خبير تربوي: كاميرات المراقبة في المدارس تساعد على منع السلوكيات الخاطئة قبل حدوثها
.. وآخر يطالب أولياء الأمور بتوعية أبنائهم بأساليب التحرش وكيفية تجنبه
سامية خضر: حديث الآباء والأمهات مع أطفالهم عن التحرش أمر مهم
أكدت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، والخبير التربوي، أن حديث الآباء والأمهات مع أطفالهم عن التحرش أمر في غاية الأهمية، خاصة عندما يبلغون العام السادس ويبدأون في استيعاب مثل هذه الأمور.
وأوضحت الخبيرة التربوية، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن الخطوة الأولى تبدأ بالحديث مع الأطفال عن الخصوصية، مضيفة: "يجب أن يدرك الصغير أن جسده ملكه فقط لا ينبغي لغيره لمسه حتى لو كانوا أصدقاءه أو أقاربه والتأكيد على أن مثل هذه الأمور ممنوعة تماماً".
وشددت أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، على ضرورة ترسيخ مبدأ خصوصية الجسد عند الطفل منذ نشأته باعتبارها تندرج تحت باب احترام الذات، موضحة أن أولى خطوات حماية الصغير لنفسه التفرقة بين النظرة الطيبة والشريرة.
وتابعت: "التفريق بين النظرتين تساعد الطفل على تخمين من يريد إيذاءه واستغلاله ممن يكنّ له الخير، وأيضاً من الضروري التنبيه على الأبناء بعدم الجلوس ملاصقين لأحد أو على أقدامهم مهما بلغت درجة القرابة، وترك مسافة ذراع بينهما لأن مثل هذه التصرفات تفتح باب تعود الطفل على لمس الآخرين لجسده".
وصرحت الدكتورة سامية خضر بضرورة تشجيع الوالدين لأطفالهم على الحديث وإبداء التفهم والتصديق، معتبرة أن ردودا مثل "مستحيل فلان يفعل ذلك" أو "أنت أسأت فهم فلان" من أكبر أخطاء الأمهات والآباء وتقود الصغار للصمت وبالتالي الوقوع فريسة سهلة للمتحرشين.
وأعلنت أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن دور الوالدين تقوية أطفالهم نفسياً وتشجيعهم على الإفصاح عما يتعرضون له وتصديقهم، وهذا يدفعهم للدفاع عن حقوقهم وينشأ الصغير متمتعاً بهذه الخصلة المهمة، مشددة على ضرورة تلقين الطفل كيفية التصرف حال وجوده مع شخص بمفرده في غرفة واحدة، موضحة أن أهم خطوة ترك الباب مفتوحاً وفي حال أصر الطرف الآخر على غلقه يجب أن يستغيث الطفل ويصرخ.
ولفتت الخبيرة المختصة إلى أهمية مشاهدة الأطفال للبرامج التوعوية المتخصصة التي تنجح في إيصال المعلومات بسهولة وإتقان لا تتوفر عند الوالدين أحياناً، فضلاً عن أهمية دور المدرسة في توعية الأطفال بأساليب التحرش وكيفية تجنبه.
ومن جانبه أكد الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي وأستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، أن هناك قوانين دولية تمنع العنف لكنها قوانين قد تصطدم بالثقافة المجتمعية، وهناك فروق بين القوانين وتنفيذ تلك القوانين ، كما لابد من مراعاة دور الأسرة وتدريب المدرسين على معالجة مشكلات التحرش في المدارس.
وأوضح أستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن الخجل من مناقشة تلك القضايا قد تناقص بعد ارتفاع الوعى فلابد من رفع الوعى بين الطلبة بطرق مواجهة التحرش وتفعيل القوانين الموضوعة لمعاقبة المتحرشين وعلى وسائل الاعلام ان تقوم بدورها فى توعية المجتمع بتلك القضية.
وطالب الخبير التربوي، بضرورة عقد ندوات فى المدارس وتنظيم ورش عمل لتوعية الطلاب في المدارس وتدريبهن على اساليب مكافحة التحرش ومؤكدًا حرص الأم علي توعية ابنائها بعدم السماح لأحد بملامستها او مشاهدة جسدها.
