أعلنت خلية الإعلام الأمني في العراق، الأحد، تعرض رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لمحاولة اغتيال فاشلة.
وقالت إن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة بواسطة طائرة مسيرة مفخخة.
من جانبه تعهد رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، بملاحقة من تورطوا في محاولة اغتياله، بالعاصمة بغداد، قائلا إن من ضلعوا في العملية «معروفون وسيجري كشفهم».
وقال الكاظمي خلال جلسة استثنائية لمجلس الوزراء العراقي، إن يد العدالة ستصل أيضا إلى قتلة العقيد نبراس فرمان، ضابط جهاز المخابرات الوطني العراقي، الذي اغتالته الميليشيات في يونيو الماضي.
عملية ابتزاز للنظام
وفي هذا الصدد قال الباحث في الشأن العراقي، الدكتور محمود جابر، إن الفريق الخاسر في الانتخابات البرلمانية العراقية وأغلبهم من الأحزاب المحسوبة على إيران، والتي توعدت بالطعن أو بالضغط على السلطة السياسية لإعادة الانتخابات في محاولة لابتزاز النظام.
وتابع جابر في تصريحات لـ«صدى البلد»، أن تجمع هذه الأحزاب في صور مسلحة عن طريق مليشياتها على أبواب المنطقة الحكومية في بغداد والتي تعرف بالمنطقة الخضراء وما كان من تلك المليشيات إلا إن حاولت اقتحامها بالقوة نهار الجمعة مستخدمين أسلحة خفيفة وهاون وحدث صدام بينها وبين القوات الأمنية الحكومية التي تصدت لمحاولة دخولهم وسقط في هذه المواجهات جرحى من الجانبين وقتلى.
وأوضح أن المليشيات توعدت بالقصاص من القوات الأمنية ومن الحكومة وهذا ما صرح به مؤسس مليشيات عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، وأنه سوف يثأر ممن قتلوا رجاله والمعتصمين، وهذا ما صرحت به العديد من قيادات المليشيات المعتصمة أيضا والتي حاولت اقتحام المنطقة الحكومية فى بغداد - المنطقة الخضراء.
ولفت: «بالفعل الجميع في العراق وكل الخبراء كانوا يدركون أن هذه الميليشيات لن تسكت على ما حدث وبناء عليه جاءت محاولة اغتيال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي أثناء تفقده للحالة الأمنية ومدى جهوزية القوات الأمنية التي تقوم بدورها فى حماية المنشآت.
جريمة واضحة المعالم
ولفت الخبير في الشأن العراقي: «نحن أمام جريمة واضحة المعالم وهي جريمة الانقلاب على النظام بعد أن منيت هذه الأحزاب بالخسارة البالغة، وهم يرفعون شعارا إما أن نحكمكم أو نقتلكم وقد وجدنا ذلك في العديد من البلدان التي تحكمها تلك المليشيات والعراق ليس بحالة غريبة من هذا الواقع المأزوم وتقف وراء هذه الأفعال المليشيات العسكرية الولائية - وهو مصطلح للدلالة على المليشيات الإيرانية».
واختتم: «ما تقوم به هذه القوات أو المليشيات لن يؤثر على طريق العراق العازم شعبا وحكومة وقوى سياسية على الخروج من هذا المأزق ومن فوضى السلاح وضعف الدولة ولعل حادث محاولة الاغتيال هذا يضع حدا لشيوع وانتشار السلاح ويضع حدا لتلك المليشيات والتدخلات الإيرانية في العراق، والأمر لن يمر بسهولة وفي النهاية سوف تستعيد الدولة العراقية ذاتها وقوتها قريباً».
المسؤول عن المحاولة
ومن جانبه قال الكاتب الصحفي والباحث السياسي، أكرم ألفي، إن محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي تجعلنا نطرح سؤالا: «من يقف وراء تلك المحاولة الفاشلة؟»، متابعا: «الإجابة يكشف عنها الوضع السياسي في العراقي وما حدث بعد الانتخابات وما تقوم به الفصائل الموالية لإيران وحزب الله».
وأوضح ألفي في تصريحات لـ «صدى البلد»، أن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، تعرض بعد الانتخابات لهجوم شرس مسلح، مردفا: «الوضع داخل الدولة العراقية يجعلنا ندرك جيدا أن أحد الفصائل المسلحة والموالية لإيران والمرجح أنها مجموعات من حزب الله سببا في محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي؛ لأن حزب الأكثر تشددا».
وتابع: «الطائرات المسيرة متوفرة لدى عدد من الكتائب المسلحة الموالية لإيران»، مؤكدا: «لن يعود العراق إلى الفوضى مرة أخرى وما حدث هو محاولة لفرض أمر بالسلاح على السياسيين العراقيين».
واختتم: أن العراق ذاهب إلى مرحلة صراع سياسي محتدم، ولن يتوافر الاستقرار السياسي إلا بالتوافق الداخلي وفي نفس الوقت تراجع التدخل الخارجي في شئون العراق وخاصة من إيران.
دور المليشيات الإيرانية
ومن جانب آخر قال رئيس مركز الأمصار للدراسات الاستراتيجية والأمنية، الدكتور رائد العزاوي،أن المليشيات المسلحة الموالية لإيران هي من وقفت وراء عملية اغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بطائرة مفخخة مسيرة، مؤكدا: «هي حالة مقلقة وهناك استنكار دولي عالمي ومنها الدولة المصرية».
وأوضح العزاوي في تصريحات لـ«صدى البلد»، أن العراق لن يذهب إلى الفوضى بل يسير نحو تشكيل حكومة أغلبية، وأن تأجيل الوضع يؤدي إلى مشاكل كبيرة، مشددا: «هي محاولة فاشلة تحاول زعزعة الأمن والاستقرار في العراق والتدخل في أموره الداخلية».
واختتم: «ما حدث محاولة بائسة لن تؤدي إلى نتيجة، ويجب على إيران أن توقف تدخلها في المشهد العراقي، ومحاولة الاغتيال هي إرهابية، والعراق لن يخضع وسيظل دائما قوي».
3 طائرات مسيرة
ونجا مصطفى الكاظمي من محاولة اغتيال بواسطة 3 طائرات مسيرة مفخخة استهدفت منزله في ساعة مبكرة من صباح الأحد، في واقعة هزت المنطقة.
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية «فرانس برس»، إن صاروخا سقط على منزل رئيس الوزراء العراقي بدون أن يصاب بأذى.
بينما وردت أنباء عن وقوع إصابات في صفوف أفراد حماية منزل الكاظمي في العاصمة بغداد، وسط انتشار مكثف لجهاز مكافحة الإرهاب داخل المنطقة الخضراء في بغداد.
وشهد محيط المنطقة الخضراء، الجمعة الماضية، صدامات بين متظاهرين معترضين على نتائج الانتخابات الأخيرة وقوات الأمن، أدت إلى سقوط العشرات من الجرحى من كلا الجانبين.