الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

التحذيرات الأممية تتوالى.. أفغانستان على مشارف المجاعة في الشتاء.. وطالبان تدفع أجور العاملين قمحًا

امرأة أفغانية
امرأة أفغانية

في الوقت الذي تشهد فيه أفغانستان أوضاعًا سيئة بعد سيطرة حركة طالبان عليها، ما أدى إلى تفاقم الفقر والجفاف وانقطاع الكهرباء وتعطل النظام الاقتصادي، أطلق برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، اليوم الاثنين، تحذيرًا جديدًا من أن ملايين الأفغان سيعانون من انعدام الأمن الغذائي والمجاعة هذا الشتاء، إذا لم يتم التحرك واتخاذ إجراءات عاجلة.

وحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، قال برنامج الأغذية العالمي إن أكثر من نصف السكان - حوالي 22.8 مليون شخص - يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بينما يواجه 3.2 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد.

وقال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي: "أزمة أفغانستان الآن من بين أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إن لم تكن أسوأها"، مضيفًا: "نحن في العد التنازلي لكارثة".

ولفت "هذا الشتاء، سيضطر ملايين الأفغان إلى الاختيار بين الهجرة والمجاعة ما لم نتمكن من زيادة مساعدتنا المنقذة للحياة".

وسقطت أفغانستان في أيدي حركة طالبان في أغسطس الماضي، بعد أن سحبت الولايات المتحدة آخر جنودها المتبقين بالبلاد واكتسح المسلحون كابول لاستعادة السيطرة على الدولة.

وأدت سيطرة طالبان إلى إضعاف الاقتصاد الهش بالفعل الذي كان يعتمد بشدة على المساعدات الخارجية. وعلقت القوى الغربية المساعدات كما أوقف البنك الدولي وصندوق النقد الدولي مدفوعات المساعدات.

وتعتمد أفغانستان على المساعدات، إذ يأتي 10٪ أو أكثر من ناتجها المحلي الإجمالي من المساعدات الخارجية، وحسب البنك الدولي، كان حوالي 40 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي للدولة من مساعدات دولية.

ووفقًا لـ"بي بي سي"، فأصبح الكثير من المواطنين الأفغان يبيعون ممتلكاتهم لشراء الطعام، خاصة وسط منع الدول الغربية حكومة طالبان الجديدة من الوصول إلى الأصول المجمدة، حيث تقوم الدول بتقييم كيفية التعامل مع الحركة، مما يعني حجب رواتب موظفي الخدمة المدنية والعاملين الآخرين.

وقال مدرس في هراة: "تلقيت راتبي منذ أكثر من 5 أشهر.. الحياة صعبة.. نبيع كل ما لدينا في المنزل.. نبيع حيواناتنا ونقطع أشجارنا لبيع الأخشاب من أجل الحصول على الأموال".

فيما روى رجل في قندهار الوضع المأساوي قائلًا: "الناس هنا فقراء.. أمس رأيت امرأة كانت تجمع بقايا الطعام من حاويات القمامة أمام الفندق المحلي فسألتها عن سبب قيامها بذلك لترد أنها ليس لديها أي حل آخر.. وكانت تحاول العثور على طعام من أجل أطفالها".

ونظرًا لأن أفغانستان أصبحت على مشارف شتاء قاس، فخرج برنامج الغذاء العالمي بتحذير من أن هذه الأوضاع تهدد بمزيد من العزلة للأفغان الذين يعتمدون على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.

وقالت المنظمة إنه ولأول مرة في أفغانستان، يعاني سكان الحضر من انعدام الأمن الغذائي بمعدلات مماثلة لسكان الريف".

وأضافت أنه "من المُلِح أن نتصرف بكفاءة وفعالية لتسريع توصيل المساعدات إلى أفغانستان وتوسيع نطاقها قبل أن يحاصر الشتاء جزءًا كبيرًا من البلاد".

