكذا رؤساء ومسئولي كبرى الشركات الفرنسية من مختلف القطاعات لمناقشة مشروعات هذه الشركات في مصر، مؤكداً سيادته عزم الحكومة المصرية على تهيئة الظروف المواتية للشركات الفرنسية لزيادة استثماراتها في مصـر وتذليل أية عقبات قد تواجهها، ومشيداً باتفاقيات التعاون الثنائي التي تم التوقيع عليها بين الجانبين خلال هذه الزيارة.

وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء تناول سبل تعزيز أطر التعاون الثنائية بين البلدين على مختلف الأصعدة، خاصةً في قطاعات السكك الحديدية وتوطين صناعة السيارات الكهربائية وتطوير الموانئ والطيران المدني والطاقة ومعالجة المياه والبنية التحتية والسياحة. كما أشاد الرئيسان بالعلاقات العسـكرية المصـرية الفرنسية، والتي تُعد من أبرز المظاهر التي تميز علاقات البلدين بعد إبرام العديد من صـفقات التسليح الهامة خلال السنوات الأخيرة، مع الإعراب عن التطلع لمواصلة تعزيزها.

التنسيق لتسوية الأزمة في ليبيا

كما تطرقت المباحثات كذلك إلى استعراض سبل تنسيق الجهود مع مصر بشأن تسوية الأزمة فى ليبيا، خاصةً في ضوء انعقاد المؤتمر الدولي حول ليبيا في باريس، وكذا كون مصر من أهم دول الجوار لليبيا، وجهودها الصادقة لدعم المسار السياسي الليبي، من خلال العديد من الفعاليات التي استضافتها مصر مع كافة أطياف الرموز الليبية، وفي إطار مسار التسوية الأممية، حيث تم التوافق حول الاستمرار في تضافر الجهود المشتركة بين مصر وفرنسا سعياً لتسوية الأوضاع في ليبيا على نحو شامل ومتكامل يتناول كافة جوانب الأزمة الليبية، وصولاً إلى انعقاد الانتخابات المرتقبة في ديسمبر 2021، وإخراج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية، بما يساعد على استعادة الأمن والاستقرار في البلاد، ويحافظ على موارد الدولة ومؤسساتها الوطنية بعيداً عن أي تدخلات خارجية.

كما تم التباحث حول الحاجة إلى تعظيم التعاون الثنائي بين البلدين في مجابهة الجماعات الإرهابية على الساحات المحلية والإقليمية والدولية، خاصةً بأفريقيـا، سـواء مـن خـلال دعـم عمليـات حفظ السلام التابعة للأمـم المتحـدة، أو مساندة التحركات الدوليـة في هذا الصـدد، وذلك فـي ظـل تـنـامي وتيـرة التدخلات الأجنبية غير المنسقة التي تؤدي لتعقيد الحلول الرامية لحلحلة أزمة انتشار الجماعات الإرهابية.

وأكد الرئيسان كذلك على أهمية تعزيز التعاون الأورومتوسطي بين مصر والاتحاد الأوروبي، وذلك في ظل المتغيرات ذات الاهتمام المشترك والأزمات الحالية التي تشهدها الساحة الدولية، صحياً وبيئياً واقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، بهدف العمل على تحقيق الاستقرار والنمو لدول المنطقة والدول المجاورة، فضلاً عن تحجيم تدفقات الهجرة غير الشرعية إلى دول حوض البحر المتوسط.

لقاء رئيس المجلس الاوروبي

كما التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، على هامش مشاركته بمؤتمر باريس الدولي حول ليبيا مع شارل ميشيل، رئيس المجلس الأوروبي".

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس أكد مكانة الاتحاد الأوروبي الهامة في إطار السياسة الخارجية لمصر، والتي ترتكز على الاحترام والتقدير المتبادل لخصوصيات كل طرف، ليس فقط لكون الجانب الأوروبي الشريك التجاري الأول لمصر، وإنما في ضوء الروابط المتشعبة التي تجمع بين الجانبين والتحديات المشتركة التي تواجههما على ضفتي المتوسط.

من جانبه؛ ثمن ميشيل العلاقات المتميزة التي تجمع الاتحاد الأوروبي بمصر، مؤكداً في هذا الصدد اهتمام الجانب الأوروبي بتعزيز تلك العلاقات من مختلف أوجهها، خاصةً في ظل الثقل السياسي الذي تتمتع به مصر دولياً وإقليمياً، فضلاً عن كونها همزة الوصل بين العالمين العربي والأوروبي، وكذلك واحة للأمن والاستقرار في المنطقة التي تمر حالياً بمرحلة حرجة من الاضطراب الشديد والتوتر السياسي.

