الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكم الطلاق من الزوج الذي لا ينفق على بيته.. عالم أزهري يوضح

حكم الطلاق من الزوج
حكم الطلاق من الزوج الذي لا ينفق على بيته

ما حكم الطلاق من رجل لا ينفق على بيته؟ سؤال ورد للشيخ محمد أبو بكر احد علماء الأزهر من سيدة تزوجت لمدة أربعين عاماً من زوج لا ينفق على بيته، وهذا الموضوع أثر عليها بالسلب نفسياً وجسدياً، فما حكم الطلاق من رجل لا ينفق على بيته؟.

 

حكم الطلاق من رجل لا ينفق على بيته.. أحياناً بعد الزواج تتفاجأ المرأة ببعض سلوكيات الرجل، كعدم الإنفاق في بيته، فلا تعرف ماذا تفعل في هذه الحالة، البعض يصبر والبعض لا يستطيع الصبر، فما حكم الطلاق من زوج لا ينفق على بيته؟.

 

حكم الطلاق من رجل لا ينفق على بيته

ورد الشيخ محمد أبو بكر أحد علماء الازهر على سؤال ما حكم الطلاق من رجل لا ينفق على بيته؟ إن قوام الحياة  الزوجية الإنفاق، فإذا  رزقكِ الله سبحانه وتعالى بزوج ينفق عليك ويوفر لكِ حياة طيبة، فاحمدي الله وأدي حقوق الله، وإذا أكملت الزوجة الحياة ابتغاء مرضاة الله تأخذ الثواب كاملا ولها أجر الصابرين، فالبلاء قد يكون في الزوج او الأبناء أو المال، فقد قال تعالى "إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب" صدق الله العظيم، وإذا لم تستطع الصبر لاشئ عليها ولا تحمل أي ذنب.

 

قضية الطلاق 


وأوضح «السديس» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمةً ، أنه من ملتهب القضايا الاجتماعِيَّة اليومِيَّة، والمِحن الأسريَّة العالمِيَّة، تتبدَّى قضيَّة عالجتها الشريعة الغرَّاء بأروع أنموذج وأبدع مِثال، قضية لا يتوَلَّى حَلَّها إلاَّ الأفذاذ مِن الرجال، والحكماء مِن رَاجِحِي الصِّفاتِ والخلال، قضيَّة شهد لها الواقع بأنها تجعل شُم البيوت بلاقع، تورث الأسف والأرق، والأنكاد والحُرَق، تسوق إلى الأسر سُحُب الفراق والغم، وزعازع الشتات والهم. كم فرَّقت من جموع وأذرفت من دموع، كم أيَّمَت من نِسَاء، وشَتَّت من أبناء حوَّلت كثيرًا من عامِر البيوت ونَظيم الأسر إلى سَعِير لا يُطاق، إنها قضية الطلاق، ومعضلة الفِرَاق، والله المستعان.

 

وأضاف أنه كثر الطلاق واستخف به أقوام لأيسر الأسباب، قال تعالى محذِّرًا من التَّعجّل في الطلاق، فقال تعالى: «وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا»، موصيًا مَعَاشر الأزواج والزَّوجات: الزَّوجان شريكان كريمان، وأصْلان في الأسرة أمِينان، وجعل بينهما مودة ورحمة لتدوم العلاقة وتُزهر، وتستمرَّ وتُثْمِر، ولِيدوم في رِحَاب البيت الأُنس والوفاق، ويَرْحَل الخُلْف والشِّقاق؛ لذلك سَما الإسلام بِعُقدَة النِّكاح، إذ هي علاقة متينة بين أسرتين وميثاق غليظ بين الزَّوجين.

 

الإسلام نظام لكل أسرة
واستشهد بما قال تعالى: «وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا» ميثاق غليظ ليس من اليسير فصْمه، ولا من الهَيِّن فَضُّه وهَتْمه، منوهًا بأن الإسلام نظام لكل أسرة، ومنهاج لكل بيت، وقد جاء لإخماد أوار الطلاق، ودَحْر شَبَحه العِملاق: كي ترَفرِف على الأسرة رايات الحُبِّ والإشفاق والحنان، وتشرق بينها شموس الوفاق، والرَّحمة والإحسان، تَرِف على القسَمَات ابتسَامة حانِية، وكلمات رقيقة، ونظرات محسنة رفيقة، ومشاعر فياضة، يتقارضها الطرفان، ويسْعَدُ بها الأبوان، يشمل ذلك قوله تعالى: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ».

 

وأشار إلى أنَّ السعَادة بحسن المعاملة الصَّادقة المخلصة، والمعاشرة الطيبة الصَّابرة، قال جل اسمه: «وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا»، وقال النبي صل الله عليه وسلم : "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي" موضحا أنه على الرُّغم مِمَّا حَدَّه الإسلام من معالم وأسس لإعلاء صرح الأسرة وحمايتها من المحن والمضائِق، والإحن ووبيل الطرائق، فإن البَشر قد جُبلوا على النُبُوِّ والنُّقصان، والخطاء والافتتان، ولكن أمثلهم وأكملهم، التَّوَّابون والوَقَّافون عند حدود الله تبارك وتعالى، «ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ».


-