الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطبتا الحرمين.. توضحان: الجنة قريبة يا عباد الله.. شق تمرة يبعد عن النار وصدقة تطفئ غضب الرب.. وكلمتان ثقيلتان في الميزان ووضوء تتحادر منه الخطايا وحسنة بعشر أمثالها

خطبتا الحرمين
خطبتا الحرمين

خطيب المسجد الحرام:

  • الجنة قريبة يا عباد الله …شق تمرة يبعد عن النار وصدقة تطفئ غضب الرب وكلمتان ثقيلتان في الميزان ووضوء تتحادر منه الخطايا وحسنة بعشر أمثالها 
  • التربية ليست مشروع أسرة أو مدرسة بل مشروع أمة ومشروع دولة لأنها تبني الإنسان والوطن
  • هم التربية فوق كل هم وأصولها وردت بأربع سور قرآنية
  •  علموا أبناءكم أن الوطنية إخلاص وعمل وبناء وحماية وأمانة

خطيب المسجد النبوي: 

  • الإيمان باليوم الآخر ركيزة يجب ألا تغيب عن الأذهان ولا تنسى في خضم مشاغل الحياة 
  • إذا ضعف الإيمان باليوم الآخر تجرأت النفس وتقحمت دروب الشر والفساد

 

تناولت خطبتا المسجدين الحرام والنبوي، موضوع التربية مؤكدة أنها يست مشروع أسرة أو مدرسة، بل مشروع أمة ومشروع دولة فإنها تبني الإنسان والوطن، وأن القدوة هي أنجح وأفضل وسائلها، كما أن أصول التربية وردت بأربع سور قرآنية هي سورة الإسراء، وفي سورة النور، وفي سورة الفرقان، وفي سورة لقمان، ومن ناحية أخرى أشارتإلى أن المتأمل في الكتاب والسنة يجد حشدًا من النصوص الشرعية والتي ترسخ الإيمان باليوم الآخر في النفس والحياة وتجعله ركيزة من الركائز التي يجب ألا تغيب عن الأذهان ولا تنسى في خضم مشاغل الحياة وصوارفها.

ومن مكة المكرمة ، قال الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام، إنه ينبغي الحرص على  تقوى الله، وفعل الطاعات إخلاصا لا تخلصاً، والحفاظ على النوافل والقربات تقربًا لا تكرمًا. 

الجنة قريبة

وأوضح «بن حميد» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن الجنة قريبة –يا عباد الله–، شق تمرة يبعد عن النار، وصدقة تطفئ غضب الرب، وكلمتان خفيفتان على اللسان، حبيبتان إلى الرحمن، ثقيلتان في الميزان، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم، ووضوء تتحادر منه الخطايا، والحسنة بعشر أمثالها إلى مئة ضعف إلى أضعاف مضاعفة.

التربية ليست مشروع أسرة  

وأضاف أنه لا هم يعلو فوق هم التربية، مشيرًا إلى أن التربية ليست مشروع أسرة أو مدرسة، بل مشروع أمة ومشروع دولة فإنها تبني الإنسان والوطن وتنمي القدرات وتطور الملكات ، وتصنع ذلك كله، فالزراعة تنتج الغذاء والصناعة تصنع الأدوات، والتجارة تجلب الموارد أما التربية فتبني الإنسان والوطن وتصنع ذلك كله، كما أن التربية علم يتعلم، وعمل يكتسب وإلتزام يتطبق.

وأفاد بأن التربية عمل يُكْتَسب، وعلم يُتَعلم، والتزام يطبَّق والتربية تنمي القدرات ولا توجدها، وتطور الملكات ولا تنشئها، ومن شب على شيء شاب عليه، والتربية الصحيحة تحفظ الوطن قبل أن يحرسه الجيش المنظم.

وتابع: “معاشر الإخوة : هذه هي التربية في مكانتها، وأثرها، أما محلها وميدانها فهم أولادنا قرة العين، وسلوة الفؤاد، وزينة الحياة، وأنس العيش، وثمار القلوب، وعماد الظهور، بناة الغد ورجاله، ومفكروه، وسواعده، ودروع الوطن، وحماة استقراره، ومستودع أمانات الوالدين والمعلمين. الله الله فيهم، فما أعظم المسؤولية، وما أكبر المهمة.

هم التربية فوق كل هم

وأوصى الأباء والأمهات قائلا: هم التربية فوق كل هم، لا يعصم من الذنوب سوى مراقبة علام الغيوب، اغرسوا فيهم عقيدة التوحيد، تنشرح بها قلوبهم، وتسكن إليها نفوسهم، وتنشرح بها صدورهم، وتلهج بها السنتهم، وتقوم عليها أعمالهم، ربوهم على تقوى الله وخشيته ومراقبته، حتى لا يرجو الولد إلا ربه، ولا يخاف إلا ذنبه يتعلقون بالله جل جلاله، ويتوكلون عليه، ويتمسكون بكتابه، ويلتزمون سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ويستعينون بالصبر والصلاة، ويذكرون الله كثيرًا.