تعزيز الحوار المتبادل بين الطرفين

وأوضح المتحدث الرسمي أن اللقاء تناول استعراض مختلف جوانب العلاقة بين مصر والاتحاد الأوروبي، سواء فيما يتعلق بأبعادها السياسية أو الاقتصادية والتنموية، حيث تم الإعراب عن الارتياح إزاء مجمل التطورات التي يشهدها التعاون المؤسسي بين الجانبين، وتأكيد الحرص على أهمية استمرار التنسيق المشترك وتعزيز الحوار المتبادل في هذا الخصوص لتدعيم علاقات الصداقة بينهما في ضوء المصالح والتحديات المشتركة.

كما تطرق الاجتماع إلى ملف التنسيق بين مصر والاتحاد الأوروبي حول العديد من القضايا الإقليمية الهامة في المحافل الدولية؛ كعملية السلام في الشرق الأوسط، والأوضاع في ليبيا وسوريا واليمن، حيث تم التوافق بشأن ضرورة تعزيز قنوات التشاور بين الجانبين فيما يتعلق بتلك الملفات، كما تلاقت الرؤي ووجهات النظر حول أهمية استمرار العمل على التوصل إلى تسويات سياسية لها حتى يمكن استعادة الاستقرار بالمنطقة وتوفير مستقبل أفضل لشعوبها.

وأضاف المتحدث الرسمي أن ميشيل حرص على الإشادة بجهود مصر في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، مؤكداً تقدير الاتحاد الأوروبي لهذه الجهود في التعامل مع ذلك الملف، الأمر الذي انعكس على وقف حالات الهجرة غير الشرعية من مصر منذ عام 2016.

كما أكد رئيس المجلس الأوروبي أن مصر تعد نموذجاً ناجحاً في المنطقة في هذا الصدد تحت قيادة حاسمة وحكيمة من الرئيس.

دول العالم تقدر الموقف المصري 

من جانبه قال الكاتب الصحفي،  أشرف أبو الهول مدير تحرير جريدة الأهرام، إن جميع الدول تريد أن تحتفظ بعلاقات طيبة مع مصر بعد الدور الكبير الذي تلعبه مصر في حفظ الأمن والاستقرار بالمنطقة.

وأضاف أبو الهول، أن بناء الجمهورية الجديدة والسياسة التي تتبعها مصر بعد التدخل في شئون الغير ودعمها الدائم لمصالح الشعوب، واستقرار الأوطان والوقوف إلى جانب الأشقاء يجذب جميع الدول على التعاون مع مصر.

ولفت أن لقاء الرئيس السيسي مع الرئيس الفرنسي ماكرون تناول سبل تعزيز التعاون بين الجانبين المصري والفرنسي، إضافة إلى مناقشة القضية الليبية والعمل على دعم الاستقرار في البلد الشقيق من خلال نجاح العملية السياسية وإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المحدد.

وأشار: "التجربة المصرية في التعامل مع عدد من الملفات والقضايا وبخاصة الإقليمية يحتذى بها في دعم الاستقرار في المنطقة".

واختتم: "توجد ثقة متبادلة وتعاون لا يتوقف، واتفاق في الرؤى بين الرئيس السيسي ونظيره الفرنسي حول عدد من الملفات المهمة والحلول لأزمات المنطقة".

البيان الختامي لمؤتمر باريس

ومن جانبهم دعا المشاركون في مؤتمر باريس الدولي حول ليبيا إلى احترام خارطة الطريق، التي تنتهي بإجراء انتخابات عامة رئاسية وبرلمانية في 24 ديسمبر المقبل، ملوحين باللجوء إلى مجلس الأمن، لردع الساعين إلى تعطيلها.

جاء ذلك في مسودة البيان الختامي للمؤتمر، حيث نبهت إلى أن "الذين قد يحاولون عرقلة العملية الانتخابية أو تفويضها أو التلاعب بها أو تزويرها سيحاسبون، ويمكن التعامل معهم عبر لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن الدولي".

كما أكدت المسودة ضرورة تنفيذ بنود الخارطة، واحترام الحقوق السياسية والمدنية لليبيين، والمبادئ الديمقراطية والمساواة بينهم جميعا، بما في ذلك رفض خطاب الكراهية أو التحريض أو استخدام العنف في العملية السياسية، والامتناع عن أي أعمال من شانها عرقلة أو تقويض نتيجة الانتخابات والتسليم الديمقراطي للسلطة المنتخبة.

وحثت أصحاب المصلحة والمرشحين الليبين على احترام التزاماتهم تجاه الانتخابات، والالتزام العلني بحقوق الخصوم السياسيين قبل وخلال وبعد الانتخابات، وقبول نتائجها الحرة والنزيهة والشفافة.