EN
الفول النابت .. من أقدم الأكلات المصرية التى انتشرت بين جميع الطوائف وارتبطت بالعديد من الطقوس الدينية بين المسلمين والمسحيين وكانت الطعام الرئيسي لمن يعانون من نزلات البرد الشديدة.
وبالرغم من أن الفول النابت كان في السنوات الأخيرة طعام الفقراء إلا أنه في نشأته كان طعام الملوك بل كان قاصرا عليهم ولا يتناوله إلا الأثرياء وملوك الفراعنة وممنوع على الفقراء نظرا لقيمته الثمينة وفوائده الصحية العديدة.
فكان يعتقد الفراعنة أن الفول النابت والحبوب النابتة بصفة عامة تحتوى على فوائد صحية وقيمة غذائية أعلى بكثير من اللحوم المختلفة لذا فكان لايقدر على توفيره الفقراء ولكن مع تطور الحياة وتغيرها بدأت تتغير عادات المصريين شيئا فشيئا وحلت أطعمة أخرى بدلا من الفول النابت حتى استغنى عنه الأثرياء تماما وأصبح متوفرا بكميات وفيره وسعره فى متناول يد الجميع مما جعل الفقراء ويقبلون على تناوله حتى تحول فى إحدى الفترات إلى أحد الأطعمة الرئيسية عند الطبقة البسيطة ثم بدأت تحل أطعمة أخرى بدلا منه حتى أصبح الفول النابت فى طريقه للاندثار والاختفاء فنادرا ما يتم إعداده فى المنزل ولايعرفه الكثير من الشباب والأطفال.
وفي فترة ازدهار الفول النابت في مصر ارتبط بالعديد من الطقوس الدينية المسلمة والمسيحية، فبالرغم من اختلاف الديانتين إلا أن بسبب تقديس المصريين للفول النابت وأهميته قاموا بدمجه فى عاداتهم الدينية وربطه بها.
كان المسلمون يتناولون الفول النابت في الموالد وعند زيارة ال البيت ويستخدمونه كأحد الأطعمة التى يتم توزيعها على المارة لتلبية "الندر" وهو وعد يقطعه أحد الأشخاص على نفسه بأن يقوم بتوزيع الطعام أو اى شئ اخر مجانا عندما تتحقق أمنية صعبة أو مستحيلة مثل شفاء مريض.
أما المسيحين فكانوا يعتمدون عليه بشكل أساسي أثناء فترات الصيام التى تستلزم الابتعاد عن البروتين الحيواني والاكتفاء بالبروتين النباتي لأنه غني بالعناصر الغذائية التى تعوض الجسم عن اللحوم بقدر كبير، وكان الفول النابت الطعام الرئيسي للمسيحين خلال الصوم الكبير.
وأثبتت الأبحاث والدراسات العلمية الحديثة أن الحبوب التى يتم نقعها وتنبيتها من أكثر الأطعمة الصحية والمفيدة على الإطلاق وتحتوى على ضعف القيمة الغذائية الموجودة فى الحبوب العادية ويساعد الفول النابت فى علاج بعض الأمراض والوقاية منها مثل البرد والفيروسات الصدرية والسمنة والضعف والاجهاد العام وضعف التركيز ومرض السكري والقلب وأمراض الأعصاب هذا بالإضافة إلى تقوية المناعة، كما ينصح الأطباء بتناول شوربة الفول النابت للمرضى عند الإصابة بفيروس كورونا المستجد.
وطريقة عمل الفول النابت بطريقة بسيطة جدا حيث يتم نقع الفول في الماء على الأقل يوم حتى يبدأ فى التنبيت واخراج ساق أبيض ويتم تغيير الماء كل 5 أو 6 ساعات حتى لا تتكون رائحة كريهة، وبعد ذلك يصفى الفول من الماء مع الحرص على الحفاظ على السيقان البيضاء الصغيرة " النبت" وتوضع فى حلة كبيرة ويتم سكب الماء عليها وتغلى جيدا ويضاف لها القليل من الملح وعند التقديم يضاف الليمون والكمون ويمكن وضع القليل من الشطة "حسب الرغبة" كما أن البعض يحب تناولها مثل الفتة ويقوم بتقطيع العيش فيها.
