الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ماري أنطوانيت |228 عاما على رحيل سيدة القصر عدوة الفرنسييين

أرشيفية
أرشيفية

تحل اليوم السبت 16 أكتوبر الذكري 228 على إعدام ماري أنطوانيت ملكة فرنسا وزوجة الملك لويس السادس عشر ووالدة الأمير الصغير لويس السابع عشر والأميرة ماريا تريزا.

ولدت ماري أنطوانيت في هامبورغ بفيينا في الثاني من نوفمبر عام 1755، وهي الابنة القبل الأخيرة من الستة عشر أبناء ماريا تيريزا من النمسا وفرانشسكو ستيفانوا من لورين، إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة.

وانتقلت ماري أنطوانيت إلى فرنسا، حيث تزوجت الملكة الصغيرة من الملك لويس السادس عشر وهي في الرابعة عشر من عمرها وكان هو في الخامسة عشرة من عمره.

جميلة وذكية ومتهورة

كانت الملكة الصغيرة جميلة وذكية ومتهورة، وقد ملَت الشكليات الرسمية لحياة البلاط، لذا اتجهت إلى الترويح عن نفسها بالملذّات، مثل: الحفلات الفاخرة والتمثيليات المسرحية وسباقات الخيول والمقامرة.

وكان ينقص ماري أنطوانيت التعليم الجيد، ولم تكن تُعط الأمور الجادة إلا القليل من الاهتمام، ولم تتردد في عزل وزراء فرنسا الذين هددت جهودهم ملذاتها عن طريق خفض النفقات الملكية.

وأصبحت ماري أنطوانيت مكروهة جدًا، وقد تم تأنيبها على فساد البلاط الفرنسي، إذ أنها كانت تُسرف في إغداق الأموال على محاسيب البلاط ولم تعط أي اهتمام للأزمة المالية بفرنسا.

وأصابت المآسي ماري مرتين في العام 1789، حيث توفي ابنها الأكبر وبدأت الثورة الفرنسية، وقد فقد زوجها ـ ضعيف الإرادة ـ حكمه للبلاد تدريجيا، ولكن ماري واجهت المخاطر بشجاعة، وحاولت أن تُقوي من إرادة الملك لويس، ولكنها زادت من غضب الشعب بسبب معارضتها العنيدة للتغييرات الثورية.

وقام الملك ـ الذي كان يعمل بنصيحة ماري أنطوانيت ـ بحشد الجنود حول فرساي مرتين في عام 1789م، ولكن أعقب المرتين العنف، وأصبحت السلطة الملكية أضعف، حيث أنه في المرة الثانية ـ في أوائل أكتوبر 1789م ـ اتجهت الجماهير الباريسية الجائعة البائسة في مسيرة إلى فرساي وأجبرت العائلة الملكية على الانتقال إلى قصر تويلري بباريس، ومنذ ذلك الحين أصبح لويس وماري سجينين بالفعل.

وكانت ماري أنطوانيت ذات شخصية كاريزمية وكانت هي الحاكمة الفعلية للدولة لأن زوجها الملك لويس السادس عشر كان ضعيف الشخصية، متردد غير متوازن، مما أفسح المجال لها للتسيد وأن تكون صاحبة الكلمة العليا في فرنسا قبل الثورة الفرنسية، لا هم لها سوى الترف والسلطة والفخر بقوميتها الألمانية وبأسرتها النمساوية الملكية.

قوية تحتمل وتصبر

وكانت ماري أنطوانيت ملكة قوية تحتمل وتصبر وكانت أما حنونا تشعر بأبنائها، وكانت ملكة ذات عز وبأس وقوة، وفي السجن، تحول شعرها الجميل إلى شعر أبيض متجعد وقام حراس السجن بقص شعرها وإلباسها ملابس رديئة ونتنة، وفي أثناء جلسة محاكمتها اتهموها بالقسوة على ابنها فسألها القاضي لماذا كنتي تقسين على ابنك؟ فقالت: «لن أُجيب لأنه سؤال لا يُسأل لأم، فصفقت لها كل الأمهات في المجلس، وظنت ماري أن الأمر سيقلب لمصلحتها إلا أنه صدر الحكم عليها بالإعدام بالمقصلة، وعندما كانت تسير لمنصة الإعدام كانت تمشي بكل فخر واعتزاز وكأنها تمشي إلى قصرها المحاط بالحدائق».

