تعمل مصر باستمرار على حفظ الأمن والاستقرار الدائم في منطقة الشرق الأوسط، وتضع نصب أعينها القضية الفلسطينية التي تعتبرها أحد ركائز الأمن القومي المصري، ولا تدخر جهدا في الدفاع عنها في المحافل الدولية، وهي حائط الصد الأول لها أمام العدوان الإسرائيلي الغادر على قطاع غزة.
ومن هذا المنطلق استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الاثنين، رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في مدينة شرم الشيخ في محاولة لإحياء مباحثات السلام، وفق الرئاسة المصرية.
وكتب المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي على صفحته الرسمية على فيس بوك، أن اللقاء الذى عقد بمدينة شرم الشيخ تناول التباحث حول عدد من الموضوعات الثنائية بين الجانبين في مختلف المجالات، وكذلك سبل وجهود إعادة إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، فضلا عن مستجدات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية".
ومن الجدير بالذكر أن هذه هي الزيارة الأولى لرئيس وزراء إسرائيل إلى مصر منذ 10 سنوات.
أولويات زيارة نفتالي بينيت
من جانبه قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والمتخصص في الشأن الإسرائيلي، إن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إلى مصر تأتي في توقيت له دلالته من عدة أوجه، الأول هو تحرك مصر الرئاسي لترتيب الأولويات الفلسطينية والعربية في هذا التوقيت، خاصة بعد نجاح القمة الثلاثية في مصر.
وتابع فهمي في تصريحات لـ «صدى البلد»، أن الأمر الثاني هو إعادة تقديم القضية الفلسطينية إلى الواجهة الدولية، خاصة قبل اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، وإلقاء الرئيس محمود عباس كلمته يوم 12 سبتمبر الجاري.
وأضاف أن الأمر الثالث هو نجاح مصر في التحرك في اتجاه قطاع غزة وقطاع السلطة الفلسطينية أو رام الله، بدليل أن حالة التهدئة قد نجحت في إجهاض سياسية الأمور الواقع، وهناك تحرك استراتيجي بهدف تقديم تسهيلات لقطاع غزة.
ولفت أن هناك مبادرة طرحها بالأمس يئير لابيد وزير الخارجية الإسرائيلي قائمة على فكرة منح تسهيلات للجانب الفلسطيني مقابل وقف إطلاق النار بين الجانبين، والحديث عن مشروع سلام اقتصادي وغيره.
وأوضح أن استقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي في مصر هي الخطوة مهمة لأن هناك الآن حديثا عن تفكيك عناصر الأزمة وبناء ثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين من خلال تحرك مصر بصورة كبيرة.
موضوعات شملتها الزيارة
وعن الموضوعات التي تشملها الزيارة، قال أستاذ العلوم السياسية إن الحديث سيكون عن صفقة تبادل الأسرى، ومشروع تهدئة طويلة الأمد بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، والحديث عن خطوات إيجابية في قطاع غزة وتقديم تسهيلات مباشرة، وإطالة أمد التهدئة إلى أطول وقت ممكن.
وأوضح أن القاهرة هي نقطة الارتكاز ومحور للحركة العربية والفلسطينية، وأنها باستقبالها لرئيس الوزراء الإسرائيلي تقوم بتقديم الدعم له ليكون قوة داخل إسرائيل، وليكون له قوة دفع كبيرة داخل المجتمع الإسرائيلي وتثبيت وضع الحكومة الإسرائيلية.
وتابع: «الحكومة تقوم بدعم الحكومة الإسرائيلية الجديدة من أجل تشجيعها لاستئناف المفاوضات مع الجانب الفلسطيني، لذلك الزيارة مهمة لتقدير إسرائيل الكبير بأن مصر تستطيع أن تقوم بتهدئة الأجواء مع فلسطين وإسرائيل».
المبادرة المصرية
وبخصوص المبادرات المصرية، أوضح فهمي أن مصر حتى الآن تقوم بدراسة كافة الأفكار والرؤى وبالتالي تكشف المواقف مع الأطراف المعنية، وربما تقدم القاهرة طرحا لاستئناف عملية السلام أو التسوية.
ولفت: «هناك أفكار متعلقة بفكرة الوساطة الرباعية، والدعوة لمؤتمر دولي لعملية السلام بالشرق الأوسط».
وأضاف أن القاهرة تقوم بالتحرك على كافة المستويات بهدف ترتيب الأجواء الإسرائيلية الفلسطينية، فهناك اتصالات مع الأردن وفلسطين وقطاع غزة والولايات المتحدة أيضا.
العلاقات المصرية الإسرائيلية
وبالنسبة للجزء الخاص بالزيارة بين مصر وإسرائيل، يقول فهمي إن العلاقات بين مصر وإسرائيل مستقرة،فهناك حديث عن تطوير العلاقات في ملفات التعاون الاقتصادي ومن بينها اتفاقية «الكويز» الاقتصادية بين مصر وإسرائيل، والتأكيد على تنمية العلاقات الثنائية في المجالات الأخرى بينها المجالات الاستخباراتية والأمنية.