تلقى حزب العدالة والتنمية ضربة قاسية في الانتخابات المغربية، بعدما حصل على 12 مقعدا فقط في مجلس النواب، بعد أن ظل مسيطرا العشر سنوات الماضية على الحكم، وتعتبر تلك الهزيمة النكراء، استكمالا لانهيار مشروع الإسلام السياسي في الدول العربية.
بداية الانهيار
وتشكل تلك الهزيمة ضربة قاسية أيضا للتنظيم الدولي للإخوان، الذي راهن على بلوغ السلطة في الدول العربية خلال فترة ثورات الربيع العربي، ولكن كما رأينا سقط فرع التنظيم الإرهابي في مصر في ثورة 30 يونيو، والتى شكلت الضربة الأولى للجماعة الإرهابية في المنطقة العربية.
تلى ذلك الإجراءات الدستورية التى اتخذها الرئيس التونسي قيس سعيد يوليو الماضي، وجاءت الضربة الأخيرة عندما اسقط الناخبون المغاربة، الأربعاء الماضي، حزب العدالة والتنمية التابع لجماعة الإخوان عن طريق صناديق الاقتراع.
تفكك أفكار الإخوان
وفي هذا الصدد، قال منير أديب الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، إن سقوط حزب العدالة والتنمية التابع لجماعة الإخوان المسلمين، في الانتخابات المغربية الأخيرة، هو انعكاس لسقوط الجماعة في مصر وتونس والدول العربية، موضحا أن هذا السقوط ليس سياسيا وإنما سقوط للأفكار المؤسسة للجماعة والتى أصبحت غير مرغوب فيها في البلدان العربية.
واوضح أديب خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن السقوط الكبير للإخوان سياسيا فكريا بدأ في مصر، ثم السودان عندما ثار الشعب السوداني على عمر البشير، وتلى ذلك سقوط في تونس بعد قرارات الرئيس التونسي في يوليو الماضي، وأخيرا في المغرب، وذلك بسبب فشلهم الكبير في تلك البلاد، متوقعا أن يسقطوا أيضا في ليبيا خلال الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة.
ضربات متتالية
وأكد أن تلك الضربات المتتالية أثرت بشكل سلبي كبير على التنظيم الدولي للإخوان، خاصة أن التنظيم كان يظن تجربته في المغرب رائدة ولا مثيل لها، ولكن أصبح الوضع مختلفا الآن بعد أن أثبتوا فشلهم هم وأفكارهم وتجربتهم وبالتالي فإن التنظيم يمر بأسوأ أحواله.
وكان حزب العدالة والتنمية الحاكم في المغرب على مدار السنوات العشرة الماضية، والتابع لجماعة الإخوان ، تلقى هزيمة ساحقة فيالانتخابات البرلمانية المغربية، بينما حقق في المقابل التجمع الوطني للأحرار فوزا مقنعا في الانتخابات التي أجريت أمس الأربعاء.
وتعتبر خسارة جناح جماعة الإخوان في المغرب، مذلة لهم بصورة كبيرة، فقد حقق الحزب الذي ظل مسيطرا على السلطة طوال 10 سنوات، 12 مقعدا فقط من أصل 396 مقعا.