وأفسدت مربيتها الكونتيسة برانديس، تربيتها مانحة لها كل شئ قليل، خاصة الحب الأموي، وكانت تقدم لها التعليم الدينى والأخلاقى الذي كانت تتطلبه كل أرشودقية، ولإرضاء الطفلة كانت تقلل ساعات الدراسة في الكتب حتى أنها في سن الثانية عشر لم تكن ماريا تعلم القراءة ولا حتى تتحدث بشكل سليم لا الفرنسية ولا الألمانية. 

وكانت اللغة الوحيدة التي تتحدثها ماري أنطوانيت بأناقة هي اللغة الإيطالية.

وكان لماري انطوانيت دوراً هاما في عصرها باعتبارها رمزا للجمال والأناقة والرقي وممثلة للحضارة النمساوية الراقية. 

وكانت محل إعجاب معاصريها وتعتبر من أجمل نساء القرن الثامن عشر، وكان ذوقها في الملابس وتسريحة الشعر له أصداؤه في جميع أنحاء أوروبا، وعندما كانت تتبع أي موضة جديدة كانت تقلدها جميع النساء الأخريات.

ولم تكن تهوى ماري أنطوانيت الأسلوب المبهرج بقصر فرنسا مثل المصنوع بغرفة نومها، ظهر تفضيلها للأسلوب الكلاسيكي الحديث في البيت التريانوني.

سقوط الملكية وإعدام ماري 

وأقنعت ماري أنطوانيت لويس السادس عشر بالفرار من باريس في 20 يونيو 1791م، وقد خرجت العائلة الملكية متنكرة في عربة متجهة للحدود الشرقية لفرنسا، ولكن أحد الوطنيين المتيقظين تعرف على الملك من صورته المطبوعة على العملة الورقية، وتم إيقاف الملك والملكة في فاران وأعيدا تحت الحراسة إلى باريس.

وأدى هروب لويس السادس عشر وماري أنطوانيت إلى زيادة فقدان ثقة الشعب بهما، ولكن لويس السادس عشر وعد بأن يقبل دستورًا جديدًا أدى إلى الحد من سلطاته.

وكانت ماري أنطوانيت تعمل للحصول على المساعدة من الخارج، وحينما بدأت الحرب مع النمسا وبروسيا في عام 1792م، اتهمت بإفشاء أسرارا عسكرية إلى الأعداء، وارتاب الشعب وأيقن أنها مذنبة بسبب تلك الخيانة.

وفي 10 أغسطس 1792م، أوقف الملك عن تولي أمور مُلكه بعد مظاهرات عنيفة وطالبت بخلعه وساقت به وبالعائلة وبولي العهد ابنه الطفل لويس السابع عشر إلى سجن "المعبد" وتولت جبهة "الكونفنسيون" محاكمته.

وحكمت عليه بقطع الرأس ونفذ الحكم في 21 يناير 1793 في ساحة الكونكورد بينما أعدمت أنطوانيت في 16 أكتوبر 1793، بعد أن اقتيدت بعربة مكشوفة دارت بها في شوارع باريس حيث رماها الغوغائيين بالأوساخ وكل ما يقع تحت يدهم، وقصوا شعرها الطويل.

وضعوا رأسها الصغير في المكان المخصص في المقصلة التي أطاحت برأسها، وكان عمرها 38 عاما حين أعدمت وبقي ولي العهد الطفل وحيدا في السجن ثم مات بعد فترة متأثرًا بمرضه، وبذلك انتهى عصر الملكية.