الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«تحت الجلد» قصيدة للشاعر محمد هشام

الشاعر محمد هشام
الشاعر محمد هشام

خص الشاعر محمد هشام موقع “صدى البلد” بقصيدة بعنوان « تحت الجلد»، يقول فيها:

تحت الجلد

1
أتملَّاني:
كلُّ نسيج في جسدي يكتمُ سرًّا
يُخفي طُرقاتٍ تركض فيها العرباتُ
وتندقُّ عليها قضبانٌ
كلُّ نسيجٍ لعنة..
...
أُغْوِي أنسجتي 
وأصبُّ لها من قلبي
أسترِقُ السمعَ لسكْرتها حتى تُنبئَني
لكنْ
تبقَى مُبهمةً ومُغَلَّقةَ الأبوابِ عَلَيّْ

2
لا ضَوْءَ ولا حيَّ هنالكَ في الخارجِ
فاقنعْ ببقائكَ: قالت أنسجتي،
ظُلماتكَ تبدأُ من موضع رِجلكَ 
ناسُكَ بصقوا في أُخدودِ الشارع
صنعوا نهرًا
تطفو أَعلاهُ الأجسادُ 
وأسماكُ الله 
وأوراقُ الشعراء 
وصرخاتٌ

هل تحلمُ بالطيران؟
_ظمئتُ
وكُلِّي يتخشَّبُ
وعفاريتٌ تثقبُ رأسي 
وعِصِيُّ الدَّجَّال تطاردها في أطرافي
فتعيثُ بذاكرتي أكثرَ 
وتُفرِّغُ أحشائي
لا تَخرُجُ حتى من قدميّْ

3
لمَ جئتُ؟
سألتُ
وأمسكتُ حديدَ الجسرِ الأخضرِ
-سوفَ تظلُّ.. وتفنى أنسجتي
سيُعيدونَ دِهانَكَ بعد سنينَ،
وينحلُّ كلامي في الأفواهِ سريعًا
ينمو بعناقيدِ الأحرف فِطْرُ النسيانِ

أنا أم أنتَ جديرٌ بالميلادِ 
وبالروحِ وبالأعضاءِ 
وبالتكوين الحيْ؟

4
لا معنًى تحتكَ 
أو خارجكَ
سَميكٌ أنتَ 
وتكسوكَ شُعيْراتٌ لن تمنحكَ الدفءَ
أنا أسبحُ بينكَ والدمِّ
أُخلْخلُ بعضَ فراغاتٍ بينكما
تتَّسعُ لذاتي المطمورةِ
أو حتى إبرِ مضاداتِ الآلام


عليكَ تحدَّرَ مَسْكوبُ الدمعِ
ومنكَ تفجَّرَ مِلحُ الماء
على مَنْ فيكَ تنزَّلَ مَنْطوقٌ كالشهوةِ والسُّمِّ معًا

لا معنًى..
لا أبصرُني..
الجلدُ يحاصرني..
تنعقدُ الأغلالُ
خواءٌ
من؟ ومتى؟ كيفَ؟ إلى أين؟
..
أنا لا أدري