من جانبها، أطلقت حكومة طالبان الأفغانية المؤقتة برنامجا لمكافحة الجوع والبطالة، إذ عرضت آلاف الوظائف المخصصة للعاطلين عن العمل مقابل القمح.

وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد خلال مؤتمر صحفي في جنوب كابول إن البرنامج سيتم تعميمه في مدن أفغانستان الرئيسية وبلداتها ويسمح بتوفير العمل لنحو 40 ألف شخص في العاصمة وحدها.

وأضاف مجاهد: "هذه خطوة مهمة لمكافحة البطالة"، داعيًا من يتم توظيفهم إلى لعمل بكد وتعب.

ولن تدفع طالبان المال كأجور للعمال بموجب برنامج الغذاء مقابل العمل الذي يستهدف في الوقت الراهن العاطلين عن العمل والأكثر عرضة لخطر المجاعة خلال الشتاء.

إلا أن البرنامج المطلق يستمر نحو شهرين، وسيشهد توزيع 11.600 طن من القمح في العاصمة كابول، منها نحو 55 ألف طن مخصصة لمناطق أخرى في البلاد، بما في ذلك هراة وجلال آباد وقندهار ومزار شريف.

وستكون مهمة العمال في كابول حفر قنوات مياه وإقامة مدرجات لجمع الثلوج في التلال لمكافحة الجفاف.

وفي سبتمبر الماضي، قال برنامج الأغذية العالمي إن 5 % فقط من العائلات الأفغانية لديها ما يكفي من الطعام كل يوم، وهذا يعكس الكارثة التي تواجه البلاد، خاصة مع ارتفاع أسعار المكونات الأساسية مثل زيت الطهي والقمح بشكل كبير.

وفي أكتوبر، حذرت المنظمة من أن مليون طفل معرضون لخطر الموت من سوء التغذية الحاد.

من جانبه، أعلن دبلوماسي روسي رفيع المستوى أن بلاده بصدد تقديم شحنة من المساعدات الإنسانية لأفغانستان، مطالبًا الدول الغربية بالإفراج عن الأصول الأفغانية المجمدة لديها.

وحسب قناة "روسيا اليوم"، قال ضمير كابولوف المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى أفغانستان، في مؤتمر صحفي اليوم الاثنين: "بموجب مرسوم رئاسي، يجري الإعداد لعملية إنسانية أخرى لتقديم المساعدة الطارئة للشعب الأفغاني. وتقوم وزارتا الدفاع والطوارئ بالتحضير لرحلات جوية ينفذها طيران النقل".

وأضاف: "هذا العمل جار على قدم وساق. لست مستعدا للإعلان عن الموعد المحدد لكن حسب تقيدري سيحدث ذلك في غضون الأيام القليلة القادمة".

وأوضح أن الشحنة تتكون من المواد الغذائية والأدوية، مشيرا إلى أن احتياجات سكان كابل كبيرة جدا، ولكن في الوقت الحالي يجري إرسال المواد ذات الأولوية".

ووصف كابولوف استمرار الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في تجميد الأصول الأفغانية بأنه مثير للاستياء وطالب بالإفراج عنها، مؤكدا عزم روسيا على العمل من أجل تحقيق هذه الهدف.

وقال: "من أصل 9.5 مليار دولار من ممتلكات الدولة الأفغانية، تم تجميد أكثر من 8 مليارات في الولايات المتحدة، و 1.5 مليار آخر مجمدة في أوروبا. هذا أمر شائن للغاية، ويجب الإفراج عن هذه الأصول".

وأضاف: "أولئك في واشنطن الذين يتحدثون عن اهتمامهم برفاهية الشعب الأفغاني هم منافقون، لأن طالبان الآن بحاجة ماسة إلى 300 مليون دولار فقط لسداد متأخرات الأجور لموظفي القطاع العام، فهل يعاقبون الحكومة الأفغانية أم الشعب؟ من الواضح أن المتضرر هو الشعب".