تراجعت أسعار الذهب، اليوم الخميس، مع ارتفاع الدولار إلى أعلى مستوياته في شهور، بعدما أشار محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي إلى أنه سيبدأ تقليص تحفيزه الخاص بفترة الجائحة هذا العام.
وهبط سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.5% إلى 1779.52 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 06:40 بتوقيت جرينتش.
ونزلت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.3% إلى 1779.50 دولار.
وصعد مؤشر الدولار إلى ذروة أكثر من تسعة أشهر، ما جعل الذهب باهظ الثمن لحائزي العملات الأخرى.
وقال كايل رودا، المحلل لدى آي.جي ماركتس: ”خسر الذهب بعضا من الزخم التصاعدي مع تنامي قلق المشاركين في السوق حيال خطر بدء (مجلس) الاحتياطي تقليص شراء السندات بحلول نهاية العام“.
وأظهر محضر اجتماع يوليو أن مسئولي البنك المركزي الأمريكي يرون احتمالا لتقليص برنامج شراء السندات هذا العام إذا استمر تحسن الاقتصاد كما هو متوقع.
ويعتبر المعدن النفيس تحوطا ضد التضخم وخفض قيمة العملة.
ومن شأن تشديد مجلس الاحتياطي الأمريكي للسياسة النقدية أن يعالج الأمرين وبالتالي يخفض جاذبية الذهب.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة 0.9% إلى 23.26 دولار للأوقية، بينما هبط البلاتين 1.2% إلى 982.94 دولار للأوقية.
وانخفض البلاديوم 0.6% إلى 2413.02 دولار للأوقية، بعدما بلغ أدنى مستوى منذ 16 مارس عند 2409.68 دولار.
وكان مسئولون في مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي (البنك المركزي) قالوا إن الاقتصاد الأمريكي ينمو بسرعة، وإنه في حين أن سوق العمل لا يزال أمامه مجال للتحسن، فإن التضخم وصل بالفعل إلى مستوى يمكن أن يفي بمرحلة واحدة من اختبار رئيسي لبدء رفع أسعار الفائدة.
وقال إريك روزنجرن، رئيس بنك الاحتياطي الاتحادي في بوسطن، في وقت سابق، إنه ينبغي للبنك المركزي الأمريكي أن يعلن في سبتمبر أنه سيبدأ تقليص مشترياته الشهرية من السندات البالغة 120 مليار دولار بحلول خريف هذا العام.
يذكر أن رافائيل بوستيك، رئيس بنك الاحتياطي الاتحادي في أتلانتا، قال إنه يتطلع إلى الربع الأخير من العام لبدء تقليص شراء السندات، لكنه منفتح على بداية في موعد أقرب إذا حافظت سوق العمل على وتيرة التحسن النشط التي شهدتها في الآونة الأخيرة.
وفي تصريحات سابقة، قال بوستيك ورئيس بنك الاحتياطي الاتحادي في ريتشموند توم باركين، إنهما يعتقدان أن التضخم وصل بالفعل إلى عتبة اثنين بالمائة التي حددها البنك المركزي، وفقا لتقديراتهما المنفصلة. وهذا أحد شرطين يجب الوفاء بهما قبل النظر في رفع أسعار الفائدة.
وارتفع الدولار إلى أعلى مستوى في تسعة أشهر، اليوم الخميس، إذ تراجعت الأسواق العالمية، بعدما كشف محضر أحدث اجتماع لمجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي، أن صانعي السياسات يتوقعون خفض التحفيز الخاص بفترة جائحة كورونا، قبل نهاية العام.
وواصل مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام ست عملات منافسة، مكاسبه في التعاملات المبكرة في لندن، ليرتفع 0.3% إلى أعلى مستوياته منذ الخامس من نوفمبر 2020، عند 93.434.
ووفقًا لمحضر اجتماع يوليو الماضي، يتوقع مسئولو البنك المركزي الأمريكي بصورة كبيرة، خفض مشترياتهم الشهرية من السندات في وقت لاحق هذا العام، لكن كان هناك بعض الخلاف بشأن قضايا رئيسية أخرى، بما في ذلك تاريخ البدء، ووتيرة شراء السندات، وما إذا كان التضخم أو البطالة أو فيروس كورونا، يشكلون خطرًا أكبر على تعافي الاقتصاد.
ودفع المحضر مؤشر البورصة الرئيسي في وول ستريت، للهبوط بأكثر من 1%، وقاد العديد من العملات إلى أدنى مستوياتها في عدة أسابيع مقابل الدولار، الذي يعد ملاذًا آمنًا.
وهبطت الأسواق الأوروبية عند الفتح، وانخفض اليورو إلى أقل مستوى له عند 1.16655 دولار للمرة الأولى منذ الرابع من نوفمبر، بينما ارتفع الدولار إلى أعلى مستوى له عند 110.225 مقابل الين الياباني.
كما سجل الدولار الكندي، أدنى مستوى له في أربعة أسابيع عند 1.2699 دولار.
ويعتبر خفض مشتريات السندات أمرًا إيجابيًا للدولار الأمريكي، إذ من المتوقع أن يرفع عائدات السندات الحكومية، مما يجعل الاحتفاظ بأصول مقومة بالدولار أكثر جاذبية للمستثمرين.