قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن الله سبحانه وتعالي يقول في كتابه العزيز {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ} فهذه واحدة من ثلاثة نتائج للإيمان بالله، وبما أرسله من نورٍ في شخص النبي المصطفى ﷺ، ومن كتابٍ هو هدايةٌ للمتقين، والثانية {وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} يعني النور يؤدي إلى النور فعند اتباعك للنور، للبيان، للظهور، للوضوح، للجمال فإنك ستخرج من الظلمات ؛ظلمات الحيرة، ظلمات الضيق.
وأضاف علي جمعة عبر صفحته على فيس بوك، أن ظلمات الدنيا والتعلق بها وهي لا نهاية لها ،كلما ظننت أنك قد حصَّلت منها شيئا وجدت من هو قد فاقك في التحصيل، أمرها عجيب لا ينتهي ومُلكها ليس بيدك، وكلها كدر فمن تعلق بها تعلق بكدر، ولذلك كان من دعاء الصالحين حيث نكرره كثيراً (اللهم اجعل الدنيا في أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا) قالوا: وجعلُها في القلب أن تحزن على كل مفقود، وأن تفرح بكل موجود ؛فإذا خلَّصك الله من الحزن على المفقود، ومن الفرح بكل موجود كانت الدنيا في يدك وليست في قلبك ؛فإذا فقدت تقول: حسبنا الله ونعم الوكيل، إنا لله وإنا إليه راجعون، استغفر الله العظيم، وإذا وُجِدَت قلت: الحمد لله، الشكر لله، الفضل من عند الله، لا إله إلا الله،أما من ينهار في قلبه فهو في ظلمات وليس في نور.
وأشار الدكتور علي جمعة إلأى أن القضية الثانية التي تنتج من اتباعك للنبي ﷺ وإيمانك من خلاله بالله رب العالمين أنك ستخرج من الظلمات؛ من ظلمات الدنيا، من ضيق الدنيا، من ظلمات الحيرة، ومن ضيق الحيرة، من ظلمات التعلق وعدم القناعة والرضا، إلى نور التوكل على الله والرضا بالله، وأن تسير في نور الله، وأن تكون راضياً عن الله فيرضى الله سبحانه وتعالى عنك {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} ترضى عن الله تعالى وتكون سعيدا بالله تعالى ، لكن هناك ناس قليلة الأدب مع الله ليست سعيدة بالله في ظلمات وليست في نور، القضية الثالثة {وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} {وَيَهْدِيهِمْ} فيستجيب الدعاء .
وأشار علي جمعة إلى أن سبحانه سيستجيب دعاءك بشرط أن تفهم النبي ﷺ والقرآن، لأن كل الأبواب أغلقت إلا باب سيدنا النبي ﷺ، والذي بيننا وبين الخلق هو سيدنا النبي ﷺ، هى كده ما لناش إلا سيدنا النبي ﷺ.. فاللهم صلِّ وسلم على سيدنا النبي وعلى آله وصحبه.