نددت الصين، بالصفقة التي وصفتها بأنها غير مسؤولة إطلاقاً بين الولايات المتحدة وأستراليا بشأن حصول الأخيرة على غواصات أمريكية ذات دفع نووي، في إطار شراكة جديدة بين البلدين تضمّ أيضاً بريطانيا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو ليجيان، أمام الصحافة إن التعاون بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا في مجال الغواصات النووية يزعزع بشكل خطير السلام والاستقرار الإقليميين، ويكثّف سباق التسلح ويقوّض الجهود الدولية نحو عدم انتشار الأسلحة النووية، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية واتّهم الدول الثلاث بالتصرف وفق ذهنية الحرب الباردة، وباستخدام الأسلحة النووية لأغراض جيوسياسية.
في وقت تشهد العلاقات بين بكين وكانبيرا منذ عام ونصف العام توتراً شديداً، اعتبر المتحدث أن حصول كانبيرا على غواصات أمريكية يتعارض مع التزامات أستراليا في ما يخص عدم انتشار الأسلحة النووية.
وأعلنت واشنطن، الساعية لتعزيز تحالفاتها في كلّ الاتجاهات للتصدّي لبكين، الأربعاء، تشكيل تحالف أمني واسع النطاق مع أستراليا وبريطانيا في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، باسم أوكوس يتضمّن تسليم كانبيرا غواصات أمريكية ذات دفع نووي.
وصف وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، قرار الحكومة الأسترالية التراجع عن عقد غواصة مع شركة تصنيع فرنسية بأنه خيانة للثقة، وذلك في حديث لمحطة "فرانس إنفو" الإذاعية الفرنسية، الخميس.
يوم الأربعاء كشفت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا عن تعاون جديد لتزويد أستراليا بغواصات تعمل بالطاقة النووية. كان لدى الحكومة الأسترالية بالفعل عقد بقيمة 90 مليار دولار للغواصات التي تعمل بالديزل مع شركة تصنيع الغواصات الفرنسية (Naval Group).
وقال لو دريان: "أتحدث بأدب، إنها طعنة حقيقية في الظهر". نادرًا ما يُسمع الدبلوماسي لو دريان وهو يتحدث بصراحة شديدة، ولا شك في أنها علامة على الانزعاج الذي أحدثته هذه الخطوة.
وأضاف: "هذا لم يتم بين الحلفاء"، في إشارة إلى عامين من المفاوضات التي سبقت الصفقة. ولعب لو دريان دورًا رائدًا في هذه المحادثات التي بدأت في عام 2014. وكان من المقرر أن تستمر الصفقة 50 عامًا.
وقال وزير الخارجية الفرنسي إنه يشعر بالقلق أيضًا من سلوك الحكومة الأمريكية تجاه هذا الاتفاق الجديد، مُعتبرًا أن "هذا القرار القاسي والأحادي الجانب يشبه إلى حد كبير ما كان يفعله السيد ترامب".
في سياق متصل، شجبت صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية، التي تديرها الدولة الاتفاقية الثلاثية، وحذرت من الهزيمة المميتة للجيش الأسترالي في مقال افتتاحي نُشر يوم الخميس.
وقالت الصحيفة، المعروفة بانتقادها لمنتقدي الصين بعبارات عدائية، إن القوات الأسترالية ستكون على الأرجح أولى القتلى
وستدعم الاتفاقية أستراليا في الحصول على غواصات تعمل بالطاقة النووية وتمكينها من القيام بدوريات في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وأشار البيت الأبيض إلى أن الشراكة هي الخطوة الأولى التي يتجه إليها الحلفاء الأوروبيون للولايات المتحدة للتركيز على التعاون في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وإذا ساعدت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أستراليا في الحصول على قدرة الإبحار للغواصات التي تعمل بالطاقة النووية، فسيؤدي ذلك بشكل فعال إلى إضفاء الشرعية على الاستحواذ على الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية من قبل جميع البلدان.