واستطرد: اجعلوا طاعة الله لهم دثاراً، والخوف منه شعاراً، والإخلاص له زاداً، والصدق جُنَّة، ومن استحيا من الله في كل أوقاته وأحواله، بلغه عالي المقامات والمنازل علموهم أن الله سبحانه قد حكم أن لا يطيعه أحد إلا أعزه، ولا يعصيه أحد إلا أذلَّه، فالعز مربوط بطاعة الله، والذل مربوط بمعصية الله.

ونبه إلى أن في سورة الإسراء، وفي سورة النور، وفي سورة الفرقان، وفي سورة لقمان، من الوصايا التربوية، والآدآب السلوكية ما يجسد عناية هذا الدين وأصول التربية، ووسائلها وطرائقها، داعيًا الأباء و المعلمون إلى حث الأبناء إلى حب القراءة، وطلب العلم، فالعلم سلوة العيش، ودليل الحيرة، وأنيس الوحشة، وخيرُ ما يُعلَّمون كتابُ الله، تلاوة، وحفظا، واستماعا، في البيت، وفي المدرسة، وفي سائر المرافق، والأحوال، وبقدر ما يقرأ الولد من كتاب الله تزداد طمأنينته، وتحصل سعادته.

كما حث المربين بتقويم ألسنتهم بلغة القرآن حتى تُحفظَ لغتهم، ويحلوُ بيانهم فليس أعظم ضعفاً، ولا أشد هزالاً من أن يتكلمَ المرء بغير لغته، ويؤرخ بغير تاريخه، ويفاخرَ بغير إنتاجه، ويحتفلَ بغير أعياده وتعليمهم أن يغتنموا تعليم العالمِ، ويستمعوا إلى نصحِ المشفق، وإرشادِ الحكيم، وبذلِ الكريم وتربيتهم على الفضيلة ومكارم الأخلاق، فبالفضائل تدفع الرذائل، فجمال العقل بالفكر، وجمال اللسان بالصمت، وجمال الكلام بالصدق، وجمال الحال بالاستقامة، والقعود عن الفضائل بئس الرفيق .

أعظم وسائل التربية 

وأكد أن من أعظم وسائل التربية وأنجحها التربية بالقدوة فالأبناء بحاجة إلى قدوات لا إلى نُقًّاد جالسوهم، صادقوهم، تحدثوا إليهم، فرغوا أنفسكم من أجلهم، إنكم إن لم تجدوا لهم عندكم وقتا، فلن تجدوا عندهم لكم مكانا إعطاؤهم من وقتكم خير لهم من إعطائهم من مالكم، وأن تستثمروا فيهم خير من أن يستثمروا لهم كونوا لهم قدوة بحكمة العقل، وعفة اللسان، وصدق الحديث، وطهارة اليد، وحسن الخلق كونوا لهم مستمعين يكونوا لكم بررة أحبوهم، وأثنوا عليهم، وشجعوهم، بادلوهم المزاح والمرح.

وحذر من أن تستحوذ على الأبناء والبنات أدواتُ التواصل، والمواقع الافتراضية، داعيا إلى بث فيهم الوعي: فلا يصدقوا كل صورة، ولا يستسلموا لكل تغريدة، ولا يقبلوا كل معلومة، ففي كثير منها مواطنُ الزلل، ومواقعُ الخلل لا يجعلوا أدواتِ التواصل محطات عبورٍ لشائعة، أو سبيل لغيبة، أو طريق لكِذْبة تبلغ الآفاق، فالأوزار والآثام محسوبة بلمسة لم تكن في الحسبان .

بعض معاني الوطنية

وأوصى  الأباء والمعلمون : علموهم أن الوطنية : إخلاص ، وعمل، وبناء، وتعاون، وحماية، وأمانة، واحترام، تحبه وتدافع عنه، ولا تنتقص منه، ولا ترضى أن ينتقص منه، وتقف في وجه إعدائه المتربصين به، والحاقدين عليه فالوطنية: محافظة على الممتلكات، والمرافق، والمقدرات وسلوك سبيل الرشد، والترشيد في الصرف والاستهلاك، والطاقة والثروات، وحماية النزاهة، ومكافحة الفساد أيا كان مصدره، وأيا كان مقترفه .

واستطرد: علموهم أن المواطنة: توظيف الملكات، والقدرات، والخبرات، في خدمته، وتعزيزه، ورفعته على الأصعدة كافة الوطنية عين ساهرة، وهمة عالية، وسعي حثيث إلى مراقي النجاح الوطنية أن يكون المواطن الصادق مرآة لوطنه، فما يصدر عنه هو انعكاس لوطنيته فالوطنية أن يكون المواطن رمزاً لوطنه في الداخل وسفيراً لها في الخارج ، وأن تكون قدوة صالحة صادقة ناصحة، تحفظ لولاة الأمر حقهم من الطاعة، والمحبة، والنصح، والدعاء، وصدق الولاء الوطنية ولاء ينبذ العصبية بكل أشكالها من قبلية، ومناطقية، وطائفية .

