الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قصة أذان رمضان وسبب ارتباطه بالشيخ محمد رفعت (نوستالجيا)

الشيخ محمد رفعت
الشيخ محمد رفعت

قيثارة السماء .. هكذا لقب الشيخ محمد رفعت رحمه الله وذلك لجمال صوته في الأذان وقراءة القرآن الكريم .. يرتبط الآذان بصوت الشيخ محمد رفعت صاحب الحنجرة الذهبية عبر الإذاعة أو التلفزيون بنغمات شهر رمضان المبارك فصوته العذب يصدح كأنه صوت انبعث من الجنة يحيي فينا كل مشاعر التقوى والتقرب إلى الله.

ويقترن صوت الشيخ محمد رفعت بالشهر الكريم حيث يتردد صوته الساطع دائما خلال أيامه ولياليه منذ بدأت تذيع له الإذاعة المصرية وحتى الآن.

ولد الشيخ محمد رفعت في مايو 1882 بدرب الأغوات في المغربلين في القاهرة، وكان أبوه مأمور قسم شرطة الخليفة، وفي الثانية من عمره اصاب عينيه رمد فأجريت له عملية جراحية فقد على اثرها نعمة البصر.. و بدأ الطفل الضرير حفظ القرآن الكريم وهو في سن الخامسة من عمره.. واتم حفظه للقرآن وهو في سن الحادية عشرة، ثم توفي والده وهو في التاسعة عشرة من عمره وتركه ليتحمل المسؤولية ليعول امه واخته واخويه.. فبدأ يشترك في إحياء ليالي المآتم بالسرادقات وسمعه مشاهير القراء آنذاك فأحبوه وقدروا موهبته وتنافسوا في مساعدته حتى تم تعيينه قارئا في مسجد فاضل باشا بشارع درب الجماميز بالقاهرة.

قصة الشيخ محمد رفعت مع الإذاعة
رفض الشيخ محمد رفعت العمل في الإذاعة عند بدايتها وفضل عليها المساجد فحينما بدأت الإذاعة عملها يوم 1934 تزاحم عليها المقرئون للاشتراك فيها في حين رفض الشيخ محمد رفعت التعاقد مع الاذاعة.. وتصر الاذاعة ان تفتتح برامجها بصوته ويلح عليه مدير الاذاعة في ذلك ويستمر في الرفض ويلجأ مدير الاذاعة الى شيخ الازهر لإقناعه فيذهب اليه ليسأله عن سبب رفضه فيقول له اخشى ان يكون وجود الراديو في الاماكن العامة كالحانات والبارات يجعل القرآن الكريم يقرأ على سكارى فارتكب اثما، وهنا يقنعه شيخ الازهر بان هذا حتى لو حدث ففيه توعية للغائبين فيقتنع فتفتتح الاذاعة اول ارسالها بآيات القرآن الكريم بصوت الشيخ محمد رفعت.

في سنة 1934 ألغيت محطات الإذاعة الاهلية في مصر وانشئت شركة ماركوني للإذاعة المصرية.. وتم التعاقد مع الشيخ محمد رفعت ليرتل القرآن الكريم من إذاعة القاهرة.. فكان أول من تلا القرآن الكريم عبر الاثير.. وكانت سورة الفتح أول ما تلاه من السور.. ثم استمر في التلاوة مرتين كل اسبوع وكانت إذاعات لندن وبرلين وباريس تذيع تسجيلاته اثناء الحرب العالمية الثانية .. لتشد المستمعين في العالم الإسلامي الى برامجها ونشراتها الاخبارية،

وفي عام 1942 انقطع الشيخ محمد رفعت عن التلاوة في الإذاعة بسبب مرض الزغطة وفي عام 1943 اقعده المرض نهائيا عن تلاوة القرآن .. وظل طوال حياته مقيما في البغالة والسيدة زينب حتى نهاية حياته وقيل بعد ذلك ان صوته يضم 18 مقاما موسيقيا .. وسمى بألقاب كثيرة منها إمام المقرئين، مقرئ الشعب، ومؤذن رمضان،

قارئ الشعب ومؤذن رمضان

وكان الشعب يلتف حول الراديو في المقاهي والمنازل والنوداي يومي الاثنين والجمعة لسماع القرآن الكريم بصوته ولمدة نصف ساعة على الهواء مباشرة ولهذا سمي بمقرئ الشعب وينتشر صوته وتطلب الدول العربية والاسلامية حضوره اليها ومع هذا يعلن رفض ترك مصر.. فيضطهده مستشار الحكومة الانكليزية بالاذاعة فيضطر لترك العمل بالاذاعة فتشتعل ثورة الشعب ويصدر قرارا من الملك فاروق بعودته للاذاعة ليذاع صوته ثلاث مرات يوميا ويقترن صوته بالآذان طوال شهر رمضان ومن يومها عرف بمؤذن رمضان.

 

يفتح أبواب السماء
وقال عنه الشاعر الكبير نزار قباني يوما: 'يفتح صوت الشيخ محمدرفعت امامي ابواب السماء'.. انه الصوت الذي اذا غرد سكتت كل اصوات مقرئي القرآن الكريم في العالم وهو الذي يصيب الجسد بالقشعريرة، والروح بالصفاء، والنفس بالسمو.
وهو الصوت ذاته الذي جعل الاقباط يطالبون باعادة صاحبه - الشيخ محمد رفعت - الى قراءة القرآن في الاذاعة حين تم منعه منها لانهم يحبون الاستماع الى سورة 'مريم' بصوته.