وقال الدكتور حسن شحاتة، إنه لابد من مراقبة برامج الأطفال خاصة "الكرتون" ولابد من وجود حصص للتربية الأخلاقية بالمدارس، كذلك لابد من مراعاة طبيعة المجتمع والتكتم في معالجة مشكلات التحرش الجنسي، لأن المجاهرة بها قد يؤدى لوجود وصمة لعائلات الأطفال يتضرر منها المجتمع كله.
ووجه الخبير التربوي، بعض النصائح للآباء في حالة تعرض طفلهم لتلك الحادثة ومنها التحدث مع الطفل منفردًا، وإعطائه الأمان، والاطمئنان، الاستماع الجيد للطفل، دون انفعال حتى لا يشعر بالخوف أو الحرج، الكشف عن الطفل للتأكد من عدم حدوث اغتصاب، توعية الطفل بالمناطق الحساسة في الجسد، وعدم السماح للآخرين بملامستها، وعدم الذهاب، أو اللعب، مع الغرباء.
ومن جانب آخر وصف الدكتور تامر شوقي الخبير التربوي، أستاذ علم النفس التربوي بكلية التربية جامعة عين شمس، وقائع التحرش التي تقع بالمدارس والجامعات، بقمة الانحدار الثقافي الذي نعاني منه، مشيراً إلى أننا نحتاج رفع ثقافة المجتمع، مؤكداً أننا أمام انحدار ثقافي رهيب يحمل في طياته انحدارا قيميا وأخلاقيا وسلوكيا وازدواجية دينية.
وأكد أستاذ علم النفس التربوي بكلية التربية جامعة عين شمس، أن هناك بعض العلامات تظهر على الطفل، في حالة تعرضه لتلك الحادثة لكنها تحتاج إلى ملاحظة دقيقة، منها الانطواء، وعدم الرغبة في التحدث مع الآخرين، والشعور بالحزن، والخوف المستمر، وحدوث اضطرابات في الأكل، والنوم، وعدم الرغبة في الذهاب إلى المكان التي حدث في تلك الحادثة.
وتابع الدكتور تامر شوقي: "من وجهة نظري التعليم لا علاقة له بالثقافة"، مشدداً على أنه لابد من عمل تقييمات نفسية للراغبين في العمل قبل استلام الوظيفة وقبل كل ترقية.
وأشار الخبير التربوي إلى أنه على الأمهات عدم ترك الأطفال مع أشخاص غرباء لوقت طويل، وذلك لأن المعتدي يمكن أن يعيد فعلته، خاصة إذا كان قد هدد الطفل وأشعره بالخوف.
وقال أستاذ علم النفس التربوي بكلية التربية جامعة عين شمس، إن كاميرات المراقبة في المدارس أصبحت من الضروريات، حيث تساعد على إجهاض السلوكيات الخاطئة داخل المدارس قبل حدوثها.
وصرح “شوقي” بأن المتجاوز في حالة وجود كاميرات سيشعر بالقلق يفر خوفا من تسجيل جريمته، مشيرا إلى انتشار سلوكيات خاطئة من تحرش بالطلاب والطالبات وكذلك ظاهرة العنف بين الطلاب الامر الذي يحتاج لمراقبة.
وأوضح أن تركيب الكاميرات يعتبر إجراءً وقائيا لمنع وقوع الحوادث، ويعزز الأمن للطالب والمعلم، لافتا إلى أن المدارس من أحوج الأماكن لضبط الأمور بها والحفاظ علي الطلاب جسديا ونفسيا.
جدير بالذكر، أنَّ وزارة التربية والتعليم، أجرت تعديلات على لائحة الانضباط المدرسي المحددة لحقوق وواجبات المعلم وإدارة المدرسة تجاه الطلاب، وكذلك مهام الطلاب وأولياء أمورهم تجاه المعلم والمدرسة، والصادرة بالقرار الوزاري رقم 179 لسنة 2015، وذلك لمواجهة التحرش بالمدارس، حيث تمّت إضافة مخالفات جديدة قد يرتكبها الطالب أو المعلم وعقوبة الفعل بهدف استقرار الدراسة وحصول الطالب على حقوقه وأيضًا التزامه بواجباته تجاه مدرسته.