اقترح يائير لبيد وزير الخارجية الإسرائيلي خطة لتحسين الظروف المعيشية في قطاع غزة مقابل التزام حركة حماس بالتهدئة، وذلك بهدف إيجاد حلول لـ«جولات العنف التي لا تنتهي أبدا».
وقال لبيد إن الخطة التي تشمل تأهيل البنى التحتية تهدف إلى إظهار أن حملة حماس العنيفة ضد إسرائيل هي السبب وراء عيش الفلسطينيين في ظروف من الفقر والشح والعنف والبطالة المرتفعة، دون أمل.
وأكد أنه لا يدعو إلى إجراء مفاوضات مع حماس لأن إسرائيل لا تتحدث مع منظمات إرهابية تريد تدميرنا.
وأضاف خلال مؤتمر في جامعة ريخمان في هرتسليا، أنه في المرحلة الأولى من الخطة ستحظى البنية التحتية في قطاع غزة بتأهيل هي في أمس الحاجة إليه.
وأوضح وزير الخارجية الاسرائيلي بأنه سيتم إصلاح نظام الكهرباء وتوصيل الغاز وبناء محطة لتحلية المياه وإدخال تحسينات كبيرة على نظام الرعاية الصحية وإعادة بناء البنية التحتية للإسكان والنقل.
وتابع: «في المقابل ستلتزم حماس بتهدئة طويلة الأمد»، لافتا أن«المجتمع الدولي سيلعب دورا في هذه الخطة، خاصة الدولة المصرية».
ولفت: «لن يحدث ذلك بدون دعم وانخراط شركائنا المصريين وبدون قدرتهم على التحدث مع جميع الأطراف المعنية، محذرا من أن أي خرق من قبل حماس سيوقف العملية أو يعيقها».
ارتفاع نسب الفقر والبطالة
ومن جانبه قال الدكتور جهاد الحرازين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن الأوضاع المعيشية والحياتية الصعبة في الأراضي الفلسطينية أدت إلى وجود نسبة كبيرة من الفقر والبطالة والتي تجاوزت أكثر من 50%، مما يعني أن هناك دمارا يعيشه السكان في الأراضي الفلسطينية معقبا: «هذا الدمار جاء نتيجة للعدوان والحصار الإسرائيلي المتكرر والحواجز والمنع والفصل والتحكم بكل شيء يتعلق بحياة المواطن الفلسطينى».
إشكالية قديمة يصعب حلها
وأوضح الحرازين في تصريحات لـ«صدى البلد»، أن هناك إشكالية كبيرة تعاني منها الأراضي الفلسطينية وهي قضية الكهرباء، التي لا تأتي سوى ساعات قليلة لا تتجاوز ٨ ساعات خلال ٢٤ ساعة وهي إشكالية من الإشكالات الواقعة على الأراضي الفلسطينية ولكنها أكثر احتداما وتأثيرا بقطاع غزة المحاصر، وخلال أكثر من ١٥ عاما لم يتم حل هذه الإشكالية نتيجة عدم توفر الوقود.
وتابع: «إضافة إلى عدم قدرة الشبكات على التحمل، نهيك عن أنها أصبحت قديمة ومتهالكة، ولذلك جرت عدة مساعي للحد من هذه المشكلة وطرحت عدة اقتراحات حيث بالمنظور العام قطاع غزة يعتمد على ٣ مصادر للكهرباء من مصر وإسرائيل وما تنتجه محطة التوليد المتهالكة، لذلك هناك محاولات لتحسين الحياة من قبل المجتمع الدولي ومصر وبعض الدول ولكن ما يتم الإعلان عنه وتداوله من خطة اقتصادية سواء من لابيد أو حكومة الاحتلال مقابل الهدوء هذا يعيدنا إلى مربع السلام الاقتصادي».
سياسات الاحتلال العدوانية
وأكد الحرازين، أن «نتنياهو نادي بالسلام مقابل الاقتصاد، ومن ثم أهمله وأصبح ينادي بالسلام مقابل السلام»، مردفا أن «الإشكالية الأساسية للفلسطينيين تتمثل في وجود الاحتلال وحصاره للأراضي الفلسطينية وسياساته العدوانية التي أدت إلى تدمير البنية التحتية والاقتصادية، فلم يترك منشأة اقتصادية سواء صناعية أو تجارية أو حتى خدماتية إلا وقام بتدميرها وقصفها أو إغلاقها».
تغيير الواقع السوداوي
وأضاف: «برغم من ذلك فنحن مع أي جهود تبذل لتخفيف معاناة المواطنين وتغيير الواقع السوداوي المعاش إلى واقع أفضل، وذلك بمشاركة مصر التي لها دور كبير في مساعدة الشعب الفلسطيني والتخفيف من معاناته على الأصعدة كافة ومبادرة الرئيس السيسى لإعادة إعمار ما دمره الاحتلال التي كان لها وقع واثر كبير فى نفوس الشعب الفلسطيني، وما تقوم به من جولات ولقاءات لتجنيب الشعب الفلسطيني ويلات الحروب كل ذلك يتم العمل به».
الجهد المصرى لم ولن يتوقف
واختتم: «ولكن القضية الأهم والاساسية هي إنهاء الاحتلال ليكون بمقدور الشعب الفلسطيني بمساعدة الأشقاء في مصر والدول الأخرى من إعادة ترميم البنية التحتية وبناء المؤسسات والنهوض بالواقع الفلسطيني، والسؤال هنا ما الفائدة من البناء وبعد اشهر او أيام يتم تدمير ما تم بناؤه من قبل الاحتلال ولذلك قضية إنهاء الاحتلال هي الأساس مع التأكيد على أن الجهد المصرى لم ولن يتوقف عن تقديم المساعدة والمساهمة في تخفيف معاناة الشعب الفلسطينى».