وواصل : فإذا كانت هذه هي بعض معاني الوطنية ومظاهرها فما بالكم إذا كان الوطن هو مهد الإسلام، وبلد المقدسات، الذي يرفع راية الإسلام، ويحكم الكتاب والسنة، إذا كان الوطن هو المملكةُ العربيةَ السعوديةَ فالوطنية في هذا البلد المبارك التزام بدين الله، وعقيده وشريعة، واتباع النهج السلف الصالح، في ثوابته، وأخلاقه، وجميل عاداته، وأعرافه، والنصح لله ولرسوله ولكتابه ولائمة المسلمين وعامتهم وإذا كان ولي الامر في هذه البلاد المباركه حفظه الله ، أشرفُ لقب يحمله هو : ( خادم الحرمين الشريفين ) ، فلا شك أن المواطنين تبع له في شرف الخدمة لهذا البلد المبارك ، بلد المقدسات ، فأعلى ما يجسده معنى المواطنة هو خدمة الوطن ، بكل معاني الخدمة ، ومتطلباتها ، ومستلزماتها .

ومن المدينة المنورة، قال الشيخ الدكتور عبدالباري بن عواض الثبيتي ، إمام وخطيب المسجد النبوي، إن المتأمل في الكتاب والسنة يجد حشدًا من النصوص الشرعية والتي ترسخ الإيمان باليوم الآخر في النفس والحياة وتجعله ركيزة من الركائز التي يجب ألا تغيب عن الأذهان ولا تنسى في خضم مشاغل الحياة وصوارفها.

نصوص كثيرة عن اليوم الآخر 

وأوضح «الثبيتي» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، أن هذه النصوص الكثيرة الوافرة عن اليوم الآخر تجلي أهميته في مسيرة حياتنا فهو الحارس من الردى والمانع من الهوى والمحصن من الشر والدافع لكل أبواب الخير، وإذا ضعف الإيمان باليوم الآخر تجرأت النفس وتقحمت دروب الشر والفساد.

وتابع : الإيمان باليوم الآخر وما أدراك ما اليوم الآخر؟، أحد أصول الدين ومن أركان الإيمان هو حق وحقيقة ومآل لا مناص منه ولا محيد عنه وكثيرا ما يذكر في الكتاب والسنة الإيمان بالله متبوعا بالإيمان باليوم الآخر تأصيلا وتأكيدا للارتباط والتتابع والتلازم، لأن الإيمان بالله ابتداء والإيمان باليوم الآخر انتهاء، يبدأ اليوم الآخر وبأمر الله بأحداث لا قبل للبشرية بها تنشق السماء وتتصادم الكواكب وتتناثر النجوم وتنفجر البحار وتذوب الجبال.

مشاهد من اليوم الآخر 

وأضاف أنه إذا ذكر اليوم الاخر تقاطرت في الذهن المشاهد الجسام والأحوال العظام التي هي من مقتضيات الإيمان باليوم الآخر، البعث من القبور، الحساب والجزاء، الصراط والميزان الشفاعة والحوض، وتطاير الصحف بالأعمال، والجنة والنار، وهناك من يكون كنف الرحمن ويكرمون بالنظر إلى وجهه الكريم، وأقوام يتذوقون الحسرة والخسران وأبلغ وصف للحال في ذلك اليوم قوله تعالى : «يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَـحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِىء مِنْهُمْ يَوْمَئِذ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37) » من سورة عبس.

وأشار إلى أنه يضعف أثر الإيمان باليوم الآخر وتذبل ثمرته في الحياة حين يفقد المبنى المعنى وينكمش مدلوله وينحصر في دائرة الثقافة والمعرفة الذهنية أو يبقى حبيس مشاعر تتأجج لحظة ثم تنطفئ لا تردع عن شر ولا تحفز على طاعة فقد تتلى الآيات وتروى الأحاديث عن اليوم الآخر ولا يكون لها رصيد فاعل في حياتنا وأثر إيجابي في سلوكنا وتهذيب إيماني في تعاملاتنا.

واستطرد: والعجب ممن يدعيه بلا عمل ويزعمه بلا امتثال، ومن آمن باليوم الآخر عمل بمقتضاه، ولو قلبت صفحات المصحف وتأملت سور القرآن وآياته فستأخذك الدهشة لذلك الربط الشديد لكل الأعمال صغيرها وكبيرها باليوم الآخر، وللآثار الجمة التي تتجسد في حياتنا ويحدثها الإيمان باليوم الآخر.

 

 

 

 


-